من النوبة إلى الديار .. الصحفي إيهاب صابر يترك مكاتب التحرير (ملف شخصي)

في صباح يوم الجمعة، 25 أبريل 2025، خيم الحزن على الوسط الصحفي المصري بوفاة الزميل إيهاب صابر، نائب مدير تحرير جريدة «الوطن»، الذي توفي عن عمر لا يتجاوز الثلاثين بعد معاناة طويلة مع المرض.

أعلنت زوجته، الصحفية سارة جمال، خبر وفاته بقلب حزين، وأكدت أن الجنازة ستقام بعد صلاة الجمعة من مسجد مستشفى القوات المسلحة بالمعادي، ثم من مسجد التقوى في حلوان، قبل أن يُدفن في مقابر 15 مايو.

شوف كمان: وزير الشباب والرياضة يدشن مشروع تحديث ملعبين في مركز شباب بمحافظة البحر الأحمر

كان إيهاب رمزًا للطموح والإخلاص، صحفيًا موهوبًا ترك بصمة كبيرة في قلوب زملائه ومحبيه، وإرثًا مهنيًا يتذكره الجميع بفخر.

مقال مقترح: انخفاض أسعار الذهب في مصر: سعر جرام عيار 24 يبلغ 5554 جنيه للشراء حتى تحديث الساعة 07:10 مساءً.

من النوبة إلى صالات التحرير

وُلد إيهاب صابر في أرض النوبة، حاملًا في طياته سلالة الطيبين وروحًا مليئة بالحياة والطموح. لم يكن مجرد صحفي، بل كان نموذجًا ملهمًا للنجاح.

بدأ رحلته المهنية في صالات التحرير بالمؤسسات الصحفية المصرية، بدءًا من «البديل» ثم «البداية»، و«الوادي»، وصولًا إلى «الوطن» التي أصبحت بيته وداره.

قائد التطوير لبوابة «الوطن»

بأسلوبه الهادئ وبسمته التي لا تفارق وجهه، تمكن من كسب حب الجميع، ليس فقط كزميل عمل بل كصديق وأخ. كان إيهاب من جيل الصحفيين الشباب الذين آمنوا بقوة الإعلام الرقمي، وقاد جهود تطوير الموقع الإلكتروني لجريدة «الوطن»، محققًا إنجازات ملحوظة.

عمل إيهاب بكل تفانٍ، حيث جمع بين الاحترافية والإبداع، وكان يؤمن بأن الكلمة الصادقة هي سلاح الصحفي الحقيقي، إنسان قبل أن يكون صحفيًا.

لم يكن تميزه كصحفي فقط نتيجة موهبته، بل أيضًا بسبب أخلاقه الرفيعة وصفاته الحميدة، حيث يتذكره زملاؤه كفتى هادئ ينشر الطاقة الإيجابية في كل مكان.

كان صابر مصدر إلهام لمن حوله، يشاركهم خبراته ويدعمهم بكل ما يملك حتى في أسوأ أوقاته، حيث ظل متمسكًا بقوة بإيمانه حتى في أيامه الأخيرة.

تواجد إيهاب في غرفة العناية المركزة خلال اليومين الأخيرين، غارقًا في غيبوبة بين الأجهزة الطبية، لكن جسده لم يعد يقوى على الصمود، ليتلقى محبوه خبر وفاته كالصاعقة. كانت لحظات وداعه مؤلمة، لكنها عكست حجم الحب والاحترام الذي زرعه في قلوب من عرفوه.

نقيب الصحفيين، خالد البلشي، عبر عن حزنه العميق بكلمات مؤثرة: «أوجعنا فراقك يا صديقي.. لن ننسى ما تركته لنا من حب ومودة وصدق وإخلاص. اللهم ارحمه واغفر له واسكنه فسيح جناتك».. هكذا كان إيهاب صابر في نظر نقيبه، صديقًا قبل أن يكون زميلًا، وإنسانًا ترك أثرًا عميقًا لا يُنسى.

رحمة ونور

الزميل الصحفي حسام مصطفى إبراهيم، وفي لفتة وفاء، أعلن اليوم أن ورشة «التصميم في غرف الأخبار وتوليد الصور بالـAI» المقدمة من مبادرة «الذكاء الاصطناعي ببساطة» مفتوحة للجميع دون تسجيل.

ومن المقرر أن تُعقد الورشة اليوم الجمعة الساعة 8 مساءً بتوقيت القاهرة، مفتوحة للجميع دون الحاجة للتسجيل أو إرسال إيميلات، على أمل أن تكون صدقة جارية في ميزان حسناته، ورحمة ونور على روح الزميل العزيز الذي يتذكر حسام محادثاتهما الثرية حول «العمل واللغة العربية وسعيهما لتأمين لقمة العيش».

كما نعت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية إيهاب في بيان رسمي، praising his long-standing career filled with journalistic dedication.

وفي منشور على «فيسبوك»، عبرت الشركة عن فخرها بما قدمه إيهاب، مؤكدة أن إرثه سيبقى خالدًا في ذاكرة الإعلام المصري.

إرث خالد

رحل إيهاب صابر، لكن ترك وراءه إرثًا من الأخلاق المهنية والموهبة الصحفية، رحل ولكن روحه ومواقفه الإنسانية ستظل حاضرة مع الجميع.

كان إيهاب صوتًا صادقًا في زمن الضجيج، وقلمًا جريئًا في زمن التحديات، زملاؤه في «الوطن» وكل من عرفه سيتذكرونه كابنٍ نوبي يحمل حلمه من أرض الجنوب إلى قلب الإعلام المصري، ليترك وراءه حزنًا عميقًا وحبًا دائمًا.