موظفو الأمم المتحدة يتظاهرون في جنيف ضد تخفيضات التمويل

موظفو الأمم المتحدة يتظاهرون في جنيف ضد تخفيضات التمويل

جنيف-أ.ف.ب.

تجمع مئات من موظفي الأمم المتحدة في جنيف، يوم الخميس، للاحتجاج على الاقتطاعات الكبيرة في التمويل، خاصة من الولايات المتحدة التي تعد المانح الرئيسي، مما أدى إلى تسريح العديد منهم وهدد الخدمات الحيوية التي تقدمها المنظمة حول العالم.

شملت التظاهرة، التي نظمتها نقابات وجمعيات موظفي الأمم المتحدة، موظفين من مجموعة متنوعة من الوكالات التي تتخذ من جنيف مقراً لها، بالإضافة إلى عائلاتهم ومؤيديهم، تحت أشعة الشمس الحارقة.

رفع المحتجون لافتات كتب عليها: «موظفو الأمم المتحدة ليسوا سلعة»، و«نقف مع الإنسانية»، و«كفوا عن تسريح موظفي الأمم المتحدة الآن»، و«أمّنوا الحماية لمقدمي الحماية»، في الساحة أمام المقر الأوروبي للأمم المتحدة

قالت لينا، الموظفة في منظمة العمل الدولية، التي فضلت عدم ذكر اسمها بالكامل: «يفترض بنا دعم حقوق العمال وهذا صراحة أمر صعب»، وأضافت: «نشعر بالعجز»، وكانت تقف بجوار طفلتها النائمة في عربة أطفال وضعت عليها لافتة كتب عليها «ندافع عن فرص عمل أفضل في العالم»

تواجه المنظمات الإنسانية في جميع أنحاء العالم تحديات منذ عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير، وسعيه لفرض إجراءات معادية للاجئين والمهاجرين، بالإضافة إلى تجميده الفوري لمعظم تمويلات المساعدات الخارجية الأمريكية، حيث كانت الولايات المتحدة، وبفارق كبير، أكبر مانح لعدد من الوكالات التي أصبحت الآن تكافح لسد الفجوات المتزايدة في ميزانياتها.

أشارت عدة وكالات بالفعل إلى العواقب الوخيمة المترتبة على تطبيق إجراءات التقشف في منظومة الأمم المتحدة.

آسفون

وفقاً لنقابات موظفي الأمم المتحدة، تستعد مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لخفض عدد موظفيها بما يصل إلى 30% حول العالم، بينما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أنها ستضطر إلى تسريح أكثر من 6000 موظف، أي ما يزيد على ثلث قوتها العاملة.

من جانبه، يستعد برنامج الأغذية العالمي لخفض ما بين 25 و30% من قوته العاملة العالمية.

كما يتم تجميد آلاف الوظائف في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، بينما توجد وظائف أخرى كثيرة على المحك، وفقاً لنقابات الموظفين.

ذكرت النقابات أن ما يقرب من وظيفة واحدة من كل 10 وظائف في منظمة العمل الدولية تُلغى، بينما تواجه منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» تخفيضاً متوقعاً في ميزانيتها بنسبة 20%.

قالت إيلودي سابو، التي تعمل في المكتب الرئيسي للأمم المتحدة في جنيف، إن «الكثيرين يخشون فقدان وظائفهم».

أضافت: «غالباً ما يُطلب من العاملين في الأمم المتحدة تقديم تضحيات جسيمة، من المؤسف أن نرى كيف يُعامَلون»

شدد رئيس نقابة موظفي مكتب الأمم المتحدة في جنيف، إيان ريتشاردز، في بيان له، على أن «زملاءنا عملوا في بعض أخطر المواقع وأكثرها صعوبة وعزلة في العالم».

قال: «لم يكن بوسعهم اختيار زمان ومكان انتقالهم، لقد ضحّوا بحياتهم الشخصية والعائلية، وفي بعض الحالات دفعوا أغلى ما لديهم لمساعدة المحتاجين»، مستنكراً «تسريح الكثيرين منهم دون أي دعم اجتماعي أو مالي من أرباب عملهم»

أقرت لينا بذلك مشيرة إلى أن البعض «يعملون هنا منذ 20 عاماً، ثم يُقال لهم وداعاً: سترحلون خلال شهرين»

أشارت إلى أن موظفي الأمم المتحدة الدوليين لا يُمنحون إعانات بطالة في البلدان التي يعملون فيها، فيما تنتهي صلاحية تصاريح إقامتهم في غضون شهر من خسارة وظائفهم.

قالت لينا إن الأسوأ قد يكون تأثير ذلك في العمليات الميدانية، حيث تقدم الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة مساعدات تُنقذ حياة ملايين الأشخاص، بينما تحارب وكالة مثل منظمة العمل الدولية قضايا مثل عمالة الأطفال، وأضافت: «الآن، كل ما علينا فعله هو أن نقول للأشخاص الذين عملنا معهم لسنوات: آسفون»

قد يهمك أيضاً :-