
الشارقة: «الخليج»
تسعى الإمارات، انطلاقًا من موقفها الثابت تجاه السودان الشقيق، إلى تعزيز جهودها على الساحة الدولية من أجل حقن الدماء، حيث تساهم في تقديم حلول ومبادرات تساهم في انتقال سلس نحو عملية سياسية تؤدي إلى حكومة مدنية، مما يمكّن الشعب السوداني من شفاء جراحه والعودة إلى حياته الطبيعية في أقرب وقت ممكن
مقال مقترح: «البنتاغون» ينظر في سحب 10 آلاف جندي أمريكي من منطقة شرق أوروبا
تتوزع المساعي الإماراتية على الصعيدين العالمي والإقليمي، حيث تتفاعل مع الأمم المتحدة وأجهزتها الرئيسية، وخاصة مجلس الأمن، بالإضافة إلى الوكالات الدولية المتخصصة المعنية بتقديم المساعدات، كما تشارك في التجمعات الدولية والإقليمية التي تضم أطرافًا متعددة، بما في ذلك منظمات عالمية ودول عدة تهتم بالشأن السوداني، ويأتي ذلك في إطار قناعة إماراتية راسخة بأهمية تعزيز العمل متعدد الأطراف، القائم على احترام القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
اقرأ كمان: عواصف ثلجية غير متوقعة تجتاح موسكو
منصة مجلس الأمن
حرصت الإمارات على مصلحة السودان حتى قبل اندلاع الحرب الأهلية بين القوات المسلحة السودانية وقوات «الدعم السريع»، حيث أكدت دائمًا على أهمية الحفاظ على سيادة البلد الشقيق واستقراره ووحدة أراضيه وسلامتها، وفي العشرين من مارس 2023، أكدت الإمارات على منصة مجلس الأمن ضرورة اتحاد المجلس والمجتمع الدولي لدعم السودان وشعبه الشقيق، مما يعني ضرورة مساعدة السودان في معالجة التحديات التي تواجهه، بما في ذلك نقص الموارد المالية اللازمة لتنفيذ اتفاق جوبا للسلام، والحاجة إلى تهيئة بيئة مواتية لتمكين الشعب السوداني من إحراز تقدم ملموس ودائم في العملية السياسية، حيث أدركت الإمارات أهمية ربط الجهود السياسية بدعم الاقتصاد في إطار نظرتها التكاملية.
مع اندلاع النزاع المسلح في السودان منتصف إبريل 2023، اهتمت الإمارات بتأمين عمليات نقل الرعايا الأجانب من السودان، وأسهمت بشكل كبير في ذلك، كما دعمت وساطة الأمم المتحدة التي أدت إلى وقف لإطلاق النار لمدة 72 ساعة، مطالبة الأطراف بالالتزام بها، وأشادت بالتزام القادة الإقليميين بالعمل على وقف تصعيد الأزمة، مع التأكيد على أهمية استمرار هذا الالتزام، خاصة في ظل المواقف الواضحة من جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) الداعية إلى ضرورة وقف إطلاق النار، مطالبة مجلس الأمن بالتصرف بما يتماشى مع تلك الجهود الإقليمية ويعززها، ثم جاء ترحيب الإمارات باتفاق جدة وما تضمنه من وقف لإطلاق النار لمدة أسبوع، مع تأكيدها على الدور الاستثنائي الذي تقوم به الأمم المتحدة برفقة البعثات الدبلوماسية في السودان في ظل الظروف الصعبة القائمة.
