مهرجان كان السينمائي الـ78 يحقق رقمًا قياسيًا في المشاركات ويعزز دعم الأصوات السينمائية الجديدة

تستعد مدينة كان الفرنسية لاستقبال الدورة الـ٧٨ لمهرجان كان السينمائي الدولي في الفترة من ١٣ إلى ٢٤ مايو، وقبل أيام قليلة من بدء المهرجان، الذي يُعتبر واحدًا من أهم خمسة مهرجانات سينمائية عالمية بجانب مهرجان برلين وفينسيا وصندانس وتورنتو، برزت ملامح الدورة الحالية، التي تتضمن العديد من الأعمال المنتظرة والعروض العالمية الأولى.

وفي المؤتمر الصحفي الذي تم فيه الإعلان عن التفاصيل النهائية لدورة عام ٢٠٢٥، كشف تيرى فريمو، مدير مهرجان كان السينمائي، عن استلامهم رقمًا قياسيًا من المشاركات بلغ ٢٩٠٩ أفلام روائية طويلة من ١٥٦ دولة، حيث كانت ٦٨٪ منها من إخراج رجال و٣٢٪ من إخراج نساء، وتم اختيار ٢١ فيلمًا للمسابقة الرسمية و٢٠ فيلمًا في قسم “نظرة ما” بالإضافة إلى عروض أفلام خارج المنافسة الرسمية.

مقال مقترح: اكتشف موعد عرض الحلقة 190 من مسلسل قيامة عثمان 191 Kuruluş Osman وأحداثها المثيرة

كما أعلنت إدارة المهرجان عن أسماء جديدة لأعضاء لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، التي ترأسها النجمة الفرنسية جولييت بينوش، وتضم في عضويتها الممثلة الأمريكية هال بيري، والمخرجة وكاتبة السيناريو الهندية بايال كاباديا، والممثلة الإيطالية ألبا رورواشر، والكاتبة الفرنسية من أصل مغربي ليلى سليماني، والمخرج الكونغولي ديودو حمادي، والمخرج الكوري هونج سانجسو، والمخرج والمنتج المكسيكي كارلوس ريجاداس، والممثل الأمريكي جيريمي سترونج.

■ للمرة الأولى.

تشهد الدورة الـ٧٨ لمهرجان كان السينمائي هذا العام الكثير من العبارات التي تشير إلى “للمرة الأولى”، حيث يفتتح المهرجان بالفيلم الفرنسي Partir un jour “الرحيل يومًا ما”، وهو أول فيلم روائي طويل لمخرجته إيميلي بونان، مما يُعتبر سابقة في تاريخ المهرجان باختيار عمل أول لمخرجة للعرض في أكبر مهرجان سينمائي عالمي، مما يعكس التوجه لدعم التجارب والأصوات السينمائية الجديدة، ويشارك في الفيلم كل من جولييت أرمانيه وباستيان بويون، حيث تدور أحداثه حول سيسيل التي تحقق حلمها بفتح مطعم في باريس، لكنها تضطر للعودة إلى قريتها الصغيرة بعد إصابة والدها بنوبة قلبية، مما يدفعها لاستعادة ذكرياتها ومواجهة العديد من الأسئلة حول مستقبلها.

وفي قسم “نظرة ما”، تشارك النجمة سكارليت جوهانسون بأولى تجاربها الإخراجية من خلال فيلم Eleanor the Great “إليانور العظيمة”، الذي تلعب فيه الممثلة جوان سكويب دور إليانور، السيدة التي تبلغ من العمر ٩٠ عامًا، والتي تجد نفسها مضطرة للانتقال إلى ولاية نيويورك بعد أن قضت سبعين عامًا في فلوريدا، لتبدأ حياة جديدة وتحاول تكوين صداقات، مما يؤدي إلى علاقة غير متوقعة بينها وبين طالب يبلغ من العمر ١٩ عامًا.

أيضًا في قسم “نظرة ما”، تقدم الممثلة كرستين ستيوارت، المعروفة بسلسلة أفلام تويلايت، أولى تجاربها الإخراجية من خلال فيلم The Chronology of Water، الذي يستند إلى مذكرات الكاتبة ليديا يوكنافيتش، حيث تروي فيه تحولها من عالم الرياضة إلى عالم الأدب، مع تناول قضايا الهوية والجنس والتحولات الشخصية.

■ المسابقة الرسمية.

تضم المسابقة الرسمية أيضًا مجموعة من الأفلام المنتظرة، منها فيلم The Phoenician Scheme “المخطط الفينيقي” للمخرج الأمريكي ويس أندرسون، الذي رشحت أفلامه السابقة لثماني جوائز أوسكار، حيث يُعتبر هذا الفيلم العرض الأول عالميًا، ويشارك فيه كل من بنسيو ديل تورو، ميا ثريبلتون، توم هانكس، وسكارليت جوهانسون، وتدور أحداثه في منتصف القرن الماضي حول رجل الأعمال زازا كوردا، الذي يخطط لمشروع ضخم يجذب انتباه رجال الأعمال والإرهابيين، مما يؤدي إلى سلسلة من الأحداث المثيرة والكوميدية.

