وثائق مسربة تكشف كيف استغل يحيى السنوار هدنة 2021 لتخدير إسرائيل قبل الضربة الكبرى

وثائق مسربة تكشف كيف استغل يحيى السنوار هدنة 2021 لتخدير إسرائيل قبل الضربة الكبرى

في خضم حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن مراسلات داخلية لحركة حماس، حيث اعتبرت قياداتها أن عملية «حارس الأسوار» التي نفذت في عام 2021 كانت انتصارًا استراتيجيًا لها، فمن هذه العملية التي انطلقت بعد تصاعد التوترات في القدس نتيجة هجوم المقاومة، تم وضع خطة حماس لاستغلالها لاحقًا لخداع الاحتلال الإسرائيلي والتخطيط للهجوم الكبير الذي وقع في 7 أكتوبر 2023، والذي غيّر مجرى الحياة حتى اليوم.

وفقًا للتقرير الذي نشرته القناة 12 الإسرائيلية، والذي استند إلى وثائق سرية، تبين أن قائد الجناح العسكري لحركة حماس، الذي استشهد في أكتوبر الماضي، استغل فترة الهدنة التي تلت عملية «سيف القدس» في مايو 2021 لتحقيق مكاسب حيوية، حيث استخدم السنوار، الذي كان يتفاوض بشكل غير مباشر مع إسرائيل على وقف إطلاق النار، هذه الفترة في التخطيط للعمليات العسكرية، مما بث شعورًا بالاطمئنان في نفوس المسؤولين الإسرائيليين، بينما كان في ذات الوقت يخطط للهجوم الكبير الذي وقع بعد عامين.

تكشف الوثائق أن السنوار اعتبر تلك الهدنة «نصرًا استراتيجيًا» لحماس، حيث أشار في مراسلة مع رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، الذي استشهد في طهران في الصيف الماضي، إلى أن الهدنة المؤقتة لن تكون مقبولة وستزيد من عزلة إسرائيل، مضيفًا أن الكيان الصهيوني إذا استمر في هذا الاتجاه، فسيتسبب في انقسام داخلي وحرب أهلية.

«مترو غزة» لم يتضرر.. لكنه فجّر هجوم 7 أكتوبر

من المفارقات أن ما نشره الإعلام الإسرائيلي مؤخرًا يتناقض تمامًا مع رواية قادة الاحتلال آنذاك، الذين أعلنوا عن نجاح كبير في عملية «حارس الأسوار»، مؤكدين أنها حققت انتصارًا ساحقًا، لكن المراسلات بين قادة حماس تشير إلى أن الحركة واصلت توسيع عملياتها الجهادية رغم تأكيدات الجيش الإسرائيلي على نجاح ضرباته ضد «مترو غزة»، وهي شبكة الأنفاق العسكرية التي استخدمتها حركة المقاومة الإسلامية.

وبحسب المسؤولين في حماس، لم تتعرض هذه الشبكة لأي أضرار تذكر، مما أدى إلى شعور زائف بالأمان في إسرائيل، وهو ما سمح لحماس بالإعداد للهجوم المفاجئ في أكتوبر 2023، وفي خلفية هذه الأحداث، شهدت عملية 2021 تصعيدًا في قواعد المواجهة والاشتباك، حيث أطلقت حماس أكثر من 4000 صاروخ على إسرائيل، في رد فعل على ممارسات الاحتلال في القدس، بينما ردت إسرائيل بضربات جوية على غزة، مما أسفر عن مئات القتلى في كلا الجانبين، ومع ذلك انتهت العملية بوقف إطلاق النار تم التوصل إليه بوساطة دولية، لكن الأحداث التي تلت ذلك كانت أكثر دموية وتعقيدًا، مما يعكس استمرار تأثير هذه المراسلات الاستراتيجية على تطور الأحداث بين الجانبين.

قد يهمك أيضاً :-