الذكاء الاصطناعي في قطاع الصناعة الإماراتي: فرص استثمارية ملهمة

تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجًا فريدًا من نوعه في النمو الاقتصادي والرؤية المستقبلية.

ويلخص هذا النموذج الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بقوله “نحن دولة مغرمة بالمستقبل، وهذا أحد أهم أسرار نجاحنا.. صناعة المستقبل ستكون جزءًا رئيسيًا في عمل حكومتنا”.

مقال له علاقة: تراجع آخر في أسعار الدجاج الأبيض.. ما هي أسعار الدواجن للمستهلك اليوم الإثنين 21-4-2025؟

مشروع 300 مليار

تعتبر هذه النظرة للمستقبل والتغيرات في المشهد الصناعي العالمي عنصرين أساسيين لفهم فلسفة الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة “مشروع 300 مليار”، التي تُعتبر استراتيجية حكومية عشرية هي الأكثر شمولاً من نوعها، للنهوض بالقطاع الصناعي وتوسيع حجمه ونطاقه.

تستهدف الاستراتيجية دعم القطاع الصناعي ليكون رافعة أساسية للاقتصاد الوطني، مع التركيز على صناعات المستقبل المعتمدة على المعرفة والابتكار، خصوصًا تلك المرتبطة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، مثل تكنولوجيا الفضاء والتكنولوجيا الطبية والطاقة النظيفة والمتجددة.

يهدف “مشروع 300 مليار” إلى تعزيز مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي من 133 مليار درهم إلى 300 مليار درهم بحلول عام 2031، ويركز على الصناعات المستقبلية التي تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة وحلول الثورة الصناعية الرابعة، مما يعمل على تمكين الاقتصاد وتحفيزه ودعمه بعناصر النمو المستدام.

تسعى الإمارات إلى البناء على التقدم الذي حققته في مجال الذكاء الصناعي والعلوم المتقدمة، بعدما أصبح هذا التقدم ميزة نسبية للدولة في ظل تصدرها هذين المجالين إقليميًا، بفضل إطلاق استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي عام 2017، التي تركز على أن تكون الحكومة الأولى عالميًا في استثمار الذكاء الاصطناعي بمختلف قطاعاتها الحيوية.

تستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي مجموعة واسعة من المجالات، تشمل التشخيص الطبي، وتداول الأسهم، والتحكم الآلي، وصناعات ألعاب الفيديو، وبرمجيات محركات البحث على الإنترنت، وتطبيقاتها المتعلقة بتحسين الإنتاج الزراعي عبر رصد العناصر المؤثرة في المحاصيل وتطبيقات النقل والخدمات اللوجستية، بالإضافة إلى التطور الكبير في إنترنت الأشياء، مما يتيح إدارة المصانع وعمليات الإنتاج بشكل آلي تقريبًا، مع إمكانية استشراف الأعطال التصنيعية وتجنب تعطل سلاسل التوريد.

نمو سريع للوظائف التقنية

أشار مركز “إنترريجونال” إلى أن تقريرًا حديثًا صادرًا عن منصة LinkedIn أظهر نموًا سنويًا بنسبة 74% في وظائف الذكاء الاصطناعي في الإمارات، مما يجعلها من أسرع الوظائف نموًا في الدولة، وتوقعت وزارة الموارد البشرية والتوطين ارتفاع الطلب على الوظائف التقنية بنسبة 15% خلال عام 2025، مع التركيز على الابتكار والاستدامة والتحول الرقمي.

اقرأ كمان: انخفاض أسعار الذهب في مصر: سعر جرام عيار 24 يبلغ 5623 جنيهًا للشراء في تحديث الساعة 6:20 مساءً.

تشير التقديرات إلى أن التوظيف في قطاع تكنولوجيا المعلومات سيشهد زيادة بنسبة 28% خلال عام 2025، مما يعكس توجه دولة الإمارات القوي نحو تبني الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتنوعة، فيما أكدت وزارة الاقتصاد أن النمو الاقتصادي المستهدف بنسبة 5% خلال نفس العام سيعتمد على قطاعات التكنولوجيا الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات.

وكشفت وزارة الاقتصاد في تقرير “المواهب التقنية المستقبلية في الإمارات 2024” عن زيادة بنسبة 90% في التوظيف المعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يعكس الطلب المتزايد على الخبراء في هذا المجال. يأتي ذلك ضمن جهود الدولة لتعزيز اقتصاد المعرفة والتحول الرقمي في مختلف القطاعات.

97 مليون وظيفة عالمية

أوضح مركز “إنترريجونال” أن تقديرات المنتدى الاقتصادي العالمي تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي سيساهم في خلق نحو 97 مليون وظيفة جديدة على مستوى العالم بحلول عام 2025، وبما أن الإمارات تتجه بقوة نحو الاستثمار في هذا المجال، فإن حصتها من هذه الوظائف ستكون من الأعلى في المنطقة.

تتصدر مجموعة من الوظائف التقنية المشهد المهني في الدولة، من أبرزها: مهندسو الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، محللو البيانات الضخمة، مطورو تقنيات البلوك تشين، وخبراء الأمن السيبراني، بالإضافة إلى مدربي أنظمة الذكاء الاصطناعي ومهندسي البرمجة المتقدمة.

إنفاق متزايد على الذكاء الاصطناعي

بحسب مؤسسة “IDC” للأبحاث، فإن حجم الإنفاق على الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط تجاوز 3 مليارات دولار عام 2024، بزيادة قدرها 32% مقارنة بالعام السابق، وتسعى الإمارات إلى مضاعفة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي من 9.7% إلى 19.4% خلال السنوات المقبلة.

aXA6IDJhMTM6YWRjMDo6YWYxOmVhZmY6ZmVmNjoyYjUyIA==

جزيرة ام اند امز

EE