نساء وأطفال في العراء: معاناة السودانيين الفارين من الصراع في الفاشر

نساء وأطفال في العراء: معاناة السودانيين الفارين من الصراع في الفاشر

صور ومقاطع فيديو نشرتها منظمات تطوعية محلية يوم الخميس كشفت عن أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة للفارين من النزاع في الفاشر، عاصمة إقليم دارفور بغرب السودان.

وصف شهود عيان الاشتباكات التي شهدتها المدينة على مدار يومي الأربعاء والخميس، بأنها الأكثر عنفًا منذ بدء النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023.

مع تزايد حدة القتال في المدينة، ارتفعت مستويات النزوح وسط تقارير عن معاناة كبيرة يواجهها المدنيون في محاولة الخروج من المدينة.

في الوقت الذي يواجه فيه حوالي 300 ألف شخص عالقون في المدينة خطر القصف المتواصل، يعيش الفارون في ظروف إنسانية مأساوية، حيث يتجمع الآلاف في العراء على طول الطريق المؤدي إلى منطقة «طويلة» في الاتجاه الجنوبي.

على مدى أكثر من 10 أيام، شهدت عدد من المحاور المؤدية إلى مقر قيادة الفرقة السادسة تصاعدا في حدّة القتال، وهو المقر العسكري الرئيسي الوحيد الذي لا يزال الجيش موجوداً فيه في إقليم دارفور بعد أن استولت قوات الدعم السريع على معظم مناطق الإقليم منذ بداية النزاع.

يعاني الفارون، وخصوصًا النساء والأطفال، من نقص حاد في الغذاء ومياه الشرب والمأوى، بينما يواجه العالقون خطر القصف المتبادل على مخيمات النازحين والمناطق السكنية، مما أدى إلى مقتل وإصابة المئات على مدار الأيام الثلاثة الماضية.

قال أحد الفارين من الفاشر، الذي وصل بعد رحلة شاقة إلى منطقة «طويلة»، لموقع «سكاي نيوز عربية» إن مجموعات تتبع الجيش تحتجز مئات الأسر وتمنعهم من مغادرة الفاشر رغم تصاعد الحرب وغياب المقومات الأساسية للحياة.

أشار إلى أن أجهزة الاستخبارات التابعة لحكومة ولاية شمال دارفور تجبر المدنيين على البقاء في منازلهم وعدم مغادرة المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة وحلفاؤها.

وأضاف: «أجبرت قوة من الجيش والقوات المتحالفة معها مئات النازحين، بما في ذلك مرضى وكبار سن وأطفال، على العودة إلى الفاشر بعد محاولتهم الخروج يوم الخميس».

دعت منسقية النازحين جميع أطراف النزاع إلى احترام قواعد القانون الإنساني الدولي والامتناع عن استهداف المناطق المأهولة بالسكان، كما طالبت بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار لأغراض إنسانية.

كشفت منسقية النازحين عن إصابة 597 طفلًا في معسكر كلمة للنازحين بأمراض سوء التغذية، توفي منهم 19 خلال الأيام الماضية.

صرّح آدم رجال، المتحدث باسم المنسقية، بضرورة قيام الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية بأداء واجبها الإنساني والأخلاقي.

كما حذر برنامج الأغذية العالمي، اليوم الجمعة، من مواجهته نقصًا في التمويل قد يؤثر على قدرته على تقديم الدعم لمن يعانون من نقص حاد في الغذاء في السودان في الأسابيع المقبلة.

قد يهمك أيضاً :-