دعوات درزية للتدخل الخارجي بعد أحداث صحنايا، وتوترات مع إسرائيل تهدد دمشق

دعوات درزية للتدخل الخارجي بعد أحداث صحنايا، وتوترات مع إسرائيل تهدد دمشق

أسفرت يومان من الاشتباكات الطائفية في سوريا عن مقتل 73 شخصًا على الأقل، ويُعتبر العدد الأكبر من الضحايا من الدروز، في الوقت الذي توعد فيه وزير الجيش الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، سلطات دمشق برد «قوي وخطِر» تحت ذريعة حماية الأقلية الدرزية، بينما كانت الطائرات المسيرة الإسرائيلية تحلق فوق العاصمة السورية وضواحيها.

وفي تفاصيل الأحداث، أفادت وسائل الإعلام السورية بمقتل رئيس بلدية صحنايا بريف دمشق وابنيه برصاص مجهولين، وذلك بعد ظهوره في مقطع فيديو يرحب فيه بدخول القوات الحكومية إلى المنطقة، وأوضحت أن الأمن العام بدأ تحقيقًا لكشف ملابسات الحادث، مشيرة إلى أن رئيس البلدية حسام ورور وابنه قُتلا برصاص مجهولين.

ظهر ورور، يوم الأربعاء الماضي، في فيديو من صحنايا، بعد دخول قوات الأمن إلى المدينة، للحديث عن الوضع الأمني.

قبل تهديد كاتس لدمشق، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قام يوم الأربعاء بإجلاء ثلاثة مصابين من السوريين الدروز لتلقي العلاج في إسرائيل، وفي نفس اليوم، شنت إسرائيل غارة على ما وصفته بـ«مجموعة متطرفة» كانت تستعد لمهاجمة أفراد من الأقلية الدرزية قرب دمشق.

وطالب الشيخ حكمت الهجري، أبرز رؤساء طائفة الموحدين الدروز، بتدخل «قوات دولية لحفظ السلم» في سوريا، وذلك بعد الاشتباكات الدامية التي أسفرت عن سقوط قتلى من أبناء طائفته، وهو مطلب اعتبرت دمشق أنه لن يؤدي إلا إلى «مزيد من الانقسام»، ووصف الهجري، الذي يُعتبر من أبرز القادة الروحيين للدروز في سوريا، ما حدث في جرمانا وصحنايا بأنه «هجمة إبادة غير مبررة».

وفي رد فعل على هذه الأوضاع، قال وزير الخارجية أسعد الشيباني إن «أي دعوة للتدخل الخارجي، تحت أي ذريعة، لا تؤدي إلا لمزيد من التدهور والانقسام»، معتبرًا أن من يدعو لمثل هذا التدخل يتحمل مسؤولية تاريخية وأخلاقية أمام السوريين، حيث تمتد نتائج هذه الدعوات لعقود من التفكك والضعف، وأكد أن «الوحدة الوطنية هي الأساس المتين لأي عملية استقرار أو نهوض»، وقد أسفرت الاجتماعات بين ممثلين عن الدروز ومسؤولين حكوميين عن اتفاقي تهدئة في المنطقتين القريبتين من دمشق.

وأعلنت السلطات السورية، يوم الأربعاء الماضي، نشر قواتها في صحنايا لضمان الأمن، متهمة «مجموعات خارجة عن القانون» بإشعال الاشتباكات، وأكدت في بيان التزامها بحماية جميع مكونات الشعب السوري، بما في ذلك أبناء الطائفة الدرزية، بينما أعرب موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا عن قلقه الشديد إزاء أعمال العنف «غير المقبولة» التي تشهدها البلاد، مطالبًا بوقف فوري للضربات الإسرائيلية، حيث أبدى غير بيدرسن قلقه من التصعيد العسكري الإضافي في وضع بالغ الهشاشة بعد الاشتباكات قرب دمشق وحمص.

كما نددت فرنسا بـ«العنف الطائفي القاتل بحق الدروز في سوريا»، داعية جميع الأطراف السورية والإقليمية، بما في ذلك إسرائيل، إلى وقف المواجهات.

وفي سياق آخر، وقعت سوريا، يوم الخميس، عقدًا لمدة 30 عامًا مع شركة «سي أم إيه سي جي ام» الفرنسية، لتطوير وتشغيل ميناء اللاذقية، حيث أعلن مدير المرفأ ومسؤول من الشركة لوكالة الصحافة الفرنسية، على هامش توقيع العقد بحضور الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، أن الشركة الفرنسية ملتزمة بتحديث المرفأ وتوسيعه، ليكون قادرًا على استقبال سفن أكبر حجمًا، واستيعاب الكميات المتوقعة من البضائع التي يُنتظر أن تصل إلى سوريا في السنوات القادمة.

قد يهمك أيضاً :-