مسرحية “الربابة” تُذهل الجمهور والنقاد في ساقية الصاوي وتجذب الأنظار للعرض الفني المميز

مسرحية “الربابة” تُذهل الجمهور والنقاد في ساقية الصاوي وتجذب الأنظار للعرض الفني المميز

.

قدمت فرقة “جون محروس” مسرحية “الربابة” في مسرح قاعة الحكمة بساقية الصاوي في الزمالك، حيث تحولت هذه المسرحية إلى ظاهرة فنية تجذب جمهورًا متنوعًا من جميع الأعمار، من الصغار إلى الكبار، ومع هذا الإقبال الجماهيري الملحوظ، تزداد مشاعر الحب والعشق تجاه المسرحية، مما جعلها تستعيد جمهورها الغائب، وصارت بمثابة فنارة يهتدي إليها الجميع.

وسط حضور جماهيري كبير، تم عرض مسرحية “الربابة” تحت شعار الإبداع والتألق والتميز، حيث ينظر الكثيرون إليها على أنها تجسيد لإحياء التراث المسرحي الهادف، الذي يبتعد عن الملل والابتذال، فالمسرحية ليست مجرد خشبة مسرح أو ستار مفتوح، بل هي إحياء للتراث المسرحي الذي يبحث في قضايا ومشاكل المجتمع، حيث تتميز بالواقعية الجادة والجرأة في تناول المواضيع الاجتماعية.

تحمل المسرحية رسالة ورؤية جديدة حول قضايا الثأر والانتقام، خاصة في صعيد مصر، حيث يمثل الثأر خطرًا كبيرًا على المجتمع، ويعتبر من الأسباب الرئيسية لانتشار الجرائم، رغم الجهود المبذولة لمواجهته، فالثأر هو القتل العمد بدافع الانتقام، سواء من القاتل أو أسرته، وليس شرطًا أن يكون الضحية هو الجاني الأصلي.

نجح الكاتب والمخرج “جون محروس” في طرح قضايا هامة تعكس واقعه في صعيد مصر، وأبرزها قضية الثأر، حيث عرض في نص المسرحية دور المرأة الصعيدية كحارسة للعادات والتقاليد، وعلى رأسها عادة الثأر، فهي تكاد تضحي بحياتها للثأر لأحد أفراد أسرتها المقتول غدرًا، وتتحدى أي محاولة من أفراد عائلتها للتهرب من ميراث الدم.

من الأمور المميزة في عرض “الربابة” أنها تخاطب الناس البسطاء والمهمشين في القرى المصرية، وخاصة في صعيد مصر، الذين يحلمون بإنهاء العادات والتقاليد الخاطئة، وعلى رأسها قضية الثأر، رغم ترددهم في تحقيق هذا الحلم، الذي ليس ببعيد.

كما أن السينوغرافيا المتميزة كانت من أبرز ميزات العرض المسرحي “الربابة”، حيث ساهمت عناصر السينوغرافيا في التعبير عن العمل بشكل جيد، وناسبت الحالة الدرامية، فتنوعت بين الحداثة والأصالة، باستخدام التقنيات المسرحية الحديثة والتكنولوجيا الرقمية مثل شاشة LED، مع الديكورات والإكسسوارات التقليدية.

استطاع مصمم المناظر من خلال هذه التقنيات أن يعبر عن إبداعه الفني، مستخدمًا خشبة المسرح الحديثة التي تخلق تفاعلًا بين الممثل والجمهور، مهما اختلف شكل المسرح.

كما جسدت الإضاءة المعبرة مشاعر الحزن والغضب والخوف والانتقام، بينما ساهمت الموسيقى والغناء الشعبي والآلات التقليدية مثل الربابة والناي والدفوف في تعزيز الحالة الدرامية للعمل الفني.

تميزت الصورة منذ اللحظة الأولى بتقديم عمل جيد، حيث تنوعت الموتيفات الشعبية للبيت الريفي الصعيدي من خلال عناصر الديكور المختلفة والإكسسوارات والملابس، حيث ظهرت الجدران البالية وكأنها تعكس حزن أصحاب المكان، وناسبت الملابس الحقبة الزمنية وأشخاص الرواية، فشاهدنا الملابس الصعيدية والجلباب الريفي والقفطان الأزهري والعباءة الصوفية، بينما انتشرت عناصر الديكور لتبرز البيت البسيط في قرية صغيرة بعيدة عن الحضر، يسكنها الظلام والفقر والجهل، حيث تواجد الأثاث المتهالك والكرسي الهش والحطب.

مسرحية “الربابة” من بطولة مجموعة من الفنانين المميزين، منهم: رشا عطا الله، أحمد عبد الصبور، شيماء سيد، يوسف الشيخ، أحمد فرج، عادل مرزوق، أماني وديع، رجب السيد، حسام آمان، ياسمين الموجي، كيرلس نوار، أحمد سرحان، عبد الرحمن معروف، يوسف النحاس، مارجريت فارس، مع مساعد مخرج محمد ذكي، ومخرج منفذ سندباد سليمان، بينما الدراماتورج والإخراج كان لجون محروس.

قد يهمك أيضاً :-