اشتباكات دامية قرب دمشق وجهود لوقف الفتنة في سوريا

اشتباكات دامية قرب دمشق وجهود لوقف الفتنة في سوريا

.

أفادت مصادر أمنية ورجال إنقاذ بأن أكثر من 14 شخصاً لقوا حتفهم في بلدة ذات أغلبية درزية قرب العاصمة السورية دمشق يوم الثلاثاء الماضي، وذلك نتيجة اشتباكات اندلعت بسبب تسجيل صوتي منسوب لرجل درزي يتضمن إساءات تمس مقام الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، مما أثار موجة من الغضب، وقد وجه المحامي العام في دمشق كتاباً إلى قاضي التحقيق في جرائم الإنترنت يتهم فيه المواطن مروان كيوان بـ«الإساءة إلى النبي محمد»، في الوقت الذي أكد فيه الزعيم الروحي للطائفة الدرزية الشيخ حكمت الهجري أن ما حدث في جرمانا بريف دمشق يهدف إلى شق الصف، وسط محاولات متعددة لدرء الفتنة.
هذا التوتر جاء بعد أكثر من شهر من أعمال عنف دامية في منطقة الساحل السوري، حيث قُتل نحو 1700 شخص، أغلبهم من العلويين، مما سلط الضوء على التحديات التي تواجهها السلطات الجديدة في سوريا بقيادة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع.
وذكرت مصادر أمنية أن الاشتباكات بدأت في الليل عندما تجمع مسلحون من بلدة المليحة ومناطق أخرى في بلدة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية الواقعة جنوب شرقي دمشق.
وبحسب عمال إنقاذ محليين، فإن الاشتباكات التي استخدمت فيها أسلحة صغيرة ومتوسطة أسفرت عن مقتل 14 شخصاً، من بينهم سبعة مسلحين محليين دروز.
وأوضح المسؤول الإعلامي في وزارة الداخلية مصطفى العبدو أن من بين القتلى اثنين من عناصر جهاز الأمن العام السوري، وهي قوة أمنية جديدة تضم في معظمها مقاتلين سابقين في المعارضة، ونفى العبدو أن يكون مسلحون قد هاجموا البلدة، مشيراً إلى أن مجموعات من المدنيين الغاضبين من التسجيل الصوتي نظمت احتجاجاً تعرض لإطلاق نار من قبل جماعات درزية.
وحثت وزارة الداخلية في بيان لها المواطنين على «الالتزام بالنظام العام وعدم الانجرار إلى أي تصرفات فردية أو جماعية من شأنها الإخلال بالأمن العام أو التعدي على الأرواح والممتلكات.
كما وجه المحامي العام في دمشق كتاباً إلى قاضي التحقيق يتهم فيه مروان كيوان بـ«الإساءة إلى النبي محمد» صلى الله عليه وسلم و«إثارة النعرات الطائفية المهددة لأمن الوطن والفتنة والإساءة إلى الشعائر الدينية عبر الشبكة».
وطالب المحامي العام القاضي بإجراء التحقيقات اللازمة بناءً على المواد 58 و59 من قانون أصول المحاكمات الجزائية السوري.
وفي تطور إيجابي، توصل ممثلون للحكومة السورية ودروز جرمانا ليلة الثلاثاء إلى اتفاق ينص على محاسبة المتورطين في الهجوم الدامي والحد من التجييش الطائفي، وفقاً لما أفاد به مشارك درزي في الاجتماع لوكالة الصحافة الفرنسية، حيث ذكر ربيع منذر، عضو مجموعة العمل الأهلي في جرمانا، أنه تم التوصل إلى اتفاق يتضمن تعهداً بالعمل على محاسبة المتورطين بالهجوم الأخير وتقديمهم للقضاء العادل، بالإضافة إلى الحد من التجييش الطائفي والمناطقي.
من جانبه، أدان الشيخ حكمت الهجري ما جرى في جرمانا، مشيراً إلى أن ما حدث يهدف إلى شق الصف، وأكد على ضرورة محاسبة المحرضين على الفتنة الطائفية.
في السياق ذاته، أكد الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان رفضه القاطع للإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، محذراً من الوقوع في فخ الفتنة، مشدداً على أن مثل هذه الأجواء لا تخدم إلا المصالح الإسرائيلية التي تستهدف تقسيم المنطقة وإشعال الصراعات الداخلية.

قد يهمك أيضاً :-