خطوة صينية جديدة تعزز مفاوضات الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة

بكين ـ (أ ف ب).

ممكن يعجبك: عراقجي: نهدف إلى التوصل إلى اتفاق منصف مع الولايات المتحدة في مفاوضات البرنامج النووي

أعلنت الصين يوم الجمعة أنها تدرس مقترحًا من الولايات المتحدة لإجراء مفاوضات حول الرسوم الجمركية المتبادلة بين أكبر اقتصادين في العالم، حيث قالت وزارة التجارة الصينية في بيان إن الولايات المتحدة قد بادرت مؤخرًا بعدة مرات لنقل معلومات إلى الصين، تعبر فيها عن رغبتها في التباحث، وأشارت إلى أن الصين تقوم حاليًا بتقييم هذا الأمر.

وذكر المحلل ستيفن إينيس من مؤسسة «إس بي آي» لإدارة الأصول أن تصريحات بكين تعكس «غصن الزيتون الأول» في الحرب التجارية، حيث كتب في مذكرة أن العاصمتين تلوحان برايات الوفاق، لكن عند التدقيق نجد أن الطريق لا يزال مليئًا بالتحديات.

وفرضت واشنطن منذ إبريل/نيسان رسومًا جمركية بنسبة 145% على العديد من وارداتها من الصين، التي ردت بفرض رسوم جمركية بنسبة 125% على السلع المستوردة من الولايات المتحدة.

وأشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي عاد إلى السلطة في يناير/ كانون الثاني، إلى أن الصين قد اتصلت بالولايات المتحدة لإجراء محادثات ثنائية حول الرسوم الجمركية، لكن بكين نفت بشدة هذا الأمر.

وفي يوم الأربعاء، أكد ترامب مجددًا أن «فرص» التوصل إلى اتفاق بين واشنطن وبكين «قوية جدًا»، بينما تعبر الصين عن انفتاحها على الحوار ولكن على أساس «الاحترام المتبادل».

وشددت وزارة التجارة مرة أخرى يوم الجمعة على أنه إذا كانت الولايات المتحدة ترغب في التحدث، يجب أن تُظهر صدقها في ذلك، وأن تكون مستعدة لتصحيح ممارساتها السيئة وإلغاء الرسوم الجمركية الأحادية الجانب، واتخاذ الإجراءات اللازمة.

– «إكراه» و«ابتزاز» –

وأضافت الوزارة أنه إذا لم يقم الجانب الأمريكي بتصحيح رسومه الجمركية الأحادية والخاطئة، فهذا يعني أن الجانب الأمريكي منافق بالكامل، وهذا الأمر سيؤدي إلى مزيد من الأضرار في الثقة المتبادلة بين الجانبين.

وحذرت من أن «قول شيء وفعل شيء آخر، أو حتى محاولة الإكراه والابتزاز تحت ستار المفاوضات، لن يُجدي نفعًا»، وقدّر وو شينبو، مدير مركز الدراسات الأمريكية في جامعة فودان في شنغهاي، أن بكين ستستمر في سياسة الحزم.

وقال وو: «بالطبع، تأمل الولايات المتحدة في بدء المفاوضات في أقرب وقت ممكن، لكن موقفنا هو: يتعين عليكم أولاً اتخاذ تدابير تظهر صدقكم»، وأضاف أنه عندما ترفع الولايات المتحدة الرسوم الجمركية المفروضة على الصين، «يمكننا مناقشة مخاوفنا المشروعة»، مثل مخاوف واشنطن من اختلال التوازن في التجارة البينية وقلق بكين من جهود الولايات المتحدة لعرقلة تطورها في مجال التكنولوجيا

من نفس التصنيف: مقتل 12 جندياً في هجوم إرهابي بالنيجر يثير القلق الدولي

ومنحت إدارة ترامب مهلة 90 يومًا تنتهي في يوليو/ تموز للعديد من الدول، وذلك لإتاحة المجال لإجراء محادثات مع واشنطن لتجنب رسوم جمركية أعلى، بينما تعهدت بكين بخوض حرب تجارية «حتى النهاية» إذا لزم الأمر.

هذا الأسبوع، نشرت وزارة الخارجية الصينية مقطع فيديو أكدت فيه أن البلاد «لن تركع»، وأكدت وزارة التجارة يوم الجمعة أن موقف الصين متناسق تمامًا، فإذا قاتلنا، فسنفعل ذلك حتى النهاية، وإذا تحدثنا، فالباب مفتوح، حيث شنّت الولايات المتحدة حرب الرسوم الجمركية والحرب التجارية من جانب واحد.

وأقرت الصين بأن اقتصادها المعتمد على التصدير يواجه تحديات بسبب «التغير المفاجئ» في السياق العالمي.

كما شهدت الولايات المتحدة أيضًا انخفاضًا مفاجئًا في إجمالي ناتجها المحلي في الربع الأول، بسبب ارتفاع حاد في الواردات قبل سريان الرسوم الجمركية.

وعلى الرغم من الحاجة الاقتصادية المتزايدة للبلدين للتوصل إلى اتفاق، إلا أن «لا يرغب أي من الجانبين في الظهور بمظهر الضعيف»، وفقًا لما ذكره جا-إيان شونغ من الجامعة الوطنية في سنغافورة.