
تم تحديثه الأحد 2025/4/27 08:01 م بتوقيت أبوظبي.
طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضرورة السماح للسفن الأمريكية، سواء كانت عسكرية أو تجارية، بالعبور مجانًا عبر قناتي السويس وبنما، مشددًا على أهمية التحرك الفوري من قبل وزير الخارجية ماركو روبيو لمعالجة هذا الأمر، مما أثار العديد من التساؤلات حول هذا الموضوع.
مقال مقترح: رسميًا: سعر الدولار أمام الجنيه اليوم السبت 26 أبريل 2025 في المصارف
من بين هذه التساؤلات؛ هل للولايات المتحدة دور فعلي في إنشاء قناة السويس؟، وهل تسعى أمريكا للحصول على اتفاق أو ميزة تجارية تفضيلية أكبر لسفنها أثناء عبورها لقناة السويس، الذي يعتبر شريانًا حيويًا للتجارة العالمية؟
كتب ترامب على منصته “تروث سوشيال”: “يجب أن تمر السفن الأمريكية بحرية عبر قناتي بنما والسويس، فهاتان القناتان ما كان لهما أن توجدان لولا الولايات المتحدة الأمريكية.”.
وأكد في منشوره أنه طلب من وزير الخارجية ماركو روبيو الإشراف على هذا الملف بشكل مباشر.
تعتبر قناة السويس من أقصر الطرق البحرية التي تربط البحر المتوسط بالمحيط الهندي وغرب المحيط الهادئ.
ماذا تقول القوانين المنظمة لعبور السفن قناة السويس؟
تخضع قناة السويس لقوانين جمهورية مصر العربية، التي تحدد رسوم العبور بناءً على نوع السفينة وحمولتها، ولا تتيح استثناءات خاصة إلا في حالات نادرة مثل سفن الإنقاذ أو سفن المنظمات الإنسانية الدولية.
ممكن يعجبك: سعر عيار 18 من الذهب في قطر اليوم الثلاثاء 8 أبريل 2025 هو 266.25 ريال.
تتضمن القوانين المنظمة لقناة السويس شروطًا محددة تتعلق بمرور السفن برسوم معينة، وفقًا لاتفاقية القسطنطينية الموقعة عام 1888، والتي تضمن حرية الملاحة في القناة مقابل رسوم محددة، مما يعني أن القوانين المصرية والدولية تنظم مرور السفن.
تعديل الفقرة (5) من الملاحظات بالمنشور رقم (14/2022) الخاصة بالسفن (الحربية أو التجارية) التي ترفض أو تمتنع عن المعاينة الفعلية عند العبور، لتصبح كما يلي:.
يطبق الآتي على جميع السفن الحربية أو السفن الحربية المساعدة (المملوكة لوزارات الدفاع أو أي جهة عسكرية بالدول) مباشرة:.
- يتم حساب وتحصيل رسوم العبور على أساس “الحمولة الكلية لقناة السويس” مباشرة وبصفة دائمة ونهائية.
- يتم تحصيل الرسوم الإضافية المقررة في حينه، والتي تشمل أي رسوم مرتبطة بنوع السفينة وأقصى رسوم مرتبطة بالشحنات المجهزة للسفينة.
يطبق الآتي على السفن (التجارية أو المؤجرة لصالح أي جهة عسكرية) التي ترفض أو تمتنع عن المعاينة الفعلية:.
- يتم حساب وتحصيل رسوم العبور على أساس “الحمولة الكلية لقناة السويس”.
- يتم تحصيل الرسوم الإضافية المقررة في حينه، والتي تشمل أي رسوم مرتبطة بنوع السفينة وأقصى رسوم مرتبطة بالشحنات المجهزة للسفينة.
هذا البند يتضمن تعديلًا لمنشور سابق: منشور رقم (14/2022).
تاريخ قناة السويس.. وعلاقة أمريكا
يعود التاريخ الحديث لقناة السويس إلى 30 نوفمبر/تشرين الثاني 1854، حين منح محمد سعيد باشا، حاكم مصر آنذاك، امتيازًا للمهندس والسياسي الفرنسي فرديناند ديليسبس لإنشاء شركة تتولى تنفيذ المشروع.
على الرغم من أن العمل على حفر القناة استمر أكثر من 10 سنوات، إلا أن فكرة ربط البحرين تعود إلى عصور أقدم، تحديدًا إلى عهد الملك سنوسرت الثالث، أحد أبرز ملوك الدولة المصرية الوسطى.
