
قال طاهر حلمي، المحامي والرئيس الأسبق للمركز المصري للدراسات الاقتصادية، إن هناك التزامات مالية كبيرة على الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة، تصل إلى 800 مليار دولار، تمثل أصل وأقساط ديون مستحقة، وبالتالي، فإن أحد دوافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض الرسوم الجمركية على العديد من دول العالم هو الحد من العجز التجاري والمالي، مضيفًا أن ما يقوم به من تهديدات وإجراءات حمائية هو محاولة سريعة لتدبير هذا المبلغ، سواء من خلال تقليل الواردات أو تقليص الإنفاق الحكومي الداخلي.
وأوضح حلمي، خلال ندوة نظمها المركز المصري للدراسات الاقتصادية صباح اليوم بعنوان “هل يستطيع ترامب السباحة ضد التيار؟”، أنه يجب علينا فهم شخصية وتوجهات ترامب جيدًا للتعامل معه بفعالية، مشيرًا إلى أن طريقة تفكيره لم تتغير منذ أكثر من 30 عامًا، حتى قبل أن يصبح رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية.
مقال له علاقة: الصادرات المصرية إلى إندونيسيا في 2024: الأسمنت وأربعة سلع رئيسية أخرى
من جانبه، كشف المحلل المالي والمحاضر الدولي عمر الشنيطي، أن السبب الرئيسي وراء دعم عدد كبير من شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة لترامب، رغم أن إجراءاته تسببت في خسائر لها، هو إدراكهم أن ما يميز الولايات المتحدة في مجال التكنولوجيا والخدمات المرتبطة بها، والتي تشكل جزءًا كبيرًا من صادرات واشنطن، بات مهددًا بمنافسة قوية من الصين، حيث بلغت هذه المنافسة ذروتها مع اختراع منصة الذكاء الاصطناعي “ديب سيك” الصينية، بالإضافة إلى الاستغناء عن برامج التشغيل الأمريكية التي حُجبت عن “هواوي”، والنجاح في الاستغناء عن المايكروتشيب المنتج من “إنفيديا”، وإغلاق الباب أمام المنصات الأمريكية في الصين عبر إنشاء “سوبر بلاتفورم” مثل “وى شات” التي تقدم بدائل لكل من جوجل وفيسبوك، مما يدل على أن الصين بدأت تكشر عن أنيابها في هذا المجال الذي ظنت أمريكا أنها تحتكر التفوق فيه.
وأضاف الشنيطي أن رجال الأعمال الأمريكيين الذين دعموا ترامب ليسوا أغبياء ليتقبلوا خسارة 20 أو 30% من أموالهم، لكن يبدو أنهم يدعمون ترامب لأن عدم مساندته في مواجهة الصين يعني خسائر أكبر بكثير لهم، مشيرًا إلى أن خوف ترامب من هبوط سوق السندات كان له تأثير كبير عليه، مما دفعه لبعض التراجع وهبوط الأسهم، لأنه يخشى فشل أي طرح علني مقبل لسندات أمريكية جديدة.
ومن جانبه، قال عبدالحميد ممدوح، مرشح مصر لرئاسة منظمة التجارة العالمية سابقًا، إن أخطر ما حدث في الفترة الماضية هو فقدان الثقة في السياسات الأمريكية ومؤسساتها، التي تراجعت في ظل حكم فرد يصعب التعامل معه، مؤكدًا أن هناك صدمة في العالم أدت إلى بداية استفاقة لدى الدول المنضمة إلى منظمة التجارة العالمية، وعددها 166 دولة، حتى أن 40 دولة منها أصدرت بيانًا مؤخرًا بمناسبة مرور 30 عامًا على تأسيس المنظمة، دعت فيه إلى ضرورة الإبقاء على منظومة التجارة الدولية الراهنة وإنجاز الإصلاحات المعطلة منذ أكثر من 10 سنوات.
مواضيع مشابهة: بعد التراجع الأخير.. أسعار الذهب اليوم الأحد 13 أبريل 2025 في محلات المجوهرات
وتابع ممدوح: في الوقت نفسه، أصدر الاتحاد الأوروبي، الذي يمثل 27 دولة، بيانًا مستقلًا أكد فيه ضرورة حماية منظومة التجارة الدولية التعددية الحالية، مضيفًا أن رد الفعل الدولي لا يزال أقل مما يجب، والرد الوحيد الواضح جاء من الصين، مما يترك مساحة رمادية كبيرة.
ودعا مصر إلى الانضمام إلى الدول التي تسعى لدعم منظمة التجارة العالمية والتمسك بالقوانين الحاكمة للنظام متعدد الأطراف، لأن ذلك يخدم الدول النامية والضعيفة قبل الدول الغنية.
أدار اللقاء الدكتور عبده عبداللطيف، مدير المركز ومدير البحوث به، حيث أكد أن ترامب يسعى لإعادة أمريكا عقودًا إلى الوراء، وأنه كمن يطلق النار على نفسه، مضيفًا أن تصرفات ترامب ستؤدي إلى تضخم شديد في الولايات المتحدة، قد يدفع الجمهور نفسه إلى رفض تلك السياسات.
قد يهمك أيضاً :-
- ترتيب هدافي الدوري المصري 2025 بعد مباراة الزمالك ضد البنك الأهلي
- بيسيرو يؤكد: زيزو يختار ناديه بحرية.. ومشاركته ليست قراري
- مباراة الزمالك وبيراميدز القادمة في الدوري وكأس مصر.. تعرف على موعدها والقنوات الناقلة!
- اكتشف تردد قناة وناسة 2025 على نايل سات وعرب سات واستمتع بأفضل الأغاني على مدار اليوم
- تطورات الشراكة مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار في التخطيط.. إنفوجراف يوضح التفاصيل الرئيسية
تعليقات