
يشهد ملف الإيجارات جدلًا مجتمعيًا وتشريعيًا واسعًا، حيث يؤثر على ملايين المواطنين بين ملاك ومستأجرين، وتتباين مصالحهم ورؤاهم حول مستقبل العلاقة الإيجارية التي تنظمها قوانين قديمة، ومع تزايد المطالب بإعادة التوازن بين الطرفين، أحالت الحكومة إلى مجلس النواب مشروعَي قانون لتنظيم الإيجارات القديمة، مما أثار مناقشات موسعة داخل البرلمان، شملت مشادات ومواقف متنوعة بين النواب، وردود فعل رسمية من الوزراء المعنيين.
يتتبع هذا التقرير التسلسل الزمني لمناقشات البرلمان حول هذا الموضوع، استنادًا إلى جلسات لجنة الإسكان بتاريخ 4 مايو 2025، ويعرض أبرز المداخلات والمشادات، وردود الحكومة، والتحفظات البرلمانية، في محاولة لرصد الصورة الكاملة لهذا الملف الشائك داخل قبة المجلس، مع توثيق دقيق لأبرز ما جاء على لسان النواب والوزراء خلال الجلسات.
مقال مقترح: هبوط أسعار الذهب في مصر: عيار 24 يصل إلى 5429 جنيهًا للشراء في تحديث الساعة 06:20 مساءً.
بداية مناقشة القانون
في يوم الأحد 4 مايو 2025، انطلقت لجنة الإسكان والمرافق العامة في مجلس النواب بأولى جلساتها لمناقشة مشروعي القانون المحالين من الحكومة، واللذين يستهدفان تنظيم العلاقة بين المالك والمستأجر، تمهيدًا لتحرير العلاقة الإيجارية في المستقبل.
دعا رئيس اللجنة، النائب محمد عطية الفيومي، إلى مناقشة موضوعية وهادئة، مشيرًا إلى ضرورة أن تكون هذه الجلسات مثالًا للنقاش التشريعي الرصين بعيدًا عن التوتر.
وفي أول مداخلة حكومية، أكد وزير شؤون المجالس النيابية، المستشار محمود فوزي، أن الحكومة أحالت مشروعًا تشريعيًا وفقًا لحكم المحكمة الدستورية العليا الذي أعاد فتح الملف، مشددًا على أن الحكومة لا تفرض قانونًا بل تضعه للحوار المؤسسي.
ممكن يعجبك: زيادة أسعار الذهب في مصر: عيار 24 يصل إلى 5434 جنيهًا للشراء حسب التحديث الساعة 11:40 مساءً.
خلافات ومشادات: بداية متوترة
سرعان ما تحولت الجلسة إلى ساحة جدل، بعدما طالب النائب ضياء الدين داوود بالحصول على نسخة من مشروع القانون، معتبرًا أنه من غير المنطقي بدء المناقشة دون الاطلاع على النص التشريعي.
هذا الطلب أثار غضب النائب أمين مسعود، أمين سر اللجنة، الذي رد بشكل حاد متهمًا داوود بمحاولة «إفشال الاجتماع»، ليحتدم النقاش بين الطرفين بتبادل عبارات هجومية، قبل أن يتدخل النائب الفيومي لاحتواء الخلاف مؤكدًا أن النص سيكون متاحًا للجميع.
مواقف حادة ورفض للطرح الحكومي
في وقت لاحق، أعرب النائب عن رفضه القاطع لصيغة المشروع، واصفًا إياه بأنه «قنبلة ألقتها الحكومة في حجر البرلمان»، واتهم السلطة التنفيذية بمحاولة تمرير قانون يُفجر الشارع المصري، مؤكدًا أن النواب لن يسمحوا بتمرير نص يُخل بتوازن العلاقة بين المالك والمستأجر.
وأشار بكري إلى أن مشروع القانون يتعامل مع الأزمة بعين واحدة، ويهدد استقرار ملايين الأسر المستأجرة، مطالبًا بإعادة صياغة كاملة تحقق العدالة الاجتماعية وتحترم الواقع المعيشي.
تحفظات قانونية واقتصادية من النواب
من جانبه، وجّه النائب أحمد السجيني، رئيس لجنة الإدارة المحلية، انتقادات للنص المقترح، مؤكدًا أنه يفتقر إلى دراسات اقتصادية واجتماعية تدعم تطبيقه، وأبدى استغرابه من أن المذكرة الإيضاحية المصاحبة لم تتضمن أي بيانات حول الآثار المتوقعة لتطبيق المادة الخامسة التي تنص على إنهاء العلاقة الإيجارية بعد 5 سنوات.