انسجام مع القانون الدولي
حتى بعد مرور أكثر من شهر من القتال، كانت الإمارات حريصة على تأكيد إيمانها بأن استمرار مشاركة الأمم المتحدة من خلال البعثة المتكاملة لتقديم المساعدة خلال الفترة الانتقالية في السودان أمر بالغ الأهمية، ومن ثم كانت مع تجديد ولاياتها، مع دعم عمل العديد من وكالات الأمم المتحدة العاملة على الأرض، وبعد مرور أكثر من مئة يوم من النزاع، كانت الإمارات واضحة في نهجها الذي طرحته عبر مجلس الأمن، حيث أكدت أهمية ثلاث مسائل، أولها ضرورة مواصلة العمل على تخفيف حدة الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها ملايين السودانيين جراء استمرار الاشتباكات وعدم الالتزام بالهدن السابقة، وثانيها التشديد على أهمية التزام الأطراف بالقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، فضلاً عن تسهيل وصول العاملين في المجال الإنساني والإمدادات الإنسانية إلى المحتاجين دون عوائق وبأمان، وثالثها تكرار الدعوة إلى الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة والعودة إلى المسار السياسي.
بعد مرور ستة أشهر على النزاع وتزايد الوضع الإنساني، كانت الرسالة الإماراتية واضحة بخصوص أهمية أن يولي المجتمع الدولي تركيزه على الاستجابة لهذه الأوضاع الإنسانية بشكل عاجل، ومن ثم دأبت دولة الإمارات العربية المتحدة في رسائل متعددة إلى مجلس الأمن على التأكيد على موقفها، وفي الوقت نفسه رفض استخدام المجلس كمنصة للإساءة لها، حيث كانت الكلمات واضحة في الرسالة التي وجهت إلى المجلس مؤخرًا، حيث يتعين على مجلس الأمن ألا يسمح باستغلال منابره على نحو مسيء أو بتحريف محتوى تقاريره.
مؤتمرات إقليمية ودولية
استمر المسعى الإماراتي خارج نطاق مجلس الأمن الدولي على أكثر من صعيد، ومن أحدث الجهود التي بذلت في هذا الإطار مشاركة الدولة في مؤتمر لندن حول السودان، والذي شاركت فيه منظمات وهيئات دولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، والهيئة الحكومية المعنية بالتنمية (إيغاد)، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وجامعة الدول العربية، إضافة إلى دول عربية وأوروبية وإفريقية مهمة جنبًا إلى جنب مع كندا والولايات المتحدة، حيث دعت الإمارات في المؤتمر الذي عقد منتصف إبريل الماضي إلى ضرورة محاسبة كل المسؤولين عن انتهاكات القانون الدولي في السودان، كما حثت على اتخاذ إجراءات فاعلة وعمل جماعي لتشكيل مستقبل السودان على أسس تحقيق السلام والوحدة وإعادة الأمل، وفي منتصف فبراير الماضي، شاركت الإمارات في المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان، والذي استضافته إثيوبيا بمشاركة الاتحاد الإفريقي و«إيغاد»، حيث أكدت الإمارات أهمية العمل الجماعي في ظل توالي فصول أخطر الكوارث الإنسانية على مستوى العالم، وكانت الرسالة الإماراتية حول ضرورة صون حقوق الشعب السوداني، حيث لأبنائه حق الأمان وحق الطعام والحق في أساسيات الحياة والرعاية الطبية والمياه النظيفة والمأوى، وهذه الحقوق لا يمكن تسييسها ولا ينبغي تحديها من خلال العمليات أو الآليات البيروقراطية.
في ديسمبر من العام الماضي، أعلنت دولة الإمارات عن دعمها لما تقوم به تركيا من جهود دبلوماسية سعيًا للتوصل إلى حل سلمي للأزمة المتواصلة في السودان، ويأتي ذلك انطلاقًا من قناعة إماراتية بأهمية كل الجهود، ومن ثم عملها مع كافة الأطراف المعنية والشركاء الإقليميين والمجتمع الدولي من أجل إيجاد حل سلمي للصراع سعياً لوقف إطلاق النار، وبدء الحوار السوداني ـ السوداني الذي يضم جميع المكونات السياسية وأطراف النزاع ليحقق الشعب السوداني تطلعاته في التنمية والأمن والازدهار، وهذه الجهود المذكورة جزء من نهج إماراتي ثابت في الوقوف مع الأشقاء، خاصة إذا ما حلت بهم المحن، كما هو الحال في السودان الشقيق.
