قبة السلطان الأشرف خليل بن قلاوون تحت الإهمال والغرق، وخبراء الآثار يدعون لمشروع شامل لإنقاذ التراث الإسلامي

تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورًا تظهر ضريح وقبة السلطان الأشرف خليل بن قلاوون غارقة في المياه الجوفية، مما أثار مطالبات ملحة بالتدخل السريع لإنقاذ هذا الأثر الإسلامي الذي يعود تاريخه لأكثر من 750 عامًا.
قبة وضريح السلطان الأشرف خليل بن قلاوون
يواجه أحد أعظم سلاطين مصر خطر الانهيار الوشيك، حيث غمرته المياه الجوفية بشكل شبه كامل، وسط غياب واضح لأي تدخل رسمي من الجهات المعنية بوزارة الآثار المصرية، ويعد الضريح من أندر وأقدم المعالم الإسلامية في القاهرة، حيث يعود تاريخ بنائه إلى أكثر من 750 عامًا.
ممكن يعجبك: الاتحاد يحقق انتصاراً رابعاً على ستاد مالى ويتفوق على أندية إفريقيا في تصفيات الـ«BAL 5»
الضريح الكائن في شارع الأشراف أصبح مرتعًا للقمامة ومأوى للعناصر الخطرة، وفقًا لشهادات أهالي المنطقة، وقد رُصد ارتفاع منسوب المياه داخل القبة لأكثر من متر، مع تدهور واضح في البنية التحتية، وتدهور المعالم الأثرية الداخلية، بما في ذلك فتحة الدفن التي أصبحت مكشوفة ومليئة بالمياه الراكدة.
يُذكر أن شارع الأشراف شهد مؤخرًا أعمال تطوير شاملة شملت ترميم كافة المباني الأثرية المجاورة ورصف الطريق، إلا أن قبة الأشرف خليل، إلى جانب قبة فاطمة خاتون زوجة السلطان المنصور قلاوون، بقيتا خارج نطاق الاهتمام، دون تفسير رسمي واضح.
السلطان الأشرف خليل بن قلاوون كان من القادة العسكريين البارزين في التاريخ الإسلامي، وقد قاد حملات تحرير كبرى، أبرزها فتح مدينة عكا عام 1291، آخر معاقل الصليبيين في الشام، بالإضافة إلى فتح أرمينيا الصغرى وأجزاء من السودان.
مجدي شاكر كبير الأثريين
علق الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، على الأزمة المتفاقمة التي تهدد ضريح وقبة السلطان الأشرف خليل بن قلاوون، مؤكدًا أن ما يحدث ليس مجرد إهمال آني، بل هو انعكاس لمشكلات مزمنة في البنية التحتية، مما يتطلب مشروعًا متكاملًا لإنقاذ التراث الإسلامي من الضياع.
قال «شاكر» في تصريحات خاصة لـ «بوابة مولانا»، «قبة الأشرف خليل تقع في حي الخليفة وهي مسجلة كأثر، وتعد من أكثر المناطق الأثرية تضررًا بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية، هذه القبة وغيرها من الآثار في المنطقة تحتاج إلى مشروع متكامل لخفض منسوب المياه، وليس مجرد ترميم سطحي، لأن التربة مشبعة بالمياه، وهي آخذة في التآكل يومًا بعد يوم».
شوف كمان: زيادة المعاشات 2025: جدول جديد يشعل الانتظار والإثارة!
أضاف، «المشكلة الحقيقية ليست فقط في الآثار، بل في شبكة المياه والصرف الصحي، التي تعاني من فوضى عارمة في كثير من المناطق، نتيجة انعدام التخطيط».
أوضح «شاكر» أن «مدن كبرى مثل لندن بدأت منذ الثلاثينيات من القرن الماضي تنفيذ بنية تحتية ذكية، تعتمد على أنفاق مخصصة للمرافق، تشبه مترو الأنفاق، بحيث يتم الكشف والإصلاح دون تكسير الشوارع أو تهديد المباني، وهو ما نحتاجه اليوم بشكل عاجل».
وأشار إلى أن «العديد من الآثار الإسلامية مهددة بالفعل، وبعضها يواجه خطورة صامتة منذ زلزال 1992 دون تحرك حقيقي، لدينا آثار تعود لملوك وسلاطين عظام، لكنها تتعرض للإهمال، رغم أهميتها التاريخية والدينية».
طالب بضرورة التدخل، وتكوين هيئة أو وزارة للتراث والآثار، تكون مسؤولة عن التخطيط والتنفيذ ووضع الأولويات، مؤكدًا أنه يجب أن يكون لدينا خريطة واضحة لتقييم حالة كل أثر، وتصنيفها بحسب درجة الخطورة، أخضر للحالة الجيدة، أصفر للحالة المتوسطة، وأحمر للحالات الحرجة التي تتطلب تدخلًا فوريًا، مع وجود نظام إنذار مبكر لأي خلل.
أكد «شاكر» أن الأزمة الحالية «ليست مسؤولية الآثار وحدها، بل تحتاج تنسيقًا كاملًا مع المحليات، ووزارة الإسكان، والمرافق، وبتمويل جاد، وإرادة سياسية، لأن التراث لا يُعوّض، وضياعه يعني فقدان هوية وتاريخ أمة كاملة».
قد يهمك أيضاً :-
- برشلونة يحقق لقب كأس ملك إسبانيا بفوز كبير على ريال مدريد بثلاثية نظيفة
- أسعار الدولار والعملات الأجنبية اليوم الأحد 27 أبريل 2025: تحديثات حية ومعلومات شاملة
- رمضان 2025 مليء بالإبداع والشكر لمسلسل إخواتي الرائع
- معرض BE EXPO 2025 يستضيف جناحًا خاصًا لمنتجات السيدات من جميع المحافظات بمشاركة القومي للمرأة
- خالد بيبو يوضح حقيقة استبعاد رأي كولر في الصفقات بعد رحيله
تعليقات