السكرتير السابق للبابا فرنسيس يروي لمحات ومواقف من حياته لـ«بوابة مولانا»

قضى الأب المصري، المونسنيور يوأنس لحظي جيد، 6 سنوات سكرتيرًا خاصًا لقداسة البابا فرنسيس، حيث عاصر مواقف وعظات البابا عن قرب، وشهد العديد من القرارات الإنسانية المميزة التي اتخذها بابا السلام.

ودّع العالم صباح اليوم قداسة البابا فرنسيس الذي توفي يوم الإثنين الماضي، بعد أن قضى 12 عامًا على رأس الكنيسة الكاثوليكية، سعي خلالها لنشر رسالة السلام في مختلف بقاع العالم مُعلنًا دعمه لقضايا الإنسان.

من نفس التصنيف: تنبيه حول الأحوال الجوية اليوم: تساقط الأمطار في هذه المناطق (المزيد من التفاصيل)

وكشف المونسنيور يوأنس، في تصريحات خاصة لـ«بوابة مولانا»، عن لحظات ومواقف خاصة من حياة البابا، مشيرًا إلى أن ما ميز البابا فرنسيس هو توافق حياته الشخصية مع حياته العامة، حيث عاش كمثال حقيقي للبساطة.

وأضاف أن هناك العديد من المواقف التي عاشها معه يوميًا، على سبيل المثال، استقبال قداسته للرئيس عبدالفتاح السيسي في الفاتيكان عام 2014، وترحيبه الكبير به، والعلاقة الودية التي جمعتهما.

من نفس التصنيف: الملتقى المصري الفرنسي للجامعات يستعرض سبل تعزيز البحث العلمي والابتكار

وتابع: «أتذكر أيضًا زيارته التاريخية لمصر في عام 2017، ورغم التحذيرات الأمنية التي كانت توصيه بتأجيل أو إلغاء الزيارة إلا أنه قال (كيف لي أن أخاف من الذهاب إلى الأرض التي لجأ إليها المسيح طالبًا الحماية)».

واصل: «جمع قداسة البابا فرنسيس العديد من اللحظات الرائعة مع قداسة البابا تواضروس الثاني، المعروف برجل الله، وأيضًا مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، الذي أرسل له رسالة خطية يطلب منه دعم مؤسسة الأخوة الإنسانية في رسالتها لخدمة أبناء الوطن ونشر ثقافة التسامح والأخوة الإنسانية».

وأشار إلى أنه يتذكر لقاءات البابا فرنسيس بالأطفال المصابين بالسرطان، وكيف كان يحنو عليهم ويحاورهم بمودة أبوية يصعب وصفها.

كواليس اللقاء الأول.

ويتذكر الأب يوأنس كواليس اللقاء الأول الذي جمعه بالبابا فرنسيس، حيث قال إنه عندما طلب منه أن يكون سكرتيرًا شخصيًا للبابا، شجعه وسمح له بالخدمة بجانبه كأول سكرتير شخصي من الشرق الأوسط يُعين في هذا المنصب في تاريخ البابوات.

واستطرد: «العمل بجوار البابا تطلب بالتأكيد مجهودًا كبيرًا، خاصة في بداية حبريته، ولكنه كان شرفًا كبيرًا لي وتجربة غنية».

الروتين اليومي للبابا.

وكشف الأب يوأنس تفاصيل الروتين اليومي للبابا فرنسيس، حيث كان يستيقظ مبكرًا في حدود الساعة 4:30 صباحًا، وبعد فترة من الصلاة، يبدأ في مراجعة الملفات المهمة المجهزة لقداسته منذ اليوم السابق، ثم يقرأ الأخبار ويتناول الإفطار، ويذهب إلى القصر البابوي من الساعة التاسعة حتى الواحدة موعد الغداء.

ثم يبدأ مجددًا في استقبال العديد من الشخصيات والمسؤولين في بيت القديسة مارتا حتى موعد العشاء، ويستمر في غرفته لإجراء واستقبال المكالمات حتى الساعة الحادية عشر. يتخلل هذا البرنامج أوقات للصلاة والتأمل والاحتفال بالقداس واستقبال المجموعات والأفراد.

واختتم الأب يوأنس تصريحاته مؤكدًا أهمية الدور الذي قام به البابا فرنسيس في الدفاع عن حقوق المظلومين والمضطهدين، حيث كان يعمل بلا كلل وكأنه يسابق الزمن لزرع الأمل والرجاء ودعوة الجميع إلى الحوار والسلام والتعايش.