
خلال ندوة نظمتها مؤسسة كيميت بطرس غالي للسلام، تحت عنوان «صعود اليمين الشعبوي ومستقبل التحالفات الدولية»، تم انتقاد تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب حول مطالبته بمرور السفن الأمريكية عبر قناة السويس مجانًا، حيث أشار المفكرون والخبراء الاستراتيجيون إلى أن هذه التصريحات تعكس طريقة تفكير ترامب المثيرة للجدل منذ توليه السلطة، مؤكدين أن ما يشغله هو تحقيق مكاسب جيوسياسية جديدة، كما فعل مع بعض الدول الأوروبية وروسيا مؤخرًا.
افتتح الندوة ممدوح عباس، رئيس مؤسسة كيميت بطرس غالي، حيث أشار في كلمته عبر تطبيق «زووم» إلى أن صعود اليمين المتطرف أو الشعبوي في الغرب قد تطور بشكل ملحوظ، إذ تحول من أحزاب احتجاجية هامشية إلى منافس قوي لأحزاب الأغلبية المستقرة، بل وصل الأمر إلى الحكم في بعض دول أوروبا، حيث استحوذت هذه الأحزاب على نسبة مهمة من المقاعد في البرلمان الأوروبي.
ممكن يعجبك: إجراءات الحصول على تراخيص بناء جديدة إلكترونيًا بعد إلغاء الشروط.. والعدد المسموح من الطوابق
وأضاف «عباس» أن أشكال اليمين المتطرف تختلف باختلاف السياقات الخاصة بكل بلد، لكنها تتشابه في خصائص عامة، مثل النزعة الوطنية المفرطة ورفض الاندماج الإقليمي بحجة حماية السيادة الوطنية، بالإضافة إلى الانشغال بقضية الهجرة والتحذير من فقدان الهوية الأوروبية بسبب الهجرة الواسعة، خاصة من الدول الإسلامية، كما أنها تعارض العولمة والمؤسسات الدولية وتدعو لتبني سياسات حماية اقتصادية.
وتابع «عباس»، أنه أصبح واضحًا اليوم وجود تحالفات دولية بين هذا التيار عابرة للحدود، حيث رأينا دعم كل من ترامب وڤانس وماسك لزعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارلين لوبان بعد إدانات قضائية تعرضت لها، حيث وصف ترامب الحكم القضائي بأنه «حملة شعواء»، فضلاً عن الدعم الكبير الذي قدمه «ماسك» لحزب اليمين المتطرف في الانتخابات الألمانية الأخيرة، ودعوة نائب الرئيس الأمريكي للأحزاب الألمانية لفتح الباب أمام اليمين المتطرف للمشاركة في الحكم.
وأشار «عباس» إلى أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة قد قامت، ولأول مرة، بدعوة أحد قادة التجمع الوطني الفرنسي المعروف بمعاداته لليهود للمشاركة في المؤتمر الدولي لمكافحة معاداة السامية في القدس المحتلة، حيث تردد الحديث عن التراث اليهودي المسيحي المشترك.
وأضاف «عباس» أن هذا الحدث لا يمثل نقطة تحول في السياسة الإسرائيلية، بل يعكس توجهًا متناميًا منذ عدة سنوات، حيث تعززت العلاقات بين حكومة نتنياهو وهذه الأحزاب، وأصبح دعم إسرائيل حجر الزاوية لليمين المتطرف الدولي الجديد، مستعرضًا دعوة رئيس الوزراء المجري ڤيكتور أوربان لنتنياهو ردًا على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية، حيث استغل أوربان هذه العلاقات لتعزيز حكمه.
ولفت «عباس» إلى أن أحزاب اليمين المتطرف في عدد من الدول الأوروبية تعد امتدادًا للأحزاب النازية والفاشية التي حكمت أوروبا بين الحربين العالميتين، حيث اتهمت بالوقوف وراء مذابح تعرض لها اليهود، ومن المفارقة أن هذه الأحزاب هي الأكثر حماسة اليوم لدعم المذابح التي تقوم بها إسرائيل في فلسطين، مؤكدًا أن تأثير هذه الأحزاب لم يعد محصورًا في أوروبا، بل أصبح يمس منطقتنا بشكل مباشر، مما يستدعي الدراسة والفهم.
