
.
في ظل تصاعد تبادل إطلاق النار بين القوات الهندية والباكستانية، عقب الهجوم المسلح في كشمير الذي أسفر عن مقتل 26 سائحاً، أدلى وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف بتصريح يثير القلق حول احتمال توغل عسكري هندي وشيك، حيث تتجه الدولتان النوويتان نحو إجراءات عدائية متسارعة، مما ينذر باندلاع حرب مدمرة، في وقت تدعو فيه المجتمع الدولي إلى ضبط النفس والتفكير بعقلانية.
شوف كمان: “الفرص والعقبات أمام الأمن العالمي” .. منتدى صيني يُعقد في بكين بنهاية الشهر الحالي
بعد الهجوم في كشمير، حددت الهند هوية اثنين من المتشددين المشتبه فيهم على أنهم باكستانيون، بينما نفت إسلام آباد أي تورط لها في الحادث، ودعت إلى إجراء تحقيق محايد.
ـ «توغل عسكري وشيك»:
أكد وزير الدفاع الباكستاني أن بلاده في حالة تأهب قصوى، ولن تستخدم ترسانتها النووية إلا في حال وجود “تهديد وجودي مباشر”، مشيراً إلى اتخاذ قرارات استراتيجية مثل تعزيز القوات الباكستانية في المناطق الحدودية، تحسباً لهجوم هندي وشيك، لكنه لم يوضح الأسباب التي دفعته للاعتقاد بأن التوغل وشيك.
تراجعت العلاقات بين الهند وباكستان إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات، مما أثار مخاوف المحللين من احتمال وقوع عمل عسكري، كما أدى الهجوم إلى مطاردة للمسلحين في كشمير، حيث قامت قوات الأمن الهندية بتفجير تسعة منازل تعود لمسلحين مفترضين واعتقال ألفي شخص لاستجوابهم، وفقاً لمسؤول كبير في الشرطة، مما زاد من الغضب بين المدنيين.
ـ إجراءات عدائية متبادلة:
شنت الهند أيضاً حملة قمع شاملة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث حظرت أكثر من اثنتي عشرة قناة يوتيوب باكستانية بزعم نشر محتوى “استفزازياً” بعد الهجوم في كشمير، مع إشارة إلى أن ذلك جاء “بأمر من الحكومة لأسباب تتعلق بالأمن القومي أو النظام العام”.
قال الجيش الهندي إن قواته والقوات الباكستانية تبادلت إطلاق النار لليلة الرابعة على التوالي، لكن لم ترد أنباء عن وقوع ضحايا.
خفضت نيودلهي مستوى علاقاتها الدبلوماسية بعد الهجوم، وسحبت تأشيرات الباكستانيين وعلقت معاهدة لتقاسم المياه، كما أعلنت إغلاق المعبر الحدودي الرئيسي مع باكستان.
رداً على ذلك، طردت إسلام آباد دبلوماسيين ومستشارين عسكريين هنوداً، وألغت التأشيرات للمواطنين الهنود، وأغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات الهندية، مشيرة إلى أنها قد تعلق اتفاقية “سيملا” الموقعة بعد حرب عام 1971، والتي أدت إلى إقامة خط السيطرة بين الطرفين.
ـ اعتقال جندي هندي:
أدى اعتقال القوات الباكستانية لجندي من حرس الحدود الهندي إلى زيادة التوتر، حيث أعربت عائلة الجندي بورنام كومار شو، الذي يعمل ضمن قوة أمن الحدود شبه العسكرية، عن قلقها بشأن مصيره، وكان الجندي برفقة مزارعين يعتنون بمحاصيلهم على طول الحدود في ولاية البنجاب عندما تسلل عبر الخط الفاصل بين الأراضي الهندية والباكستانية وتم اعتقاله، بحسب وسائل إعلام هندية.
يرى مراقبون أن احتجاز الجندي الهندي قد يمنح الحكومة الباكستانية ورقة مساومة، مما يؤثر على خيارات الهند في ضرب باكستان، بينما صرح مسؤول هندي بأن الحكومة تسعى لإعادة الجندي شو وفقاً للبروتوكولات المعمول بها.
تشير التقارير إلى أن احتجاز الجندي الهندي يذكرنا بالمواجهة الكبرى الأخيرة بين الهند وباكستان بشأن كشمير، عام 2019، بعد هجوم إرهابي مميت على قوات الأمن الهندية، حيث شنت الهند غارات جوية، وتمكن الجانب الباكستاني من إسقاط مقاتلة هندية واعتقال طيارها، وأصبح مصيره جزءاً من العملية التي أدت إلى تهدئة التصعيد بين الجارين.
