كيف يؤثر سعر الدولار العالمي على أسواق الأسهم في الدول الناشئة وزيادة الطلب على الذهب؟ (تقرير)

كيف يؤثر سعر الدولار العالمي على أسواق الأسهم في الدول الناشئة وزيادة الطلب على الذهب؟ (تقرير)

شهد سعر الدولار العالمي انخفاضًا ملحوظًا في الأيام الأخيرة، مما دفع المستثمرين لإعادة تقييم استراتيجيات محافظهم الاستثمارية، لا سيما أولئك الذين تتركز استثماراتهم في الأصول الأمريكية.

قال محللون في السوق العالمية إن تراجع سعر الدولار مقابل العملات الرئيسية مثل اليورو والين – وحتى الذهب – يُشير إلى أنه قد حان الوقت لإعادة التفكير في استراتيجيات المستثمرين وجعل المحافظ أكثر تنوعًا.

أوضحت لالي أكونر، محللة الأسواق العالمية في شركة الأبحاث «إيتورو»، في تقرير حصلت عليه «بوابة مولانا»: «إن انخفاض الدولار يحمل مخاطر وفرصًا في الوقت نفسه، وبينما قد يتأثر المستثمرون الأمريكيون بانخفاض القدرة الشرائية والعوائد الحقيقية، غالبًا ما تستفيد المحافظ المتنوعة عالميًا من هذه التغيرات في أسعار الصرف».

أضافت: «من المتوقع أن تحقق الأسهم الأجنبية، خصوصًا في الاقتصادات التي تعتمد على التصدير مثل ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية، مكاسب مع ضعف الدولار، حيث تصبح صادراتها أكثر تنافسية، مما ينعكس إيجابًا على أرباح الشركات. كما بدأت الأسواق الناشئة في جني الفوائد»، متوقعة أن يشهد الربع الأول تدفقات مالية كبيرة نحو صناديق الأسهم في الصين وكوريا، مع تحول رأس المال بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية.

ومع انخفاض قيمة الدولار، يصبح الذهب واحدًا من الأصول الأكثر أداءً، حيث فقد الدولار حوالي 25% من قيمته، مما يُظهر دوره الاستراتيجي كأداة تحوط ضد التضخم وعدم اليقين الجيوسياسي.

وفقًا للخبراء، يسعى المستثمرون بشكل متزايد إلى تنويع تعرضهم للعملات لتقليص المخاطر المركّزة، ويشمل ذلك الاحتفاظ بأصول مقومة باليورو أو الين أو الفرنك السويسري أو الاستثمار في صناديق دولية بفئات أسهم مغطاة تحوطياً ضد تقلبات العملات.

تضيف أكونر: «التناغم أمر حيوي؛ فالمستثمرون الأمريكيون الذين يتوقعون مزيدًا من ضعف الدولار غالبًا ما يظلون غير محميين للاستفادة من المكاسب الأجنبية، بينما يفضل المستثمرون الأوروبيون أو البريطانيون التحوط في الأصول الأمريكية لتقليل تقلبات أسعار الصرف».

في ظل ضعف الدولار والمخاوف من التضخم، قد تفقد سندات الخزانة الأمريكية بعض جاذبيتها، وفي المقابل، قد ينظر المستثمرون إلى السندات قصيرة الأجل وسندات الخزانة المحمية من التضخم (TIPS) والديون الدولية ذات الجودة العالية. يمكن أن تُساهم السندات من الأسواق المتقدمة المستقرة أو بعض الأسواق الناشئة المختارة في الحفاظ على العوائد وتعزيز مرونة المحافظ عالميًا.

على الرغم من أن انخفاض الدولار لا يستدعي إعادة هيكلة كاملة للمحفظة، إلا أن الخبراء يحذرون من الجمود.

تشير أكونر إلى أن الريادة الاقتصادية تتغير، وينبغي أن تتغير معها المحافظ الاستثمارية، مضيفة أن تخصيصًا مدروسًا نحو الأصول الدولية وأدوات التحوط من التضخم وتنويع العملات يمكن أن يساعد المستثمرين على التكيف مع الديناميكيات المتغيرة للسوق واكتشاف مصادر جديدة للعائد.

قد يهمك أيضاً :-