علي جمعة يقدم فكرة علمية جديدة تحت عنوان “حفريات القرآن”

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية السابق، إن عودة الأمة الإسلامية إلى المشاركة الحضارية تحتاج إلى ابتكار علوم جديدة تتماشى مع تطورات العصر وتدعم النصوص الشرعية بطرق علمية دقيقة.

وأفاد الدكتور علي جمعة، خلال بودكاست “مع نور الدين”، الذي يُبث على قناة الناس، اليوم الخميس، أن ابتكار العلوم هو سمة من سمات الحضارة، وأنه إذا أردنا العودة إليها، فيجب علينا الابتكار والإضافة بدلاً من مجرد التكرار. وقد اقترحت إنشاء علم جديد أطلقت عليه اسم حفريات القرآن، يتضمن قواميس ومراجع تدعم القرآن في قصص أنبيائه وأحداثه وأزمنته وتاريخه.

مقال له علاقة: فريق التدخل السريع يتعامل مع 561 بلاغًا في جميع المحافظات خلال مايو تحت مظلة “التضامن”

وشرح المفتي السابق مفهوم “حفريات القرآن”، قائلاً: “أين سفينة نوح؟ وأين الكهف المذكور في القرآن؟ وأين أصحاب الجنة؟ وأين مملكة سبأ؟ وما هي قصتها وروايتها؟”

وأشار إلى أن المسيحيين قاموا بإنشاء قاموس شامل للكتاب المقدس، تناولوا فيه التفاصيل المتعلقة بالمواقع الجغرافية والتاريخية المذكورة، مثل فاران والصحراء وغيرها، مضيفًا: “نحتاج إلى شيء مشابه للقرآن ليكون علمًا مستقلاً يدرسه المتخصصون بأدوات علمية رصينة.”

شوف كمان: الحرية في تناول الرنجة والفسيخ.. تفاصيل موعد عطلة شم النسيم 2025

وأضاف الدكتور علي جمعة أن هذا العلم يجب أن يتضمن توثيقًا دقيقًا للنتائج التي يتم الوصول إليها، وأن يتناول مواضيع مثل: أين يقع سد ذو القرنين؟ وأين توجد البوابة الحديدية؟ وأين هم يأجوج ومأجوج؟ وما هي القبائل المرتبطة بهم؟

كما أشار إلى جهود بعض العلماء في هذا المجال، قائلاً: “الشيخ أحمد حسن الباقوري ألّف كتابًا في هذا الموضوع، نُشر في دار الشعب، كما تناول المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية هذا الموضوع في مجلدين كبيرين، عن كلام أبوالكلام الأزديبادي الذي شرح كيف أن الإدريسي ذكر أن هناك خليفة أرسل 100 شخص للبحث عن هذه الحقائق.”

وأردف: “لماذا لا نستفيد من Google Earth؟ بعض الناس بدأوا باستخدامه كمجهود فردي، لكننا نريد تحويل ذلك إلى علم متكامل له تخصصاته، بحيث نستطيع الحصول على درجات الماجستير والدكتوراه فيه، ونعقد مؤتمرات علمية حول هذا العلم.”

وأكد الدكتور علي جمعة أن “حفريات القرآن” يجب أن تتحول إلى علم حقيقي تُبنى حوله المدارس الأكاديمية، ليؤدي دورًا في إحياء العلاقة بين النصوص المقدسة والتاريخ والجغرافيا بما يخدم الفهم المعاصر للقرآن الكريم.