لقاء مميز في حب سيد مكاوي ضمن سلسلة أرواح في المدينة بأوبرا الإسكندرية

لقاء مميز في حب سيد مكاوي ضمن سلسلة أرواح في المدينة بأوبرا الإسكندرية

تستضيف دار الأوبرا المصرية لقاءً ضمن سلسلة «أرواح في المدينة» بعنوان «ليلة الشيخ .. الأرض بتتكلم عربى» يوم الأربعاء 7 مايو، على مسرح سيد درويش «أوبرا الإسكندرية»، ويقدمه الكاتب الصحفى محمود التميمى، في إطار فعاليات مشروع «القاهرة عنوانى».

تأتي هذه الأمسية تكريمًا لمسيرة الشيخ سيد مكاوى، الذي استطاع بأسلوبه الفريد دمج الأصالة مع التجديد، مقدمًا نموذجًا فنياً متميزًا يعكس نبض الشارع المصري وروحه الشعبية الأصيلة، مما نتج عنه أعمال خالدة شكلت وجدان أجيال متعاقبة وأثرت المكتبة الموسيقية العربية.

تُعقد سلسلة «أرواح في المدينة» برعاية وزارة الثقافة، وتهدف إلى توثيق الأحداث والرموز الفنية والثقافية المصرية الهامة، وتسليط الضوء على إسهاماتهم الخالدة، وذلك ضمن مشروع «القاهرة عنوانى» الذي يُقام بالتعاون مع النشاط الثقافي والفكري بدار الأوبرا المصرية.

حياة سيد مكاوي

وُلد شيخ الملحنين سيد مكاوي في حي الناصرية بالسيدة زينب في مايو عام 1928، لأسرة شعبية، فقد بصره في سن الثانية، ولم تتمكن أسرته من توفير العلاج له بسبب ضيق ذات اليد، مما دفعهم لتوجيه نشاطه نحو حفظ القرآن وإتقان الإنشاد الديني.

ساعدته والدته في تطوير موهبته، رغم عدم تعليمها، إلا أنها كانت تتمتع بحس فني وتذوق رفيع، حيث آمنت بموهبته واشترت له أسطوانات لكبار المطربين آنذاك من بائع الروبابيكا، وذلك بسبب الظروف الاجتماعية الصعبة.

مسيرة سيد مكاوي

في بداية الخمسينيات، بدأ سيد مكاوي مسيرته كمطرب في غناء التراث بالموسيقى الشرقية، وفي منتصف الخمسينيات، اعتمدته الإذاعة المصرية كملحن بجانب كونه مطربًا للأغاني الدينية.

ذاع صيته وبدأ اسمه يتردد بين كبار المؤلفين وكتاب الأغاني، حيث قام بتلحين أغنية لعبد المطلب بعنوان (اسأل مرة عليا)، تلتها أغنية (مبروك عليك يا معجباني ياغالي) لشريفة فاضل، لتكون هذه الخطوة علامة فارقة في حياته الفنية.

كان له الفضل في تأسيس فكرة وضع مقدمات غنائية للمسلسلات الإذاعية والتليفزيونية، حيث أسندت إليه هذه المهمة، وقدّم عشرات المقدمات لمسلسلات شهيرة مثل (شنطة حمزة رضا بوند) و(عمارة شطارة).

لحن لكبار المطربين والمطربات في مصر والعالم العربي، حيث قدم للمطربة ليلى مراد لحنًا شهيرًا لأغنية (حكايتنا احنا الاثنين)، وللنجمة شادية لحن أغنية (هوي يا هوي ياللي انت طاير)، ولنجاة الصغيرة (لو بتعزني)، ولصباح (انا هنا يا ابن الحلال).

كان هو أول من وضع اللحن الأساسي لغناء المسحراتي، وعندما تم ترشيحه لهذه المهمة، اشترط أن يغنيها بنفسه، ووافقت الإذاعة على شرطه، ليقرر الاستغناء عن الفرقة الموسيقية ويقدم المسحراتي بـ(الطبلة المميزة)، مما حقق نجاحًا كبيرًا، مما دفع الإذاعة في العام التالي للاستغناء عن جميع الملحنين المشاركين في ألحان المسحراتي، وإسناد العمل كاملاً لسيد مكاوي، ليكون بذلك أول من قام بهذه الطريقة التي تميز بها على مدى نصف قرن.

قصة فقدان بصر سيد مكاوي

ذكرت أميرة سيد مكاوي أن والدها فقد بصره في طفولته بسبب خطأ شائع في ذلك الوقت، حيث وُضع البن في عينيه، مما أدى إلى فقدانه للنظر تمامًا.

وأضافت أميرة في حوارها لبرنامج “سيرة الحبايب” أنه اكتشف حبه للموسيقى وانضم لفرقة صغيرة، وبعدها قدم للإذاعة كمغني وقدم ألحانًا للإذاعة.

وفي 21 من أبريل عام 1997، رحل الفنان والمبدع، صاحب البصمات الخاصة، مكتشف مطربي ومطربات الوطن العربي، شيخ الملحنين سيد مكاوي، عن عمر ناهز الـ70 عامًا، بعد أن ترك لمكتبة الموسيقى العربية كنوزًا ثرية، سواء بأغنيات غناها بصوته أو بتلحينه لأصوات عظماء الغناء العربي.

قد يهمك أيضاً :-