تقرير مهم من القمة العالمية للحكومات حول كيفية تحقيق عمر أطول وصحة أفضل

أطلقت مؤسسة القمة العالمية للحكومات، بالتعاون مع شركة “أوليفر وايمان” العالمية، تقريرًا جديدًا يستشرف الفرص والتحديات المرتبطة بزيادة نسبة الأفراد المعمّرين في مجتمعات المستقبل.

وفقًا لوكالة أنباء الإمارات “وام”، يأتي هذا التقرير في ظل التطورات السريعة التي يشهدها العالم في مجالات التكنولوجيا الطبية، والتي تعزز صحة الإنسان.

اقرأ كمان: “اللتر بكام؟” أسعار البنزين والسولار اليوم السبت 22 مارس 2025 في محطات الوقود المصرية

يتناول تقرير “عمر أطول؟! الفرص والاعتبارات” التطورات التي شهدتها المجتمعات خلال الـ75 عامًا الماضية، في مجالات التقنية الطبية، والصرف الصحي، والرعاية الوقائية، بالإضافة إلى الخيارات المتنوعة في أساليب الحياة، مما ساهم في تحسين صحة الإنسان وزيادة متوسط العمر المتوقع، الذي ارتفع من 45 عامًا في الخمسينيات إلى أكثر من 73 عامًا اليوم.

خلص التقرير إلى أن ارتفاع متوسط عمر الأفراد في مجتمعات المستقبل سيفتح آفاقًا جديدة، تتمثل في المزيد من المساهمات الاقتصادية، وحياة صحية سعيدة، لكن التقرير أشار أيضًا إلى عدد من التحديات التي تحتاج إلى نهج استشرافي من الحكومات لمعالجة الآثار المعقدة لمجتمع المعمّرين، مع التركيز على تعزيز منظومات الرعاية الصحية، وتطبيق سياسات مرنة للقوى العاملة، وتطوير البنى التحتية المجتمعية.

كما أشار التقرير إلى تحدي استدامة النمو الاقتصادي لمجتمع المعمرين، والاستراتيجيات الضريبية الفعالة التي يمكن أن تساعد الحكومات في تغطية التكاليف الناتجة عن ارتفاع متوسط عمر الإنسان، مؤكدًا على أهمية الاستثمار في الحلول المبتكرة، وتعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لتحسين جودة حياة مجتمع المعمرين المستقبلي، وابتكار الحلول اللازمة لمواجهة تحديات ارتفاع متوسط العمر المتوقع.

أكد محمد يوسف الشرهان، مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات، أن التطور التكنولوجي السريع والابتكارات في مجالات الذكاء الاصطناعي تحمل فرصًا واعدة وتحديات كبيرة في مختلف المجالات المرتبطة بحياة الأفراد والمجتمعات، مشيرًا إلى أن قطاع الرعاية الصحية سيشهد تطورًا كبيرًا مدعومًا بالتكنولوجيا مما سينعكس إيجابًا على صحة الأفراد ويرفع متوسط العمر المتوقع، مما يتطلب من الحكومات التعامل باستباقية مع التغيرات التي يفرضها هذا الواقع.

قال الشرهان إن التقرير يأتي في إطار دور القمة كمركز لتطوير المعرفة والخبرة الحكومية، وبيئة لتطوير وابتكار الحلول الاستباقية لتحديات المستقبل، كما يتماشى مع الاهتمام العالمي المتزايد بأثر التكنولوجيا والابتكار على صحة الإنسان، وتأثير ذلك على مجتمع المستقبل الذي سيشهد زيادة في نسبة الأفراد المعمّرين، مما يستدعي تطوير السياسات والحلول اللازمة لتعزيز الاستفادة من هذا الواقع وتحويله إلى فرص جديدة لتحسين جودة الحياة.

مقال مقترح: سعر الذهب اليوم الثلاثاء 8 أبريل 2025: جرام عيار 21 بدون تكلفة تصنيع بـ 4360 جنيهاً

من جانبه، أشار عادل خيري، شريك في قسم العلوم الصحية والحياتية في “أوليفر وايمان” – الهند والشرق الأوسط وأفريقيا، إلى ضرورة تعزيز الحكومات للجاهزية للاستفادة من الابتكارات المرتبطة بارتفاع متوسط عمر الإنسان، والعمل على تهيئة المجتمعات للتغيرات الناتجة عن ذلك، خاصة في ظل التسارع المستمر في علم إطالة العمر وتزايد الأدلة العلمية الداعمة له.

