خلال بدء موسم الحصاد في الشرقية.. وزير الزراعة: الإنتاج المتوقع من القمح هذا العام يقترب من 10 ملايين طن

افتتح علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، موسم حصاد القمح في قرية عرب البياضين بمركز بلبيس في محافظة الشرقية، برفقة المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، وروسالا فانيلي، نائب مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في مصر.

وتأتي هذه الفعالية ضمن أنشطة مشروع بناء القدرة على الصمود وتعزيز الأمن الغذائي للأسر الريفية الضعيفة في مصر، الذي تنفذه وزارة الزراعة عبر الجهاز التنفيذي لمشروعات التنمية الشاملة، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، وبتمويل من الحكومة الألمانية، في 75 قرية على مستوى 4 محافظات لدعم أكثر من 21 ألف و400 أسرة.

ممكن يعجبك: بعد احتفال عيد الفطر… تاريخ استئناف العمل في جميع البنوك المصرية 2025

بدأت فعاليات الافتتاح بعزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية، تلاها تلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى وزير الزراعة كلمة أكد خلالها التزام الوزارة بتقديم جميع أشكال الدعم لمزارعي القمح، باعتباره من أهم المحاصيل الإستراتيجية، والذي يعد أساسيًا في العديد من الصناعات الغذائية، خاصة رغيف الخبز.

وأشار إلى أنه تم الحفاظ على تواصل مستمر مع المزارعين خلال موسم الزراعة، عبر علماء مركز البحوث الزراعية، والمهندسين والمرشدين الزراعيين، ومسوؤلي المكافحة، لضمان تقديم الدعم الفني المناسب ونشر التوصيات الفنية للحصول على أعلى إنتاجية وحماية المحصول من الأمراض والآفات.

ولفت وزير الزراعة إلى استنباط أصناف جديدة من محصول القمح المقاومة للأمراض والمتأقلمة مع التغيرات المناخية، بالإضافة إلى توفير التقاوي الجيدة عبر الجمعيات الزراعية ومنافذ بيع التقاوي التابعة للوزارة، مع نشر الخريطة الصنفية للمحصول بشكل مبكر، بما يتناسب مع كل منطقة، لدعم الإنتاجية العالية. كما تم تنفيذ حملات المكافحة والحقول الإرشادية وندوات لنشر الممارسات الزراعية الحديثة.

وأضاف «فاروق» أنه تم توجيه أجهزة الوزارة لمتابعة عمليات الحصاد والتوريد في المحافظات عبر غرف عمليات، لمعالجة أي مشكلات تواجه المزارعين، فضلًا عن توفير الميكنة الزراعية من خلال الأجهزة والجمعيات الزراعية لتسهيل أعمال الحصاد وتقليل الفاقد والمجهود.

وتابع: من المتوقع هذا العام الوصول إلى إنتاجية تقارب 10 ملايين طن من القمح، وقد تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل توريد المحصول للصوامع والشون بالسعر المحدد من قبل الدولة، وهو 2200 جنيه للأردب، لتشجيع المزارعين على زراعة المحصول وتوريده.

من جهته، أعرب المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، عن ترحيبه بزيارة وزير الزراعة للمحافظة، مثمنًا متابعته المستمرة لكافة الأنشطة الزراعية، وتقديم الدعم والتسهيلات اللازمة لتنمية القطاع الزراعي، تماشيًا مع توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وأكد محافظ الشرقية اهتمام المحافظة الكبير بموسم حصاد القمح، خاصة بعد تصدرها المركز الأول على مستوى محافظات الجمهورية في زراعته وتوريده، مُشيرًا إلى وجود متابعات يومية لضمان انتظام عملية التوريد وتقديم الدعم للمزارعين، حتى الانتهاء من موسم الحصاد تحقيقًا للأهداف المرجوة.

وأضاف المحافظ أنه لن يسمح بأي تهاون في عمليات التوريد هذا العام، والتي تُعتبر مهمة قومية، مُطالبًا المزارعين بالإلتزام بتوريد القمح إلى الصوامع والشون المخصصة، حفاظًا على الصالح العام، مؤكدًا أن الدولة تعطي أهمية كبيرة لعملية توريد الأقماح وتسعى لتقديم الدعم المطلوب للمزارعين لتحسين مستوى معيشتهم.

