رحيل نجم من رمال الصحراء.. قصة أبو شرعان الفلكي الذي أضاء سماء المعرفة!

رحيل نجم من رمال الصحراء.. قصة أبو شرعان الفلكي الذي أضاء سماء المعرفة!

في زمن يتزايد فيه الصخب والتكنولوجيا، يصبح من النادر أن تجد شخصًا عاش ومات على هذه الأرض، دون أن يغادر خيمته يومًا واحدًا، وهنا يأتي دور أبو شرعان، أو العالم الفلكي ملفي شرعان الحربي، الذي يُعتبر واحدًا من أبرز أبناء الصحراء، حيث حمل علم النجوم في قلبه، وعلم الناس هذا العلم دون الحاجة إلى كتب أو مدارس، بل من خلال التجربة المباشرة والعودة إلى الطبيعة فقط.

وُلد أبو شرعان في عام 1929 في بادية حائل، حيث نشأ وتربى وعاش طوال حياته بين رمال نفود الثويرات، لم يعرف حياة المدن، ولم يتزوج، إذ حمل في قلبه حبًا قديمًا لم يوافق عليه الأهل، فاختار أن يعيش على ذكراه حتى آخر أيامه.

كان شخصية استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فقد تميز في حساب الطوالع، وتحديد فصول السنة، ومواسم المطر والبرد، مما جعله مرجعًا للبادية والمهتمين بعلم الفلك، واستفاد منه الكثير من الباحثين والهواة، وعلى رأسهم الدكتور خالد الزعاق الذي تتلمذ على يديه في صغره.

عاصر أبو شرعان جميع ملوك المملكة، وكان شاهدًا حيًا على تطورها، لكنه ظل مخلصًا لبساطته، مرددًا عبارته الشهيرة “لا سقف أعلى من النجوم”، وعند وفاته في أبريل 2025، شيعه محبوه بكلمات رثاء مؤثرة، مؤكدين أنه كان نجمًا حقيقيًا يهتدي به الناس.

أبو شرعان لم يرحل وحده، بل أخذ معه زمنًا نقيًا من العلم والبساطة، وسيظل حيًا في ذاكرة الوطن.

قد يهمك أيضاً :-