تفاصيل اتفاقية قناة السويس وموانئ أبوظبي لحق الانتفاع بـ 20 مليون متر مربع لمدة 50 عامًا

تفاصيل اتفاقية قناة السويس وموانئ أبوظبي لحق الانتفاع بـ 20 مليون متر مربع لمدة 50 عامًا

تبلغ المساحة المخصصة 20 مليون متر مربع، مع حق انتفاع يمتد لـ 50 عامًا قابل للتجديد، حيث شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، توقيع اتفاقية لتطوير منطقة بين الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومجموعة موانئ أبوظبي، التي تُعتبر مطورًا عالميًا رائدًا في مجالات التجارة والصناعة والخدمات اللوجستية.

تسعى الاتفاقية، التي تم توقيعها مساء أمس الأحد في القاهرة، إلى تطوير وتشغيل منطقة صناعية ولوجستية متكاملة على مساحة 20 كيلومترًا مربعًا، تقع بالقرب من مدينة بورسعيد، على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ضمن المنطقة الصناعية بشرق بورسعيد، التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

علق الدكتور وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، على توقيع الاتفاقية قائلًا إن «كيزاد شرق بورسعيد» تُعتبر جزءًا من المنطقة الصناعية لشرق بورسعيد، التي تُعد من أبرز المناطق الصناعية المتكاملة في نطاق المنطقة الاقتصادية، نظرًا لقربها من ميناء شرق بورسعيد.

وأوضح جمال الدين، خلال برنامج على قناة ON، أن الاتفاقية بنظام «حق الانتفاع» لمدة 50 عامًا، وستتولى مجموعة موانئ أبوظبي تطوير البنية التحتية للمنطقة وجذب الاستثمارات في قطاعات متنوعة، مستفيدة من المزايا الفريدة التي توفرها المنطقة مثل الحوافز الضريبية المباشرة وغير المباشرة، والاتفاقيات الدولية، بالإضافة إلى إمكانات التصدير من خلال الميناء القريب.

أضاف: «المطور الصناعي، وهو مجموعة، سيقوم بتمويل أعمال البنية التحتية على مراحل داخل المساحة المخصصة والبالغة 20 مليون متر مربع، كما سيتم ربطها بالمرافق الخارجية التابعة للمنطقة الاقتصادية، ثم تجزئة المساحة لصناعات مختلفة تشمل المصانع الكبيرة، والمتوسطة، والصغيرة، بالإضافة إلى خدمات ومصانع جاهزة»

فيما يتعلق بالعائد المالي للحكومة المصرية، أوضح جمال الدين أن الاتفاق ينص على حصول الدولة على نسبة 15% من الإيرادات التي تحققها الشركة من الاستثمارات في هذه المنطقة، أي أن كل إيراد يدخل للشركة من قبل مستثمرين يتم اقتطاع نسبة منه لصالح الدولة المصرية.

حول حجم الاستثمارات المتوقعة، أشار رئيس الهيئة إلى أن المساحة الواسعة البالغة 20 مليون متر مربع تعني استثمارات بمليارات الدولارات، وإن كان من المبكر تحديد رقم دقيق، إلا أنه كشف عن أن تكلفة ترفيق البنية التحتية لمساحة 2.8 مليون متر مربع داخل المنطقة اللوجستية وحدها تتراوح بين 1 إلى 2 مليار دولار، وهي المرحلة الأولى من المشروع.

أكد جمال الدين أن المشروع الجديد يمثل إضافة استراتيجية تدعم سلاسل الإمداد العالمية، وتوفر بيئة استثمارية متطورة، تعزز من موقع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس كمركز عالمي للتجارة واللوجستيات.

من جانبه، وصف الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، المشروع بأنه من أبرز المشروعات الصناعية واللوجستية الطموحة التي يتم تدشينها في مصر، وقال إن المشروع سيكون منصة صناعية تخدم حركة التجارة بين الشرق والغرب.

أكد رئيس الحكومة أن أحد التوجيهات الرئاسية الأساسية كان تحقيق الربط المتكامل بين شرق وغرب قناة السويس من خلال شبكة أنفاق وطرق حديثة، وهو ما تم تحقيقه تدريجيًا ليعزز التكامل في محور قناة السويس، المنطقة الاستراتيجية لمصر والتجارة العالمية.

أشار مدبولي إلى أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس أصبحت نموذجًا ناجحًا للتنمية الدولية بفضل موقعها الجغرافي وبنيتها التحتية واستراتيجيتها الطموحة، وهو ما ساعد على جذب استثمارات ضخمة وتوفير فرص عمل واسعة.

وفي السياق نفسه، صرح الكابتن محمد جمعة الشامسي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي، بأن «منطقة كيزاد شرق بورسعيد تمثل علامة بارزة في مسيرة المجموعة، وتؤكد متانة العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات ومصر».

أشار الشامسي إلى أن هذه الخطوة تتماشى مع رؤية القيادة الإماراتية لتعزيز التوسع الدولي، وتوسيع منظومة الخدمات والحلول التجارية المتكاملة، وأضاف أن «هذا الاستثمار المشترك سيعزز إمكانات قناة السويس ويرفد التجارة بين الشرق والغرب، كما سيدعم النمو الاقتصادي طويل الأمد في مصر».

تفاصيل مشروع «كيزاد شرق بورسعيد»

تم توقيع اتفاقية تطوير «كيزاد شرق بورسعيد» في القاهرة بحضور عدد من كبار المسؤولين من الجانبين المصري والإماراتي، بينهم الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات، ومحمد حسن السويدي، وزير الاستثمار الإماراتي، والفريق المهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، إلى جانب الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء المصري.

وقع الاتفاقية كل من اللواء بحري محمد أحمد محمود، نائب رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس للمنطقة الشمالية، وأحمد المطوع، الرئيس التنفيذي الإقليمي لمجموعة موانئ أبوظبي.

بموجب الاتفاقية، ستقوم مجموعة موانئ أبوظبي بتطوير المنطقة على مراحل، حيث تشمل المرحلة الأولى مساحة 2.8 مليون متر مربع، وستبدأ الأعمال الإنشائية في نهاية عام 2025، وتبلغ الاستثمارات المخصصة لهذه المرحلة نحو 120 مليون دولار تشمل الدراسات الفنية والسوقية وأعمال التشييد الأولية، ومن المنتظر أن تتضمن رصيفًا بطول 1.5 كيلومتر قد يضم مستقبلًا محطة شحن متعددة الأغراض.

كما تم توقيع مذكرات تفاهم مع شركاء محتملين ضمن المشروع، من بينهم شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، ومجموعة حسن علام المصرية، مما يعزز التكامل الصناعي والفرص الاستثمارية المتاحة.

قد يهمك أيضاً :-