
عمان-أ ف ب.
اقرأ كمان: ملوك ورؤساء يشاركون في تشييع البابا فرنسيس
يحلم أحمد، الطفل الأردني البالغ من العمر خمس سنوات، بأن يصبح مثل “سبايدرمان” عندما يكبر، لكن هذا الحلم يصطدم بواقع مؤلم، حيث يعاني من إعاقة كبيرة ويحتاج إلى رعاية طبية ضرورية، إلا أن الاقتطاعات الحادة في المساعدات الإنسانية الأمريكية تعيق حصوله على ما يحتاجه بشدة.
شوف كمان: التشريعات والسلم يفتحان الأبواب لقضايا معقدة في علاقة جديدة بين سوريا ولبنان
يعاني ملايين الأطفال حول العالم من تداعيات تراجع التمويل الأمريكي، الذي بدأ منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، مما زاد من معاناتهم في ظل ظروف صعبة مثل الحرب أو الفقر أو الأمراض أو التغير المناخي.
أحمد يعاني من تشوه في العمود الفقري يمنعه من تقويم جذعه، بالإضافة إلى شلل في ساقيه وتشوه في قدميه، كما أنه يعاني من استسقاء في الدماغ.
والده، محمود إبراهيم عبد الرحمن، أوضح أن ابنه كان يتلقى جلسات علاج فيزيائي بفضل منظمة “هانديكاب إنترناشونال”، حيث كانت النية أن يحصل على أطراف صناعية وعكازات بعد بضعة أشهر، مما سيمكنه من الاعتماد على نفسه والقيام بأنشطة يومية بشكل مستقل.
لكن، مع توقف إدارة ترامب في نهاية يناير عن تقديم المساعدات الإنسانية “غير المنقذة للحياة”، تم إغلاق مركز إعادة التأهيل الذي كان أحمد يتلقى فيه العلاج، مما تركه في حالة من اليأس.
قرار «كارثي»
أكثر من 600 طفل حُرموا من الرعاية الطبية بين ليلة وضحاها، حيث منع أمر صادر عن واشنطن تسليم أطراف صناعية مصممة خصيصاً لحوالي ثلاثين منهم، بالإضافة إلى كراسٍ نقالة.
الطبيب عبدالله حمود، اختصاصي العلاج الطبيعي في المركز، وصف القرار بأنه “كارثي”، حيث سيؤثر سلباً على الأطفال الذين سيفقدون كل ما تعلموه من حركات مثل السير والتوازن.
محمود روى كيف أن ابنه شعر باليأس عندما أدرك أن العلاج الطبيعي سيتوقف، مما أثر على نفسيته بشكل كبير، حيث كان يتمنى أن يمشي مثل الأطفال الآخرين الذين يلعبون ويجري.
حالة أحمد ليست فريدة، بل هناك العديد من القصص المروعة التي تنقلها المنظمات الإنسانية منذ أن أعلنت الولايات المتحدة إلغاء 83% من مساعداتها.
في جنوب السودان، أعلنت منظمة “سيف ذا تشيلدرن” عن وفاة أطفال مصابين بالكوليرا خلال نقلهم إلى عيادات بعيدة، نتيجة إغلاق العديد من المراكز الصحية بسبب قطع المساعدات الأمريكية.
كانت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (يو إس إيد) توفر 42% من المساعدات العالمية بميزانية تصل إلى 42,8 مليار دولار، لكن إدارة ترامب قامت بتفكيكها.
رئيس مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، حذر من أن هذه الاقتطاعات “كاسحة”، مشيراً إلى المخاطر المتزايدة التي تواجه الأطفال، مثل العمل القسري والاتجار بهم والزواج المبكر، كما أن حالات سوء التغذية التي تطال 150 مليون طفل حول العالم قد تشهد زيادة حادة.
كيفن غولبرغ، مدير منظمة “تضامن دولي”، أشار إلى أن ملايين الأطفال سيعانون من تأخر في النمو، مما سيؤثر على قدراتهم العقلية وقدرتهم على العيش حياة طبيعية.
في موزمبيق، تم وقف برنامج يضمن المياه والطعام لعشرات الآلاف من الأطفال، بما في ذلك حوالي 240 ألف نازح، مما يزيد من معاناتهم.
وفي ملاوي، أفادت منظمة غير حكومية، طلبت عدم ذكر اسمها، أن عشرات الآلاف من الأطفال حرموا من وجبات الطعام في المدارس نتيجة لقطع التمويل الأمريكي، مما قد يضطر العديد منهم إلى التوقف عن الدراسة.
الفتيات «يسقطن»
الضحايا الأوائل لوقف المساعدات هن الفتيات، اللواتي يُحرمن تقليدياً من الدراسة لصالح الفتيان، حيث قالت موظفة في منظمة إن “البساط سحب من تحت أقدامهن، ولا يسعهن سوى السقوط”.
المجلس النرويجي للاجئين أعرب عن أسفه لاضطراره إلى “الحد بشكل كبير من مساعدته” للنساء والفتيات في أفغانستان، حيث أدى قطع التمويل الأمريكي إلى تقليص عدد الموظفات المسؤولات عن التواصل مع النساء والفتيات.
كاميلا فاجينك، المسؤولة في المنظمة، أوضحت أن في بلد يسوده “الفصل العنصري على أساس الجنس الاجتماعي”، فإن “الأطواق الأخيرة للنجاة سُحبت من العديد من النساء والفتيات”.
وفي ضربة جديدة للأطفال، تعتزم واشنطن تقليص دعمها المالي لحملات التلقيح في الدول الفقيرة، حيث أكدت المديرة العامة للتحالف العالمي للقاحات (غافي) أن هذه الاقتطاعات قد تؤدي إلى وفاة حوالي 1,3 مليون طفل جراء أمراض يمكن تفاديها بفضل التلقيح.
اقرأ كمان: تصاعد التوترات بين الهند وباكستان مع ترقب لموقف واشنطن الجديد
قد يهمك أيضاً :-
- البوستر الرسمي لمسلسل حرب الجبالي يظهر بعد تأجيل طويل
- عيد العمال في إسطنبول يشهد نشر 50 ألف شرطي واعتقال 400 متظاهر
- سهر الصايغ ترد على منتقدي لهجتها الصعيدية في حكيم باشا بفيديو مميز
- موسكو ترد على مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الرومانية وتصفها بالمجنونة
- تعديلات قانون الإيجار القديم في 2025 تعزز حقوق الملاك وتحدث تغييرات جوهرية في مصر
تعليقات