أضاف خيري أن التقرير يُعد خارطة طريق محورية للحكومات والمؤسسات الخاصة، حيث يوجهها نحو كيفية التكيف مع تبعات هذا التحول، ويبرز الفرص المتاحة للازدهار في مستقبل تصبح فيه الأعمار الأطول مصدرًا لإسهامات أغنى في اقتصاداتنا ومجتمعاتنا، ومن خلال التعاون المشترك، يمكن ضمان توزيع منافع إطالة العمر على الجميع وتمكين الفئات الأكبر سنًا لتصبح ركيزة في نهضة المجتمعات.

يتناول التقرير مفهوم “إطالة العمر”، ويستشرف الاحتمالات والابتكارات المتوقعة في المستقبل القريب، مع التركيز على الآثار المتوقعة لزيادة متوسط عمر الإنسان على الصعيدين الحكومي والمجتمعي، من خلال تقييم تداعيات ذلك على سياسة القوى العاملة والسياسة الاجتماعية، مثل سن التقاعد والمعاشات، بالإضافة إلى تأثيره على البنية التحتية للصحة والقوى العاملة.

يؤكد التقرير على أهمية تعزيز استعداد الحكومات للتغيرات المتوقعة في مجتمعات المستقبل التي ستشهد زيادة في نسبة المعمّرين، من خلال تطوير الاستراتيجيات والسياسات التي تستفيد من هذه الميزة وتضمن تعزيز نمو وازدهار المجتمع، كما يتطرق إلى أهمية تحقيق التوازن بين الأبعاد الأخلاقية لاستخدامات التكنولوجيا في تعزيز صحة الإنسان، والتكاليف، والجوانب التنظيمية.

يتناول التقرير أيضًا عددًا من نماذج الابتكار في القطاع الصحي، مثل عمل مختبرات ألتوس لابس في الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعمل على تطوير تقنيات لإعادة برمجة الخلايا لتعود إلى حالتها الجنينية، مما يعكس عملية الشيخوخة.

كما يستعرض تجربة مؤسسة هيفولوشن، وهي مؤسسة عالمية غير ربحية في المملكة العربية السعودية، التي توفر المنح والاستثمارات لتحفيز البحوث وريادة الأعمال في مجال زيادة متوسط العمر.

أيضًا، يتناول التقرير تجربة شركة بيور هيلث، أكبر شبكة رعاية صحية متكاملة في دولة الإمارات، المتخصصة في تقديم الابتكارات الرائدة بهدف “إطلاق العنان لأعمار أطول وصحة أفضل للبشرية”.

تجدر الإشارة إلى أن القمة العالمية للحكومات تمثل منصة عالمية لاستشراف مستقبل الحكومات حول العالم، حيث ترسم ملامح جدول الأعمال للجيل القادم من الحكومات، مع التركيز على الاستفادة من الابتكار والتكنولوجيا في إيجاد حلول للتحديات العالمية التي تواجه البشرية.

كما تمثل القمة مركزًا لتبادل المعرفة في مجالات العمل الحكومي واستشراف المستقبل والتكنولوجيا، وهي منصة تجمع بين قادة الفكر وصناع السياسات والخبراء ورواد الأعمال لتحقيق هدف مشترك هو التنمية البشرية وتحسين حياة المجتمعات.

تركز القمة على دراسة وتحليل الاتجاهات المستقبلية والتحديات والفرص المتاحة عالميًا، وعرض أحدث الابتكارات وأفضل الممارسات والحلول الذكية، لتلهم الإبداع الحكومي في مواجهة التحديات المستقبلية.

تعتبر أوليفر وايمان شركة تابعة لمجموعة شركات “مارش ماكلينان”، وهي شركة استشارات إدارية تجمع بين المعرفة في مجالات الأعمال والخبرة المتخصصة لمساعدة العملاء على تحسين أعمالهم وزيادة كفاءة عملياتهم وتسريع أداء مؤسساتهم، بالإضافة إلى عملها في مجال المخاطر والاستراتيجية والموارد البشرية، وتقدم الشركة خدماتها الاستشارية في 130 دولة من خلال شركاتها العالمية الأربعة: مارش، غاي كاربنتر، ميرسر، وأوليفر وايمان.