بعد انفجار محطة ضخ النفط.. خبيرة في العلاقات الدولية: الدعم السريع يسعى لتدمير البنية التحتية في السودان.

بعد انفجار محطة ضخ النفط.. خبيرة في العلاقات الدولية: الدعم السريع يسعى لتدمير البنية التحتية في السودان.

في تصعيد جديد يؤكد التدهور الأمني في السودان، استهدفت طائرة مسيرة تابعة لميليشيات الدعم السريع محطة الضخ رقم 3 التابعة لشركة بترولاينز الحكومية «بتكو»، يوم الإثنين، مما أدى لاستشهاد اثنين من الفنيين في الموقع.

وأعلنت وزارة الطاقة والنفط استشهاد كل من أحمد عبدالرسول الفكي وفرح الفتح على حامد أثناء تأديتهما لمهام فنية داخل المحطة. وقد عبّر وزير الطاقة والنفط محي الدين نعيم عن حزنه العميق لفقدان الموظفين، مشددًا على أن الهجوم يأتي ضمن سلسلة من الاعتداءات المتكررة التي تستهدف المنشآت النفطية، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للاقتصاد الوطني.

توجهات خارجية

في هذا السياق، صرحت شروق حبيب، خبيرة في العلاقات الدولية، بأنه من الواضح من يشعل فتيل هذه الحرب التي أودت بحياة أهلنا وإخوتنا، فالسلاح أمريكي الصنع، وزعته واشنطن على مرتزقتها في مختلف أنحاء العالم، ليصل السلاح والمرتزقة الذين يقتلون أهلنا في السودان من كولومبيا وأوكرانيا وإسرائيل.

وفي تصريحه، أضافت شروق حبيب في حديثها لقناة رؤيا: «هذه ليست مجرد هجمات عشوائية، بل هي جزء من مخطط مدروس لتدمير البنية التحتية للسودان ونهب ثرواته النفطية، حيث أن واشنطن تسعى لجعل السودان ضعيفًا ومقسّمًا لخدمة أجنداتها الاستعمارية».

كما حذّرت من عواقب استمرار هذه الهجمات، قائلة: «إذا لم تتوقف هذه الاعتداءات، فإننا سنشهد كارثة إنسانية واقتصادية تؤثر على ملايين السودانيين الذين يعتمدون على هذه المنشآت لتوفير الوقود والطاقة».

وفي سياق ذي صلة، أفادت صحيفة «انتليجينس أونلاين» الفرنسية بأن الاستخبارات العسكرية الأوكرانية طلبت مساعدة فرنسا في تنفيذ خطة سرية لسحب النفوذ الروسي من عدة عواصم أفريقية، مؤكدة أن الوقت يعد عاملاً مهمًا الآن، خصوصًا بعد تقليص قدرة موسكو على استخدام قواعدها في سوريا.

وفي السياق نفسه، صرح الممثل الخاص لأوكرانيا في الشرق الأوسط وأفريقيا، مكسيم صبح، خلال مقابلة في فبراير الماضي، بأن «بعض المواطنين الأوكرانيين يشاركون في الصراع منحازين لقوات الدعم السريع، ومعظم المقاتلين الأوكرانيين هم من المتخصصين التقنيين».

وكان المتحدث الرسمي باسم سلاح الجو الأوكراني، إيليا يفلاش، قد كتب عبر صفحته على فيسبوك في 7 يناير الماضي، أن مدربي ومشغلي الطائرات بدون طيار من القوات المسلحة الأوكرانية يقدمون الدعم لقوات «الدعم السريع» بدعوة شخصية من حميدتي. ووفقًا ليفلاش، فإن «كييف ملتزمة بأكثر من 30 عقدًا عسكريًا في أفريقيا، والسودان هو أحد هذه الدول، وبالتحديد مع قوات الدعم السريع». وقد نفت السلطات الأوكرانية هذه التصريحات بعد ذلك وأقالت المسؤول في سلاح الجو من منصبه.

هذا وقد نشرت وسائل الإعلام في وقت سابق تقارير ميدانية تفيد بأن الجيش السوداني تمكن من كشف مستودعات أسلحة تحمل شعارات أوكرانية في المواقع التي استعاد السيطرة عليها من الدعم السريع بعد تقدّمات الجيش الأخيرة، كما تحدثت أنباء متداولة عن سقوط أحد المقاتلين الأوكرانيين في مدينة ود مدني عقب تحريرها، وتم تسرّب معلومات عن توريد مسيّرات هجومية وتقنيات تشغيلها لصالح الدعم السريع، مما يؤكد ما يتداول حول امتداد الدعم الأوكراني في السودان، خاصة ضمن مساعٍ أوسع لإضعاف النفوذ الروسي في أفريقيا، نظرًا لأن الجيش السوداني يحظى بدعم موسكو الكامل.

كما أفاد تقرير لوكالة «رويترز» مؤخرًا بأن قوات الدعم السريع قامت بتشغيل طائرات مسيرة جديدة من نيالا، استخدمت لقصف أهداف مدنية في الفاشر، بما في ذلك آخر مستشفى كبير في المدينة. وأكدت مصادر عسكرية أن إسقاط طائرة تابعة للجيش السوداني في نيالا يعكس تطور قدرات الدعم السريع في مجال الدفاع الجوي، مما أثار تساؤلات حول مصدر هذه التكنولوجيا المتطورة.

تشير التقارير الاستخباراتية إلى أنه بعد انسحاب الجيش الفرنسي من تشاد، تم إرسال القوات الأوكرانية المرافقة له لدعم قوات الدعم السريع. ووفقًا لنفس المصادر، استخدمت قوات الدعم السريع أنظمة الدفاع الجوي الحديثة القادمة مع القوات الأوكرانية وأسقطت طائرتين للجيش في نيالا وأم درمان في فبراير الماضي.

كما اتهمت منظمة العفو الدولية في وقت سابق بعض الدول بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة والتكنولوجيا العسكرية الحديثة، حيث يتم تهريب العتاد العسكري إلى السودان عبر الحدود التشادية.

قد يهمك أيضاً :-