الغش لم يعد له مكان.. كيف تمكنت الذكاء الاصطناعي من القضاء على «شاومينج» وتحويله إلى مجرد ذكرى

الغش لم يعد له مكان.. كيف تمكنت الذكاء الاصطناعي من القضاء على «شاومينج» وتحويله إلى مجرد ذكرى

التكنولوجيا الحديثة تطيح بشاومينج، وتتحول إلى “دقة قديمة”، هذا هو واقعنا اليوم، مع اقتراب امتحانات الثانوية العامة 2025، المقررة في 15 يونيو المقبل، مما يثير القلق بين أكثر من 745 ألف أسرة، وفقًا لعدد طلاب الثانوية العامة العام الماضي، حيث يخشى الكثيرون من أن يؤدي خطأ بسيط إلى تحويل أحلامهم الأكاديمية إلى كابوس.

بينما يزداد استخدام الذكاء الاصطناعي في المذاكرة والغش، أصبح اعتزال شاومينج من أبرز الموضوعات التي أثارت جدلاً في الأوساط التعليمية، وهو ما يعتبر من أخطر القضايا، وفي هذا التقرير نستعرض آراء بعض المعنيين بالأمر.

AI يطيح بـ «شاومينج» ويصبح «دقة قديمة»

يقول الدكتور رضا عدلي، عميد كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة القاهرة، إن استخدام الذكاء الاصطناعي في الغش يعد أكثر خطورة من تسريبات شاومينج، حيث أن التكنولوجيا الحديثة تعتبر سلاحًا ذا حدين بسبب تطورها السريع والمستمر.

وأوضح عميد الحاسبات والذكاء الاصطناعي، في تصريحات خاصة لـ «بوابة مولانا»، أن تسريبات شاومينج تتعلق بالامتحانات التي تم إعدادها مسبقًا وقد تصيب أو تخطئ، لكن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي يعد أكثر خطورة، حيث يمكن للطالب استخدام كاميرا متطورة لالتقاط السؤال وإيجاد إجابته في لحظات، مما يجعله بعيدًا عن أنظار المراقبين في اللجنة.

وأشار عدلي إلى أن خطورة ذلك تكمن في أن أجهزة الذكاء الاصطناعي قد لا تُكتشف أثناء التفتيش الذاتي للطلاب كما هو متعارف عليه في اللجان، وبالتالي فإن الذكاء الاصطناعي يعد أكثر خطرًا من التسريبات لأنه يعتمد على تقديم الإجابات مباشرة.

وحول إيجاد حلول لذلك، أوضح عدلي أنه على الرغم من تطور وسائل الغش، إلا أن هناك أدوات يمكن استخدامها لمنع ذلك، مثل أجهزة التشويش التي تمنع الاتصال بالإنترنت، وبالتالي توقف عملية الغش.

وعند سؤاله عن إمكانية تطوير تطبيقات مخصصة لتسريب الامتحانات، أفاد بأنه من الممكن إنشاء أي تطبيق عبر السحابة الإلكترونية، وهذا ما يفعله القائمون على شاومينج، مقترحًا ضرورة وضع أسئلة من قبل خبراء تربويين يصعب على الذكاء الاصطناعي حلها.

ما الحل؟

من هذا المقترح، تحدثت «بوابة مولانا» مع الدكتور تامر شوقي، خبير تربوي وأستاذ التقويم التربوي بجامعة عين شمس، حول إمكانية وضع أسئلة من قبل خبراء تربويين يصعب على الذكاء الاصطناعي حلها، حيث أشار إلى إمكانية ذلك من خلال صياغة أسئلة حياتية تقيس مدى استيعاب الطالب للمواد الدراسية وتطبيقها في حياته اليومية، وهذا الأمر يصعب على الآلة فهمه.

وأوضح الخبير التربوي أنه قام بتطبيق هذا الأسلوب مع طلابه في الجامعة، من خلال استخدام تطبيق «تشات جي بي تي» لوضع أسئلة تعتمد على المواقف الحياتية، وكانت النتيجة صعوبة الحل عبر التطبيق الإلكتروني، مشيرًا إلى أن خبراء التربية يمكنهم تصميم أسئلة تقيس فهم الطالب واستيعابه للمواد الدراسية.

وأشار الدكتور تامر شوقي إلى أنه في حال توفر الإنترنت في المدرسة، يصبح من السهل جدًا استخدام الذكاء الاصطناعي في الغش، نظرًا لسرعة الإجابة ودقة النتائج، بينما تسريبات شاومينج قد تتأخر في تقديم الإجابات، كما أن أدواته تكون سهلة الاكتشاف من قبل المراقبين، بالإضافة إلى أن إجاباته قد تحتوي على أخطاء، حيث يركز على جمع الأموال أكثر من تقديم المساعدة للطلاب.

وأوضح شوقي أن خطورة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي تكمن في عدم معرفة المراقبين بأحدث هذه الأدوات، بسبب نقص التدريب الجيد، كما أن الفجوة الثقافية بين المراقب والطالب قد تصل إلى جيل أو أكثر، مما يصعب على المراقب فهم ما يحمله الطالب من أدوات غش غير معروفة.

واقترح الخبير التربوي وجود دوريات أمنية حول اللجان الامتحانية لمنع الغش، ومنع توصيل الأدوات للطلاب عبر أسوار المدارس، مع توفير أفراد أمن محترفين للتفتيش الذاتي للطلاب، وأكد على أهمية تأمين المعلم في حالة ضبطه لأي أداة غش، وعدم اتهامه بالاشتراك مع الطالب وفقًا للوائح الحالية.

كما اقترح إجراء الامتحانات في المناطق المركزية بدلاً من القرى والنجوع، حيث التجمعات العائلية وما يعرف بـ “لجان الأكابر” لمنع الغش بقدر الإمكان، بالإضافة إلى توفير أدوات للتشويش على أي جهاز متصل بالإنترنت مع الطالب.

اعتزال شاومينج «مفيش تسريب امتحانات تاني»

كانت قد نشرت إحدى الصفحات التي تدّعي الانتماء إلى شاومينج عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» خبر اعتزالها لتسريب الامتحانات، مما أثار جدلًا واسعًا بين رواد التواصل الاجتماعي، حيث تضمنت الرسالة “مفيش تسريب امتحانات تاني”، مما دفع العديد من المتابعين للتساؤل حول مدى جدية القرار، في حين لا تزال صفحات وقنوات أخرى عبر تطبيق «تليجرام» تؤكد استمرارية عملها.

عدد طلاب الثانوية العامة في مصر

يشار إلى أن عدد طلاب الثانوية العامة لعام 2024 بلغ نحو 745 ألفًا و68 طالبًا وطالبة، موزعين كما يلي: “عدد طلاب الثانوية العامة 2024 علمي علوم: 434 ألفًا و574 طالبًا وطالبة، عدد طلاب الثانوية العامة 2024 علمي رياضة: 102 ألفًا و827 طالبًا وطالبة، عدد طلاب الثانوية العامة 2024 الأدبي: 207 آلاف و685 طالبًا وطالبة”، حيث لم يتم إعلان عدد الطلاب المقرر أداؤهم لامتحانات الثانوية العامة للعام الحالي بعد.

قد يهمك أيضاً :-