
في ظل تصاعد الحرب التجارية وازدياد إغلاق المصانع في الصين، تترقب الشركات الصغيرة إطلاق أول موقع إلكتروني يهدف إلى دعم الموردين الصينيين في البحث عن أسواق بديلة خارج الولايات المتحدة، مما يعكس الحاجة الملحة للتكيف مع الظروف الراهنة.
أوقف عدد من المصنّعين الصينيين إنتاجهم مؤقتًا، ويتجهون نحو أسواق جديدة مع تفاقم تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية، وفقًا لتقارير من شركات ومحللين، حيث أثر فقدان الطلبات سلبًا على الوظائف، كما أشار تقرير حديث لشبكة سي إن بي سي.
ممكن يعجبك: أسعار الذهب في مصر بتاريخ 15 أبريل 2025 في محلات الصاغة.. عيار 24 بلغ هذا الرقم
صرح كاميرون جونسون، الشريك الأول في شركة الاستشارات “تيدال ويف سوليوشنز” ومقرها شنغهاي، بأن العديد من المصانع طلبت من نصف موظفيها العودة إلى منازلهم لبضعة أسابيع، وأوقفت معظم إنتاجها، مشيرًا إلى أن مصانع الألعاب والأدوات الرياضية والسلع منخفضة التكلفة هي الأكثر تضررًا في الوقت الراهن.
أضاف جونسون أن هذا الاتجاه لم يبدأ على نطاق واسع بعد، لكنه يحدث في مراكز التصدير الرئيسية مثل ييوو ودونغقوان، وهناك مخاوف من تفاقم الوضع، حيث يأمل البعض في خفض الرسوم الجمركية لاستئناف الطلبات، بينما تُسرّح الشركات موظفيها وتُعطّل بعض الإنتاج.
وفقًا لتقديرات غولدمان ساكس، يعمل ما بين 10 ملايين و20 مليون عامل في الصين في شركات تصدير متجهة إلى الولايات المتحدة، بينما بلغ العدد الرسمي للعمال في مدن الصين العام الماضي 473.45 مليون.
خلال سلسلة من الإعلانات السريعة هذا الشهر، فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية على السلع الصينية بنسبة تزيد عن 100%، وردت الصين برسوم جمركية متبادلة، في الوقت الذي أكد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المحادثات التجارية مع بكين جارية، لكن الجانب الصيني نفى وجود أي مفاوضات.
صرح آش مونغا، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Imex Sourcing Services، بأن تأثير مضاعفة الرسوم الجمركية مؤخرًا “أكبر بكثير” من تأثير جائحة كوفيد-19، مشيرًا إلى أن الزيادة المفاجئة في الرسوم الجمركية قد تكون لا تُطاق بالنسبة للشركات الصغيرة، مما قد يؤدي إلى خروجها من السوق.
أضاف أن هناك طلبًا كبيرًا من العملاء والمستوردين الآخرين للمنتجات الصينية، ولهذا السبب سيطلق موقعًا إلكترونيًا جديدًا بعنوان “Tariff Help” يوم الجمعة لمساعدة الشركات الصغيرة في العثور على موردين خارج الصين.
استراتيجية البث المباشر
يُجبر اضطراب الأعمال المُصدّرين الصينيين على تجربة استراتيجيات بيع جديدة، حيث سارعت شركة وودسوول، المُصنّعة للملابس الرياضية ومقرها نينغبو، إلى بيع ملابسها عبر الإنترنت في الصين من خلال البث المباشر.
بعد إطلاق قناة المبيعات قبل حوالي أسبوع، أفادت الشركة بأنها تلقت أكثر من 30 طلبًا محليًا بقيمة إجمالية للبضائع تزيد عن 5000 يوان (690 دولارًا أمريكيًا)، مما يُعتبر خطوة صغيرة نحو استعادة الأعمال المفقودة.
قال لي يان، مدير المصنع ومدير العلامة التجارية في وودسوول، لشبكة CNBC، “تم إلغاء جميع طلباتنا الأمريكية”، مشيرًا إلى أن أكثر من نصف الإنتاج كان يُرسل إلى الولايات المتحدة، وستبقى بعض الطاقة الإنتاجية معطلة لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر حتى تتمكن الشركة من بناء أسواق جديدة.
لفت لي إلى أن الشركة تبيع منتجاتها لعملاء في أوروبا وأستراليا والولايات المتحدة منذ أكثر من 20 عامًا، ويُعدّ مشروع البث المباشر جزءًا من جهود كبرى شركات التكنولوجيا الصينية لمساعدة المُصدّرين على إعادة توجيه بضائعهم إلى السوق المحلية.
ممكن يعجبك: ” أجواء العيد ” أسعار الكحك والبسكويت 2025 في حلواني ايتوال و العبد
تبيع شركة وودسوول منتجاتها عبر الإنترنت من خلال بايدو، الذي يتضمن تطبيق محرك البحث الخاص بها أيضًا منصة تجارة إلكترونية للبث المباشر، حيث اختار لي خيار البث المباشر الافتراضي لأنه سمح له بالبدء في العمل خلال أسبوعين، دون الحاجة إلى إنفاق الوقت والمال على تجديد الاستوديو وتوظيف فريق.
تقول منصة بايدو إنها عملت مع مئات الشركات الصينية على الأقل لإطلاق قنوات تجارة إلكترونية محلية، بعد إعلانها هذا الشهر عن تقديم إعانات وأدوات ذكاء اصطناعي مجانية، مثل البشر الافتراضيين “Huiboxing”، لمليون شركة، حيث تُستخدم هذه النسخ المُعاد إنشاؤها رقميًا لمحاكاة عروض المبيعات وأتمتة التفاعلات مع العملاء، وقد زعمت الشركة أن عائد الاستثمار كان أعلى من استخدام البشر.
قد يهمك أيضاً :-
- عمر مهنا يتولى رئاسة مجلس إدارة غرفة التجارة الأمريكية بعد طارق توفيق
- سعر اليورو اليوم الثلاثاء 29 أبريل 2025 يشهد استقراراً أمام الجنيه المصري
- عودة التيار الكهربائي بشكل كامل تقريبًا في إسبانيا والبرتغال بعد الانقطاع المفاجئ
- مصلحتك أولًا: بناء ثقة ومصداقية في بيئة ضريبية محفزة للاستثمار مع شراكة قوية وخدمات إلكترونية متطورة
- هجمات مسيّرات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا تؤدي إلى سقوط قتلى ومزيد من التوترات
تعليقات