غزة تواجه خطر المجاعة.. الكارثة تثير القلق وتحذر من عواقب وخيمة

غزة تواجه خطر المجاعة.. الكارثة تثير القلق وتحذر من عواقب وخيمة

دخل قطاع غزة في أخطر مراحل المجاعة نتيجة الحصار الإسرائيلي الخانق ومنع دخول المساعدات، في ظل تصاعد العدوان بشكل متزايد، حيث أكدت منظمة الصحة العالمية، أمس الخميس، أن الوضع في القطاع يُعتبر “كارثياً” مع معاناة مليوني شخص من الجوع، وذكرت وزارة الصحة في غزة أن 91% من السكان يواجهون أزمة غذائية بسبب الحصار الإسرائيلي، بينما استمر الجيش الإسرائيلي في هجماته الجوية والبرية المكثفة على مختلف مناطق القطاع، وسط اتهامات متزايدة بارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين والنازحين. ومع مرور 45 يوماً على استئناف العدوان، أصبحت الكارثة تدق ناقوس الخطر، وقد أعلن برنامج الأغذية العالمي، أمس الخميس، أن مخازنه في غزة فرغت تماماً من المواد الغذائية، ولم يعد لديه أي طعام لتوزيعه على السكان المحاصرين، في ظل استمرار الحصار منذ الثاني من مارس الماضي، والذي يمنع إدخال الغذاء والدواء إلى القطاع.
وفي تصريح للمدير التنفيذي لبرامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ، مايكل راين، قال إن عقول وأجساد أطفال غزة تتحطم بعد شهرين من منع دخول المساعدات وتجدد الضربات، مشيراً إلى أن “نحن نحطم أجساد أطفال غزة وعقولهم، نحن نجوع أطفال غزة، نحن متواطئون”، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك، وأضاف “بصفتي طبيباً، أنا غاضب، هذا لا يُحتمل”، وحذر من أن المستوى الحالي لسوء التغذية يسبب انهيار المناعة، مع تزايد حالات الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا بين النساء والأطفال، كما حذرت الأمم المتحدة هذا الأسبوع من تفاقم سوء التغذية الحاد بين أطفال غزة.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس، أن القطاع دخل “مرحلة متقدمة من المجاعة” بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر وإغلاق المعابر أمام دخول المساعدات والبضائع منذ 2 مارس الماضي، حيث أكد مدير عام المكتب إسماعيل الثوابتة أن الجيش الإسرائيلي “يمنع إدخال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ما أدخل القطاع فعلياً في مرحلة متقدمة من المجاعة، في واحدة من أبشع صور التجويع الممنهج التي يشهدها العالم الحديث”.
وأضاف الثوابتة أن “الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الكارثة الإنسانية، إذ يستخدم الغذاء والدواء والماء كسلاح حرب ضد أكثر من 2.4 مليون إنسان مدني، في انتهاك صارخ لأبسط مبادئ القانون الدولي الإنساني”.
وفي تصريح يُبرز حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة، أعلن منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة، أن 91% من سكان القطاع يعانون “أزمة غذائية” خانقة، موضحاً أن الأوضاع في غزة وصلت إلى مرحلة مأساوية غير مسبوقة، حيث يتكامل الجوع مع الفقر والمرض في ظل “الإبادة الجماعية” التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن نقص الغذاء بات يهدد الغالبية العظمى من السكان بشكل مباشر.
ودعا البرش الأمم المتحدة إلى “إصدار إعلان رسمي عن حالة المجاعة في قطاع غزة”، مؤكداً أن “المؤشرات الميدانية والمعطيات الطبية والإنسانية تؤكد تحقق الشروط الدولية لذلك”.
في غضون ذلك، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة استهدفت مناطق شرق حي التفاح شرقي مدينة غزة، بالتزامن مع ضربات جوية مماثلة طالت شمال القطاع، حيث تعرضت مناطق شمال شرق وشمال مخيم البريج للاجئين وسط القطاع لقصف مدفعي عنيف، إلى جانب قصف حي الزيتون ومحيط شارع المسلخ شرق مدينة غزة، وشاركت الطائرات المُسيّرة الإسرائيلية في استهداف المنازل السكنية داخل الأحياء المكتظة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس، أن حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتفعت إلى 52418 قتيلاً و118091 إصابة، في ظل استمرار القصف وصعوبة وصول طواقم الإنقاذ إلى الضحايا العالقين تحت الأنقاض وفي الطرقات، وأعلن الدفاع المدني في غزة، أمس الخميس، مقتل عشرات الفلسطينيين في غارات إسرائيلية، بينما أفادت مصادر طبية لاحقاً أن 33 فلسطينياً، على الأقل، قتلوا حتى مساء أمس.
وأكد مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني محمد المغير أن القتلى التسعة والعشرين سقطوا في مناطق مختلفة، ومن بينهم ثمانية أشخاص قُتلوا في غارة على “منزل لعائلة أبوسحلول في مخيم خان يونس” جنوب قطاع غزة، ويأتي هذا التصعيد في وقت تشير فيه تقارير عسكرية إسرائيلية إلى استعداد الجيش لتوسيع عملياته البرية في عدة مناطق من القطاع، بهدف إحكام السيطرة على أراضٍ جديدة، فيما تقول مصادر إسرائيلية إن الهدف من هذا التصعيد هو “الضغط على حركة حماس ودفعها للعودة إلى طاولة المفاوضات”.
(وكالات).

قد يهمك أيضاً :-