آلاف النازحين بسبب عمليات الهدم الواسعة في طولكرم وجنين من قبل إسرائيل

بدأ الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، تنفيذ عمليات هدم واسعة في مخيمي طولكرم ونور شمس شمالي الضفة الغربية المحتلة، حيث قام بهدم 106 مبانٍ فلسطينية ضمن حملة عسكرية متواصلة، مما أدى إلى نزوح آلاف الفلسطينيين من مخيمات طولكرم وجنين، في وقت استمرت فيه عمليات الاقتحام والمداهمات والاعتقالات في مختلف البلدات والمخيمات الفلسطينية
في مخيم نور شمس، شهدت المنطقة عمليات هدم لمنازل متعددة الطوابق في حي المنشية، وفقاً لشهود عيان، حيث واصلت الجرافات العسكرية هدم 15 بناية سكنية في حارة المنشية، مع إصدار إخطارات لهدم 19 بناية أخرى تضم أكثر من 50 وحدة سكنية
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، في وقت سابق، عزمه هدم هذه المباني، حيث وزع خرائط توضح المواقع المستهدفة بعلامات حمراء، وسلم نسخة منها للسلطات الفلسطينية المختصة، وقد دانت وكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة هذه الخطوة، معتبرة أن هدم المنازل يشكل عقاباً جماعياً ويهدد بتشريد آلاف اللاجئين الفلسطينيين شمال الضفة الغربية
من جهة أخرى، واصلت القوات الإسرائيلية عملياتها في مدينة طولكرم ومخيماتها لليوم الـ100 على التوالي، وفي مخيم نور شمس لليوم الـ87، وفي جنين ومخيماتها لليوم 107، وسط نزوح مئات العائلات، ووفقاً لوسائل إعلام فلسطينية، فقد خلف التصعيد الميداني الإسرائيلي أضراراً بشرية ومادية، شملت الممتلكات العامة والخاصة، والبنية التحتية، مما أدى إلى نزوح مئات العائلات من مناطق التوتر، وذكرت مصادر محلية أن مدينة طولكرم شهدت خلال الساعات الماضية تحركات مكثفة لآليات عسكرية ودوريات راجلة في عدد من الشوارع والأحياء، خاصة في محيط دوار الشهيد ثابت ثابت وشوارع الحدادين والعليمي ونابلس وشويكة
في مدينة جنين ومخيمها، تواصل الاقتحامات المتكررة، مع استمرار أعمال التجريف داخل المخيم، وسط إغلاق كامل لمداخله، وتُقدّر بلدية جنين عدد المنازل التي تعرضت للهدم الكامل بنحو 600 منزل، بالإضافة إلى أضرار جزئية في مئات الوحدات الأخرى، مما أدى إلى نزوح أكثر من 22 ألف مواطن من المدينة والمخيم، وفقاً لنفس التقديرات، وذكرت مصادر ميدانية أن القوات الإسرائيلية كثفت من وجودها العسكري في الأحياء المحيطة بالمخيم، وسط استمرار لإطلاق النار وأعمال التفتيش، كما شهدت مناطق جنوب المحافظة عمليات تجريف، إلى جانب اقتحامات في بلدات اليامون ورمانة والسيلة الحارثية
في غضون ذلك، واصلت القوات الإسرائيلية حملة اعتقالاتها، حيث اعتقلت فلسطينيين اثنين من مدينتي نابلس وطولكرم، كما شددت الإجراءات العسكرية على الحواجز والبوابات التي تقيمها عند مداخل القرى والمدن الفلسطينية، وفي بيت لحم، اقتحمت هذه القوات بلدة بيت فجار وتمركزت في منطقة «المثلث»، ونشرت قناصتها على أسطح منازل المواطنين، كما اقتحمت قرية وادي فوكين المجاورة، وشرعت بتسيير دوريات راجلة ومحمولة، ودهمت عدداً من المنازل وفتشتها، قبل أن تغلق المدخل الوحيد للقرية بحاجز عسكري وتمنع دخول غير سكانها (وكالات).

مقال له علاقة: انخفاض طلبات لجوء السوريين في أوروبا إلى أدنى مستوى خلال عشر سنوات