لكن الجنرال الهندي المتقاعد كيه جيه سينغ، الذي تولى القيادة الغربية للبلاد، أوضح أن جنود الحدود غالباً ما يتجولون عن طريق الخطأ عبر خط الترسيم، مما يجعل اعتقال جندي مختلفاً عن واقعة احتجاز طيار، وأعرب عن أمله في أن ترتفع المفاوضات بشأن حرس الحدود إلى مستويات أعلى قليلاً من المعتاد في مثل هذه الحالات.
ـ الترتيبات الحدودية:
قد تكون الترتيبات الأمنية على طول بعض أجزاء الحدود معقدة، وغالباً ما تعرف المنطقة الوسطى بين الأراضي الهندية والباكستانية بـ”النقطة صفر”.
في العديد من القرى، تشرف قوات أمن الحدود الهندية على وصول القرويين إلى مزارعهم، وتصدر لهم بطاقات هوية، وتراقب أنشطتهم عن كثب، بما في ذلك أثناء رعايتهم لحقولهم خلال ساعات محددة، وغالباً ما تحدث حالات عبور حدود عرضية.
لا يزال هارديف سينغ، الذي يبلغ من العمر ستين عاماً، يحتفظ بذكريات مؤلمة عن المواجهات العسكرية بين الهند وباكستان في بلدته القريبة من الحدود، ويتمنى ألا تقع حرب جديدة.
تظل تداعيات المواجهات العنيفة في عام 1999 في منطقة كارغيل، التي تبعد مئات الكيلومترات شمالاً، عالقة في ذاكرة غورفيندر سينغ، الذي يبلغ من العمر 38 عاماً، ويقول: “يومها، زرعت ألغاماً في جزء كبير من حقولنا ولم نتمكن من زرعها لفترة طويلة”.
تمت محاصرة بلدته داوك، التي تضم 1500 نسمة، بسياج عال يشكل “خط الفصل” الذي يمثل الحدود بين البلدين في زمن السلم وجبهة المواجهة في زمن الحرب.
ـ جهود التهدئة:
حثت الأمم المتحدة الهند وباكستان على إظهار “أقصى قدر من ضبط النفس لحل القضايا سلمياً من خلال المشاركة المتبادلة الهادفة”، كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن الصين، التي لها حدود مشتركة مع كلا البلدين، تدعو إلى “ضبط النفس والالتقاء في منتصف الطريق” و”التعامل بشكل مناسب مع الخلافات من خلال الحوار”، وعرضت دول أخرى في المنطقة الوساطة لمنع التصعيد.
كما أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في أول تعليق له على التوتر بين البلدين، عن ثقته في أنهما “سيجدان حلاً بطريقة أو بأخرى”، مشيراً إلى أنه قريب جداً من كل من الهند وباكستان ورئيسيهما، ووضح أن النزاع على كشمير ليس جديداً، لكنه تصاعد بعد الهجوم الأخير، وأفاد ترامب بأن البلدين “يخوضان صراعاً على كشمير منذ ألف عام، وكالعادة، سيجدان حلاً بطريقة أو بأخرى”.
من نفس التصنيف: متطلبات أمريكية لتخفيف العقوبات على سوريا.. هل تتمكن دمشق من تخطي آلام الماضي؟
أعلنت “جبهة المقاومة”، وهي امتداد لجماعة “لشكر طيبة” المحظورة في باكستان، مسؤوليتها عن الهجوم في باهالجام الذي أودى بحياة 26 سائحاً.
.
اقرأ كمان: إسبانيا تفسخ عقد تسليح مع شركة من إسرائيل
قد يهمك أيضاً :-
- إصابة النبريصي تنهي موسمه مع الإسماعيلي بعد مباراة زد ونقله للمستشفى
- جهاز حماية المنافسة يلعب دورًا حيويًا في تنظيم صناعة الأسمنت وتعزيز شفافية السوق وفقًا لحسن جابري
- رمضان موهبة بارعة في التمثيل لكنه يثير جدلاً.. كيف علمني الزعيم قيمة التواضع
- 65 قتيلاً في انفجار بندر عباس بإيران يثير القلق الدولي
- اكتشف برامج قناة وناسة بيبي كيدز 2025 واستمتع بأوقات مليئة بالضحك والترفيه
تعليقات