
في نهاية القرن الخامس عشر، ومع اكتشاف العالم الجديد، أصبح من الضروري تحديد من يملك ماذا، حيث قدمت الكنيسة الكاثوليكية حلاً يتمثل في خط وهمي يقسم الكرة الأرضية إلى نصفين، بحيث يُعطى كل نصف لإمبراطورية.
اقرأ كمان: ابنة سليمان عيد تتحدث عن اللحظات الأخيرة قبل رحيل والدها: “ابتسامته كانت موجودة في الكفن”
في عام 1493، وبعد اكتشاف كريستوفر كولومبوس لأراضٍ جديدة في الغرب، بدأت القوى الأوروبية الكبرى، وعلى رأسها إسبانيا والبرتغال، تسعى لتأكيد حقوقها الاستعمارية.
لكن الصراع بين القوتين الكاثوليكيتين كان يهدد وحدة الكنيسة، مما دفع البابا ألكسندر السادس، الذي كان إسبانيًا، للتدخل لحسم النزاع.
أصدر البابا ما يُعرف بـ”الثور البابوي” عام 1493، وهو مرسوم يقضي بترسيم خط وهمي يمتد من القطب الشمالي إلى الجنوبي، ويقع على بعد حوالي (370 كم) غرب جزر الرأس الأخضر.
وبموجب هذا المرسوم، أصبحت جميع الأراضي المكتشفة غرب هذا الخط من نصيب إسبانيا، بينما تعود الأراضي شرق الخط للبرتغال.
لكن البرتغال، التي كانت حينها قوة بحرية عظمى، لم ترضَ بهذا التوزيع، مما أدى إلى بدء مفاوضات بين البلدين.
وفي عام 1494، توصلت إسبانيا والبرتغال إلى معاهدة تورديسياس، التي نقلت الخط قليلاً إلى الغرب، مانحة البرتغال أراضٍ لم تكن معروفة آنذاك، بما في ذلك الساحل الشرقي لما سيعرف لاحقًا بالبرازيل.
أما نصيب إسبانيا، فقد شمل معظم أمريكا الجنوبية والوسطى، بينما حصلت البرتغال على البرازيل، وهو ما يفسر اليوم لماذا تتحدث البرازيل البرتغالية، بينما تتحدث باقي دول أمريكا الجنوبية الإسبانية.
اقرأ كمان: آخر تحديث: سعر أنبوبة البوتاجاز بعد ارتفاع أسعار البنزين – تعرف على السعر الرسمي الجديد!
ورغم أن المرسوم البابوي لم يذكر أستراليا تحديدًا، إذ لم تكن مكتشفة بعد، فإن هذا الخط شكل سابقة تاريخية لتقسيم النفوذ الاستعماري لاحقًا، بما في ذلك جنوب شرق آسيا وأستراليا، حيث استندت القوى الأوروبية في استكشافها واحتلالها لتلك الأراضي إلى مبررات مشابهة، مثل “التفويض الإلهي” و”حقوق الاكتشاف”.
تعليقات