افتتحت القناة رسميًا في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 1869، وتولت إدارتها منذ ذلك الحين “الشركة العالمية لقناة السويس”، برئاسة مدراء فرنسيين.
تأسست الشركة برأس مال قدره 200 مليون فرنك، مقسم على 400000 سهم، حيث كانت نصيب مصر 92136 سهمًا، بينما كان نصيب بريطانيا والولايات المتحدة والنمسا وروسيا 85506 أسهم، لكن هذه الدول رفضت الاشتراك في الاكتتاب، مما دفع مصر للاستدانة لشراء نصيبها، وبذلك أصبح مجموع الأسهم التي تملكها مصر 177642 سهمًا، قيمتها حوالي 89 مليون فرنك.
في 6 يوليو/تموز 1956، أعلن الرئيس المصري جمال عبد الناصر تأميم القناة ونقل جميع أصول الشركة إلى الدولة المصرية، مع التعهد بتعويض المساهمين، وبحلول الأول من يناير/كانون الثاني 1963 كانت الدولة المصرية قد سددت التعويضات لمساهميها.
على مدار العقود الماضية، شهدت القناة العديد من مشروعات التطوير والتوسعة، كان آخرها في عام 2014، ليصل طولها إلى 72 كيلومترًا.
تلعب القناة دورًا حيويًا في التجارة العالمية، حيث يمر عبرها نحو 10% من حركة التجارة البحرية، وسجلت عائدات قياسية بلغت حوالي 9.4 مليارات دولار في عام 2023.
ومع ذلك، تعرضت الحركة البحرية عبر القناة لهزات مؤخرًا بسبب هجمات مليشيات الحوثي على السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، وسط الحرب الدائرة في قطاع غزة.
تصريحات ترامب.. مثيرة للجدل
تسببت تصريحات ترامب في ردود فعل واسعة، حيث وصف خبير القانون الدولي أيمن سلامة قناة السويس بأنها تخضع لنظام قانوني مصري صارم، مع تحديد دقيق لرسوم المرور والإعفاءات، مؤكدًا أن طلب ترامب لا يستند إلى أي قاعدة قانونية أو منطقية.
أما النائب المصري مصطفى بكري، فقد أكد أن القناة “مصرية خالصة”.
قبل أسابيع، أعلنت لجنة الشحن البحري الفيدرالية الأمريكية فتح تحقيق حول “نقاط الاختناق البحرية العالمية”، بما في ذلك قناة السويس، لتقييم الظروف التي قد تعيق التجارة الأمريكية.
يرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل جزءًا من محاولات ترامب للضغط على الدول المالكة للممرات الحيوية لتخفيض رسوم عبور السفن الأمريكية.
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي رشاد عبده إن فرض الرسوم هو أمر تنظيمي من اختصاص منظمة التجارة العالمية، مما يعني أنها لا تخضع لأهواء الأشخاص.
فيما أكد الدكتور محمد عبد الرحيم، الخبير الاقتصادي، أن تصريحات ترامب بشأن قناة السويس تعبر عن محاولة للضغط للحصول على مزايا خاصة، خاصة أن رسوم تحركات السفن الحربية مرتفعة في العالم، نظرًا لأن مرورها من دولة أو مضيق يعد اشتراكًا في الحرب بشكل غير مباشر، مؤكدًا أن الوضع في منطقة الشرق الأوسط يدفع ترامب لإطلاق مثل هذه التصريحات.
وتابع أن ترامب ينظر إلى التكلفة الباهظة التي تتحملها الولايات المتحدة نتيجة التحركات في المنطقة.
قد يهمك أيضاً :-
- البريطانيون يفقدون الثقة في الاقتصاد وأرقام صادمة تكشف عن الوضع الراهن
- شراكة الإمارات وسلطنة عمان من أجل الرخاء والاستدامة المستقبلية
- وزير الاقتصاد والعمل النمساوي يكشف كيف ألهمته الإمارات لتحقيق التميز والانفتاح العالمي
- قناة السويس تاريخها ونشأتها كرمز حيوي للتجارة البحرية العالمية
- أمريكا تلوح بحظر واردات الماشية من المكسيك وتمنح فرصة أخيرة للتفاوض
تعليقات