إسرائيل تخلّي شمال غزة وتستهدف النازحين مع تهديد بزيادة حدة النزاع.

إسرائيل تخلّي شمال غزة وتستهدف النازحين مع تهديد بزيادة حدة النزاع.

تزامناً مع تصاعد التوترات، قامت إسرائيل يوم الخميس الماضي بتكثيف الهجمات على قطاع غزة، مركّزةً استهدافها على النازحين والمدنيين في مناطق متفرقة، مما أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى. وفي شمال القطاع، اندلعت معارك عنيفة بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، ونتج عنها إصابات بين الجنود الإسرائيليين، مما دفع بمسؤولي الجيش إلى إصدار أوامر لإخلاء منطقتين في شمال غزة تمهيداً لتوسيع العمليات العسكرية. وفي ظل تزايد المخاوف بشأن الأوضاع الإنسانية، هدد رئيس الأركان الإسرائيلي بتصعيد الهجمات على غزة إذا لم يتم إحراز تقدم بشأن قضية الرهائن. وكشف تحقيق للجيش الإسرائيلي عن مقتل موظف أممي بنيران قواته في غزة الشهر الماضي، وفي ذات الوقت، رفضت المحكمة الجنائية الدولية تعليق مذكرتي الاعتقال الصادرتين بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت.
لليوم الثامن والثلاثين، واصل الجيش الإسرائيلي هجماته القاسية على النازحين والمدنيين في مختلف أنحاء قطاع غزة، وسط تحذيرات من تفاقم الأوضاع الإنسانية. وقد تضمنت الاعتداءات قصف مناطق سكنية وتدمير منازل فوق رؤوس ساكنيها، خاصة في حي التفاح في غزة. وأكد الدفاع المدني أنه عاجز عن الوصول إلى عدد من الأشخاص المحاصرين تحت الأنقاض، مطالباً الصليب الأحمر الدولي بتكثيف جهوده للتنسيق مع القوات الإسرائيلية لإجراء عمليات إنقاذ. شهدت المناطق المتنوعة في القطاع عمليات قصف متفرقة، مع تدمير العديد من المنازل في شمال رفح وبعض المناطق الشرقية من غزة، حيث أفادت التقارير أن الطائرات الإسرائيلية قصفت أيضاً مباني في مواصي خان يونس وشمال رفح، مما خلف دماراً هائلاً.
استمر القصف الإسرائيلي مساء الخميس على عدة مناطق في غزة، مما أسفر عن وقوع عدد من الضحايا. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جندياً قُتل وأصيب سبعة آخرون في “حادث أمني خطير”، مع سماع دوي انفجارات كبيرة. وفي سياق متصل، أشار رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية إلى إمكانية “توسيع” الهجمات في حال لم يتحقق تقدم بشأن الرهائن. وفي زيارة لمعاينة الوضع في غزة، قال زامير: “إذا لم نرَ تقدماً في إعادة المحتجزين في الفترة المقبلة، سنقوم بتوسيع أنشطتنا إلى خطوات أكبر وأكثر أهمية”.
كما أفادت التقارير الإسرائيلية بأن المروحيات بدأت بنقل المصابين من غزة بعد الإبلاغ عن أزمة أمنية، حيث أصدر الجيش الإسرائيلي أمراً لإخلاء سكان منطقتي بيت حانون والشيخ زايد في شمال غزة استعداداً لهجوم واسع النطاق. ووجه الجيش الإسرائيلي تحذيرات بشأن احتمال تصعيد “حماس” للوضع من خلال تنفيذ هجمات مشابهة لتلك التي وقعت يوم السبت الماضي وأدت إلى مقتل أحد الجنود. وفي بيان، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن مستشفيات القطاع استقبلت في الساعات الماضية 50 جثة، من بينها جثتان انتُشلت من تحت الأنقاض، فضلاً عن 152 مصاباً نتيجة العدوان المستمر، ليصل إجمالي الضحايا في غزة منذ بدء الهجمات في 7 أكتوبر 2023 إلى 51,355 قتيلاً و117,248 مصاباً. ومنذ 18 مارس 2025 حتى مساء أمس، بلغ عدد الضحايا 1,978 قتيلاً و5,207 مصابين، مما يشير إلى عدم وجود أفق لوقف القتال، متسبباً بكارثة إنسانية وصحية في القطاع المحاصر.
من جهة أخرى، تزداد حدة الأوضاع الإنسانية في غزة يوماً بعد يوم وسط صمت دولي وعجز المنظمات الإنسانية عن الوصول إلى الأفراد المتضررين، بينما يستمر الجيش الإسرائيلي في الإقدام على انتهاكات مستمرة بحق المدنيين.
وفي الأثناء، أفرجت إسرائيل يوم الخميس عن 12 أسيراً فلسطينياً من غزة، بينهم سيدتين، حيث تم نقلهم عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع.
وقد رفضت المحكمة الجنائية الدولية طلب إسرائيل بتعليق تنفيذ مذكرتي الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت في إطار التحقيقات الخاصة بتهم ارتكاب جرائم الحرب في قطاع غزة. وزعم وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، بأن “أوامر الاعتقال غير قانونية وباطلة”، مشيراً إلى أن إسرائيل ليست عضواً في المحكمة الجنائية الدولية. كما أعلن الجيش الإسرائيلي أن التحقيقات الأولية حول مقتل موظف الأمم المتحدة في وسط قطاع غزة الشهر الماضي أشارت إلى أن وفاته كانت نتيجة نيران دبابة إسرائيلية كانت تعمل في المنطقة.
(وكالات)

قد يهمك أيضاً :-