كما تساءل «السجيني» عن الكيفية التي ستتعامل بها الحكومة مع المادة الثامنة التي تنص على توفير «سكن بديل»، دون تحديد آليات أو تمويل واضح لتنفيذ ذلك، واعتبر أن مشروع القانون يحمل صيغًا قانونية مجردة تفتقر إلى الرؤية التنفيذية.
الحكومة: حوار تشريعي في إطار إنساني
المستشار محمود فوزي، وزير شؤون المجالس النيابية، أكد خلال الجلسة أن حكم المحكمة الدستورية العليا الأخير أعاد فتح الباب أمام المشرّع لإعادة تنظيم العلاقة الإيجارية، موضحًا أن القرار الدستوري الخاص بتحديد الأجرة الدورية لا يمنع تعديل العلاقة الإيجارية بما يتوافق مع الدستور.
وأضاف أن الحكومة لا تملي على البرلمان قوانين جاهزة، بل تطرح رؤيتها وتعرض الحقائق أمام النواب، مشددًا على أن ما يحدث هو حوار تشريعي طبيعي يجري وفقًا لأعراف برلمانية مستقرة في أعرق الديمقراطيات.
أما المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، فقد طمأن النواب والمواطنين قائلًا إن الدولة تضع في حسبانها البعد الإنساني والاجتماعي عند تطبيق أي مادة تؤدي إلى إنهاء العلاقة الإيجارية، مؤكدًا أنه «لا أحد سيُترك في الشارع».
وأوضح الشربيني أن الوزارة تُجري تقييمًا لحوالي 2.5 مليون وحدة إيجارية قديمة لتحديد المستحقين للتعويض أو للإخلاء، مع التأكيد على أن الإخلاء سيُمدد للحالات المستحقة، أو يتم توفير سكن بديل قبل تنفيذ أي قرار بالإخلاء.
وأضاف أن فرق عمل حكومية شُكّلت لتطبيق المادة السابعة الخاصة بتوفير البدائل السكنية، فيما ستتم مناقشة المادة الخامسة المتعلقة بإنهاء العلاقة الإيجارية بعد خمس سنوات بطريقة شاملة تشمل جميع وجهات النظر.
وأكد أن تحرير العلاقة الإيجارية لن يتم إلا بعد ضمان توفير بديل مناسب لكل مستأجر متضرر، مشددًا على أن الدولة لن تتنصل من مسؤولياتها الاجتماعية.
مع نهاية الجلسة، بدا واضحًا أن القانون لن يمر بصيغته الحالية، فقد اتفق معظم النواب، بمن فيهم المؤيدون لتحرير العلاقة الإيجارية، على ضرورة إدخال تعديلات جوهرية على المواد محل الجدل، ولاسيما تلك المتعلقة بمدة الإخلاء، وآلية توفير البدائل السكنية، وتعويضات المستحقين.
رئيس اللجنة، النائب محمد عطية الفيومي، تعهّد بأن تأخذ اللجنة وقتها الكافي للاستماع إلى كافة الآراء، وعقد جلسات استماع موسعة تشمل خبراء ومواطنين وجهات تنفيذية، قبل إعداد الصيغة النهائية التي تُعرض على الجلسة العامة للمجلس.
وتستكمل اللجنة، اليوم الإثنين، جلسات الاستماع حول مواد قانون الإيجار القديم.
مشروع قانون الإيجار القديم 2025.
قد يهمك أيضاً :-
- اكتشف لعبة الحبار الجديدة "Squid Game" للأندرويد والآيفون.. حمّلها الآن واستمتع بتجربة مثيرة!
- مؤشرات «التعبئة والإحصاء» حول الإيجار القديم تثير جدلاً واسعاً في لجنة الإسكان بالنواب
- نقابة المهن التمثيلية تودع الفنان الراحل نعيم عيسى بعبارات مؤثرة
- لبنان يستلم فلسطينياً ثانياً من حماس يشتبه في إطلاقه صواريخ على إسرائيل مع تفاصيل جديدة
- احصل على شهادة ميلاد 2025 بسهولة من منزلك عبر الموبايل وبدون عناء
تعليقات