
تم تحديثه الأحد 2025/5/4 05:41 م بتوقيت أبوظبي
في سهول جنوب تشيلي، التي تعاني من الجفاف المتزايد، تفتح إحدى التجارب آفاقًا جديدة لزراعة الأرز، وذلك بفضل نوع جديد قادر على ضمان مردود جيد مع استهلاك أقل من المياه في ظل مناخ قاسي.
اقرأ كمان: اندفاع عالمي نحو الذهب يسجل أرقامًا قياسية خلال 90 يومًا
على مر آلاف السنين، كانت حقول الأرز تُغمر بالمياه لحماية النباتات من الآفات الزراعية، لكن ندرة المياه الحالية تجعل من الضروري إيجاد أساليب أكثر اقتصاداً لإنتاج هذا الغذاء الأساسي، كما أوردت وكالة “فرانس برس”.
في نيكين، بمنطقة نوبلي على بعد 400 كيلومتر جنوب العاصمة سانتياغو، اعتاد خافيير مونيوز على غمر حقول الأرز الخاصة به بالمياه، لكن بفضل إحدى التجارب، تمكن من تقليل استهلاكه للمياه إلى النصف مع تحقيق حصاد وفير في الوقت نفسه.
قال المهندس الزراعي البالغ من العمر 25 عامًا لوكالة “فرانس برس”: “لطالما كانت زراعة الأرز تتطلب غمر المياه، وهذا التحول يعدّ تاريخيًا”.
تواجه تشيلي منذ 15 عامًا جفافًا غير مسبوق، مرتبطًا بالتغير المناخي، وقد ابتكرت كارلا كورديرو، المهندسة الزراعية في المعهد الوطني للبحوث الزراعية (INIA)، نوعًا جديدًا من الأرز يسمى “جاسبي”، وهو نتيجة زراعة هجينة من بذور تشيلية وروسية، ويتميز بمقاومته للظروف القاسية.
بفضل هذا النوع الجديد، الذي لم يتم تعديله وراثيًا، والذي نتج عن عملية اختيار طويلة، تمكنت كورديرو من اعتماد نظام زراعة الأرز المكثف (SRI)، وهي تقنية طورت في الثمانينات للحدّ من فيضانات حقول الأرز.
مقال له علاقة: ارتفاع في السبائك .. سعر سبيكة ذهب 5 جرام btc اليوم الاحد 16 مارس 2025 في محلات الصاغة
نهج واعد
تقول كارلا كورديرو: “أدركنا أن إنتاج الأرز دون الحاجة إلى غمره بالمياه ممكن، ورغم استخدام عدد أقل من البذور، تمكنا من الحصول على الإنتاج نفسه الذي نحققه عادة باستخدام النظام التقليدي”.
توضح كورديرو، أثناء مراقبتها للحبات الذهبية في حقول الأرز التابعة لعائلة مونيوز، أن نوع “جاسبي” يمتاز بقدرته على مقاومة “العواصف والفيضانات وموجات الحر”.
لم يتطلب زرع الصنف الجديد طويل الحبة، والذي يُزرع في صفوف تفصل بينها مسافة 30 سنتيمترًا، سوى نصف كمية المياه المطلوبة عادة، والتي تبلغ 2500 لتر لإنتاج كيلوغرام واحد من الأرز.
أنتجت كل بذور نحو ثلاثين نبتة، أي أكثر من المحصول التقليدي بنحو عشر مرات، وتقول كورديرو إن الهدف هو جعل تشيلي نموذجًا للمناطق التي تُنتج كميات كبيرة من الأرز وتعاني من الجفاف.
بالتعاون مع المعهد الأمريكي للتعاون في الزراعة، سيتم اختبار هذه التقنية قريبًا في البرازيل، أكبر منتج للأرز في أمريكا الشمالية والجنوبية، وكذلك في أوروغواي والإكوادور.
على مدى السنوات العشر الماضية، أصبح توفير المياه في زراعة الأرز من الأولويات في أمريكا الشمالية والعديد من دول شرق وجنوب شرق آسيا، وفقًا لما ذكره روبرت زيغلر، مدير المعهد الدولي للبحوث المرتبطة بالأرز.
في اليابان، يتم العمل على بذور مقاومة لدرجات الحرارة المرتفعة، ولكن “لكي يُباع صنف جديد في الأسواق، يستغرق الأمر سنوات عدة من التطوير”، كما تقول ماكيكو تاغوتشي، خبيرة الأرز لدى منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو).
تشير تاغوتشي إلى أن المشروع التشيلي يمثل “نهجًا واعدًا لتحسين إنتاج الأرز مع الحد من التأثير البيئي”، إذ يُعتبر الأرز مسؤولًا عن 10% من انبعاثات غاز الميثان في العالم، والذي غالبًا ما يُربط بالأبقار، ولكنه ينبعث أيضًا من بكتيريا موجودة في حقول الأرز المغمورة بالمياه.
وعلى عكس الاتجاه الملاحظ في تشيلي، حيث أدى الجفاف إلى تقليص زراعة الأرز، ستضاعف عائلة مونيوز إنتاجها في الموسم المقبل.
بينما يحقق “جاسبي” نجاحًا ملحوظًا مع اقتراب طرحه في الأسواق بعد حصوله على الضوء الأخضر من وزارة الزراعة التشيلية عام 2023، بدأت كورديرو تفكر في التحدي التالي: زراعة الأرز في الأراضي الصحراوية في أريكا، في أقصى شمال تشيلي.
قد يهمك أيضاً :-
- سعر الذهب اليوم الأحد 4 مايو 2025 لعيار 24 بدون مصنعية يصل إلى 5,297 جنيها
- أسعار وشروط حفل كاريوكي في مشروع ليالي مصر تبدأ من 400 جنيه
- مفاوضات مع مالطا لإصلاح سفينة مساعدات غزة وتحسين الدعم الإنساني
- موبايل HONOR X9c 2025 يذهل الجميع بإمكانياته العالية وسعره الذي لا يُضاهى في فئته!
- جدول امتحانات الصف الثالث الإعدادي الترم الثاني 2025 في الشرقية.. 7 أيام تفصل الطلاب عن لحظة الحسم في السباق نحو النجاح!
تعليقات