رئيس تحرير «سودان بيس تراكر»:
مساعدات الإمارات للسودان بلا حدود.
أبوظبي: «الخليج»
أكد عبد المنعم سليمان، صحفي سوداني ورئيس تحرير موقع «سودان بيس تراكر»، أن الدعم الإماراتي للسودان سابق هذه الحرب، وهو ليس بجديد، حيث تمت الإشادة بالقيادة الإماراتية وتوجيه الشكر على ما تقدمه من دعم ومساعدات إنسانية للشعب السوداني، خصوصًا خلال الفترة الانتقالية عقب السيول والأمطار التي شهدها السودان خلال حكومة عبد الله حمدوك، حيث استقبل مجلس السيادة السوداني السفير الإماراتي حمد الجنيبي في ذلك الوقت، وتم الإشادة بدور الإمارات، وهذا كان موثقًا في ذاكرة غوغل، لكن ذاكرة غوغل تحاول إخفاء ما قدمته بعض الدول الصديقة إلى السودان من ذاكرة الشعب السوداني
قال في جلسة حوارية تحت عنوان، «واقع السودان: بين الرواية والسلطة» بمقر أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية في أبوظبي، إن الإمارات قدمت مساعدات غذائية وإنسانية بلا حدود للشعب السوداني، وتفوق قيمتها أكثر من 3 مليارات دولار، حيث بذل السفير الإماراتي حمد الجنيبي جهودًا كبيرة في توفير هذه المساعدات وإيصالها إلى مستحقيها بمساعدة المنظمات والمؤسسات الإغاثية
أضاف أن هذه الحرب لا علاقة لها بالإمارات وغير الإمارات، مشيرًا إلى أنها حرب جماعة الإخوان المسلمين، الذين يُطلق عليهم في السودان «الكيزان»، وهذه حربهم من بدايتها وحتى نهايتها، حربهم من أجل العودة إلى السلطة، وهذه حقيقة الحرب بكل صدق، ولن تنتهي هذه الحرب بدعوات، وإنما بوقفة عالمية لتصنيف هذه الجماعة المارقة.
أوضح عبد المنعم سليمان أن محاولات ابتزاز الإمارات وتشويه صورتها من قبل الجيش السوداني باطلة ولا أساس لها من الصحة، متسائلًا كيف يتهم الجيش السوداني الآخرين بالتدخل في شؤون السودان، وهو من يرتكب حرب إبادة وجرائم حرب ضد الإنسانية، والعالم أثبت ذلك.
أشار الصحفي السوداني إلى أن القضية في المحكمة الدولية هي فقط محاولة لتشويه سمعة الإمارات، حيث يعرف الجيش السوداني تمام المعرفة أن مبرراته ضعيفة، وليس من اختصاص المحكمة الدولية النظر في هذه القضية، حيث إن الإمارات معروفة في عدالتها وتسامحها وحرصها على التعايش بين الجميع، ودورها الإنساني المعروف عالميًا.
اقرأ كمان: دعوة سلطات كشمير الباكستانية لتخزين الطعام لمدة شهرين بعد الضربات الهندية الليلية
قد يهمك أيضاً :-
- رسميًا.. تعرف على أول فريق يتأهل لكأس العالم للأندية 2029
- سعر الدولار اليوم في البنوك والسوق المصرفي السبت 3 مايو 2025
- سعر الذهب اليوم السبت 3 مايو 2025.. عيار 24 يصل إلى 5303 جنيهات بدون مصنعية
- عودة الثنائي الغائب في قائمة الأهلي لمواجهة حرس الحدود
- يزن السعيد يعود بعد غياب طويل بأحدث أغانيه المميزة
تعليقات