من جانبها، قالت روسالا فانيلي، نائب مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في مصر، إن «زيارتنا اليوم إلى محافظة الشرقية، برفقة وزير الزراعة واستصلاح الأراضي ومحافظ الشرقية، تذكرنا بما يمكننا تحقيقه من خلال الشراكة. نحن نعمل مع وزارة الزراعة لتعزيز الأمن الغذائي وزيادة قدرة المجتمعات الريفية في مصر على الصمود، من خلال توسيع نطاق الممارسات الزراعية المبتكرة، مثل نماذج توحيد الأراضي والري بالطاقة الشمسية، مما يُساهم في توفير ما يصل إلى 30% من استهلاك المياه. نحن فخورون بالشراكة مع الحكومة الألمانية، التي ساهم دعمها في تجسيد هذه المبادرات.».

شوف كمان: وزير الخارجية وشؤون الهجرة يجتمع برئيس مجلس الشيوخ

وعلى هامش افتتاح موسم الحصاد، تم تفقد أنشطة مشروع بناء القدرة على الصمود وتعزيز الأمن الغذائي للأسر الريفية الضعيفة في مصر، بقرية عرب البياضين بمحافظة الشرقية، حيث تم افتتاح محطة ري تعمل بالطاقة الشمسية بقدرة 30 كيلو وات، فضلاً عن المسقى المطور البالغ طوله حوالي 570 مترًا، وذلك لخدمة 25 فدان في القرية. أيضًا، تم تفقد آلات الحصاد التي قدمها المشروع لدعم مزارعي المحافظة، والبالغ عددها 20 ماكينة لحصاد وضم وتربيط القمح، بهدف تقليل الفاقد والتكاليف.

من جهته، استعرض الدكتور علي حزين، رئيس مجلس إدارة الجهاز التنفيذي لمشروعات التنمية الشاملة، جهود المشروع بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، مشيرًا إلى أن هذا النموذج يعد نموذجًا عمليًا لتوحيد الحيازات لجمعيات تصل إلى 55 فدانًا، ويستفيد منها حوالي 126 مزارعًا في القرية، بالإضافة إلى المسقى المطورة ومحطة الطاقة الشمسية، والتي ساهمت في زيادة الإنتاجية بنسبة 20% وتقليل فقدان المياه بنسبة 30% وتوفير حوالي 2500 لتر من الديزل في المتوسط.

وأضاف «حزين» أن المشروع يُنفذ في محافظات: الشرقية، سوهاج، الأقصر، وأسوان، ليشمل دعم 21,400 أسرة ريفية في 75 قرية، بهدف تعزيز الأمن الغذائي في مصر والتركيز على المجتمعات الريفية الأكثر ضعفًا، وخاصة صغار المزارعين، للتخفيف من آثار الأزمات وبناء القدرة على الصمود في وجه التحديات المستقبلية، سواء كانت اقتصادية أو مناخية.

وقال إن المشروع ساهم في تحسين ممارسات الزراعة والري المستدامة في المجتمعات المستهدفة من خلال نشاط توحيد الحيازات الزراعية وتطوير المساقي وتعزيز الممارسات الزراعية الحديثة لحوالي 20 ألف من صغار المزارعين وأكثر من 7000 فدان، عن طريق تدريبات الممارسات الزراعية الجيدة والبذور المقاومة للحرارة وتوفير ميكنة زراعية حديثة لرفع إنتاجية المزارع بمعدل 20%.

وأضاف أنه تم إنشاء وحدات حصاد مجتمعية وتدريب العاملين عليها من خلال توزيع 75 ماكينة حصاد للقمح على الجمعيات الأهلية لدعم المزارعين في 75 قرية، بهدف تقليل الفاقد وتحسين كفاءة الحصاد، كما تم ربط المزارعين بالأسواق لترويج المنتجات المحلية من خلال المشاركة في المعارض الزراعية.

وأشار إلى أنه تم دعم تلك القرى بحوالي 75 جهاز إنذار مناخي مبكر بالجمعيات لتقديم توقعات الطقس وإرشادات الحد من تأثير التغيرات المناخية على الزراعة، بالإضافة إلى تقوية البنية المؤسسية للمجتمع المحلي من خلال تحسين كفاءة الهيئات والجمعيات الشريكة لتشكيل مجموعات منتجين للقمح وتنفيذ الأنشطة التنموية.

واختتمت فعاليات احتفالية حصاد القمح بلقاء مفتوح مع عدد من المزارعين في القرية، حيث أشار وزير الزراعة إلى أهمية التعاون بين وزارة الزراعة في مصر وبرنامج الأغذية العالمي، موضحًا دور البرنامج في تنفيذ مشروعات تستهدف دعم صغار المزارعين وزيادة مستوى معيشتهم، لا سيما في صعيد مصر والمناطق الريفية، بالإضافة إلى تحسين الأمن الغذائي. كما استعرض عدد من المزارعين تجاربهم ومدى استفادتهم من أنشطة المشروع في سبيل تحقيق التنمية الريفية المستدامة.