فيما أكد الدكتور سمير مرقص، الكاتب والمفكر، أن تصريحات الرئيس الأمريكي حول مطالبته بمرور السفن الأمريكية عبر قناة السويس وبنما مجانًا تعكس طريقة تفكير ترامب المثيرة للجدل منذ وصوله للسلطة.
واستعرض «مرقص» التحولات التي يشهدها المجتمع الأمريكي خلال ولاية ترامب الثانية، مشيرًا إلى أن الحالة الترامبية تركز على المكاسب الجيوسياسية بدلاً من نشر النموذج الثقافي الأمريكي، حيث يسعى ترامب لتحقيق مكاسب جديدة كما فعل مع أوروبا وروسيا مؤخرًا.
واستبعد «مرقص» أن يكون ما يسمى بـ«التيار الترامبي» عابرًا للأطلسي، حيث أشار إلى أن الرسالة التي أرسلها نائب الرئيس الأمريكي «فانس» في خطابه أمام الناتو قبل شهر كانت تحمل هجومًا شديدًا على الديمقراطية الأوروبية التقليدية، موضحًا أن الخلاف الأوروبي الأمريكي قد يكون عائقًا أمام تحقيق طموحات ترامب.
وأكد «مرقص» وجود تحول نوعي في الداخل الأوروبي، لكنه لم يترجم بعد إلى عنصر فاعل داخل المؤسسات السياسية، مثل البرلمان الأوروبي، مشيرًا إلى أن الحركة المواطنية الجديدة تمتلك مساحات تعبيرية لكنها لا تهدم تقاليد الدولة الأوروبية التاريخية.
وأشار إلى أن أوروبا تشهد تحولًا في العديد من المفاهيم والمصطلحات، حيث لا يمكن اختزال الشعبوية في مواجهة المهاجرين فقط، بل هناك تمرد على النخب والمؤسسات التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية.
واستعرض «مرقص» مراحل تطور الشعبوية، بدءًا من القرن الـ19، مرورًا بشعبوية ما بين الحربين العالميتين، وصولًا إلى الشعبوية الحالية التي بدأت منذ 2007، والتي تعكس الظروف الاقتصادية والسياسية الحالية.
واتفق عمرو الشوبكي، الكاتب والمفكر السياسي، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، مع ما طرحه «مرقص» بشأن تصريحات ترامب الأخيرة حول قناة السويس، مشيرًا إلى أن التصريح يعكس طريقة تفكير ترامب التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند تقييم قراراته ومواقفه.
شوف كمان: طلاب جامعة القاهرة حول الزيارة التاريخية لماكرون: جامعتنا تلعب دوراً هاماً في تشكيل العلاقات الدولية
وأكد «الشوبكي» أن أزمة التيارات الشعبوية تعكس استعلاءً، ولكنها أيضًا تيارات برجماتية، حيث تعاني المؤسسات التي أُنشئت بعد الحرب العالمية الثانية من العجز والانتقائية.
واستعرض «الشوبكي» مراحل تطور تيار اليمين الشعبوي، مشيرًا إلى أنه كان في البداية خارج التيار العام، ولكنه أصبح جزءًا من المشهد السياسي في المجتمعات الغربية، حيث أصبح النقاش العام يدور حول أجندة هذه الجماعات اليمينية المتطرفة.
ولفت «الشوبكي» إلى أن زيادة أعداد المهاجرين قد أدت إلى تصاعد دعوات اليمين المتطرف في المجتمعات الأوروبية، خاصة في فرنسا، حيث يتزايد التركيز على الأثنية والعرقية، وهو ما رصده كتاب «الاستبداد الكبير»، الذي توقع أن تتحول فرنسا وبعض الدول الأوروبية إلى جمهوريات إسلامية خلال 30 إلى 50 عامًا بسبب التغيرات السكانية، مما جعل التيار اليميني المتطرف يصف المهاجرين بـ«الغزاة».
قد يهمك أيضاً :-
- محمد الصاوي يرد على منتقدي مسلسل إش إش ويؤكد: الراقصة موجودة منذ عهد الفراعنة (فيديو)
- انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال يؤثر على خدمة الإنترنت في المغرب بشكل كبير
- فرصة لا تعوض.. سجل الآن في منحة العمالة غير المنتظمة قبل فوات الأوان!
- شاهد مباراة الاتحاد وطلائع الجيش بث مباشر الآن في الدوري (فيديو)
- الزمالك يتفوق على المصرية للاتصالات وينتظر الفائز من الأهلي وهليوبوليس في نصف نهائي دوري السلة
تعليقات