كما يشارك في المسابقة الرسمية فيلم Eddington، وهو الفيلم الرابع للمخرج الأمريكي إري أستر، المعروف بأفلام الرعب النفسية، ويضم الفيلم في طاقمه كل من خواكين فينكس، إيما ستون، وبيدرو باسكال، حيث تدور أحداثه في الغرب الأمريكي المعاصر خلال فترة انتشار جائحة كورونا، وسط صراعات سياسية تكشف الانقسام الاجتماعي.

من الأفلام المنتظرة أيضًا فيلم “ألفا” Alpha للمخرجة الفرنسية جوليا دوكورنو، التي حصل فيلمها Titane على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان عام ٢٠٢١، وفي فيلمها الثالث ألفا، تقدم قصة مراهقة تبلغ من العمر ١٣ عامًا، تواجه مشكلات مع والدتها بعد أن رسمت وشمًا على ذراعها، مما يكشف عن علاقتهما والأعراف الاجتماعية المتعلقة بالمراهقة والهوية.

يشارك أيضًا في المسابقة الرسمية المخرج الإيراني جعفر بناهى بفيلم It Was Just an Accident “كان مجرد حادث”، الذي يعالج فكرة ترابط الأحداث وكيف يمكن لحادث بسيط أن يؤدي إلى عواقب كبيرة، وكانت آخر مشاركة للمخرج في كان عام ٢٠١٨ بفيلم “Faces٣”، حيث حصل على جائزة أفضل سيناريو.

يشهد المهرجان أيضًا عرض Dossier ١٣٧ للمخرج دومينيك مول، الذي يتناول أحداث عام ٢٠١٨ في باريس خلال احتجاجات السترات الصفراء، حيث يتابع الفيلم من خلال المحققة ستيفاني انتهاكات الشرطة الفرنسية في تعاملها مع المتظاهرين، مما يبرز صعوبة التحقيق في تلك الانتهاكات.

■ مشاركات اللحظة الأخيرة.

انضم إلى قائمة الأفلام في المسابقة الرسمية فيلما Die، My Love للمخرجة ليان رامزى، الذي يجمع بين النجمين جنيفر لورانس وروبرت باتينسون، حيث تدور أحداثه في مزرعة نائية تعيش فيها سيدة تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة، مما يؤثر على علاقتها بزوجها، والفيلم مأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتبة الأرجنتينية أريانا هاروز.

الفيلم الآخر الذي شارك في اللحظات الأخيرة هو Mother and Child للمخرج الإيراني سعيد روستايى، الذي أصبح مشهورًا بعد أن تعرض لحكم قضائي بالحبس بسبب مشاركته في مهرجان كان بفيلم Leila›s Brothers دون تصريح، وفي فيلمه الجديد، يحكي قصة الممرضة والأرملة مهناز، التي تواجه أزمة عندما يُطرد ابنها من المدرسة، مما يدفعها للسعي وراء العدالة متحدية الأعراف الاجتماعية.

مواضيع مشابهة: “فرحها في يوم عيدها” افضل عبارات تهنئة لعيد الأم 2025 قصيرة وطويلة

■ مصر وفلسطين وتونس.

المشاركة العربية في مهرجان هذا العام ستكون في قسم “نظرة ما”، حيث تقدم مصر وتونس فيلمين يناقشان أوضاع المهاجرين، حيث يقدم المخرج مراد مصطفى الفيلم المصري “عائشة لا تستطيع الطيران”، وهي المرة الثانية التي يشارك فيها في المهرجان بعد عرض فيلمه القصير “عيسى” في مسابقة أسبوع النقاد عام ٢٠٢٣، ويعتبر “عائشة لا تستطيع الطيران” عودة مصرية للمهرجان بعد آخر مشاركة رسمية بفيلم “اشتباك” للمخرج محمد دياب عام ٢٠١٦.

يتناول فيلم “عائشة لا تستطيع الطيران” قصة عائشة، المهاجرة الإفريقية التي تعيش في حي عين شمس، حيث تعمل بشكل غير قانوني في رعاية المرضى المسنين، وتتعرض للابتزاز من جانب أفراد عصابة، مما يقودها إلى حالة من التشوش، ويقوم ببطولة الفيلم بوليانا سيمون، زياد ظاظا، وعماد غنيم.

وفي نفس المسابقة، يشارك الفيلم الفلسطيني Once upon a time in Gaza “كان ياما كان في غزة” للمخرجين عرب وطرزان ناصر، حيث تدور أحداث الفيلم في غزة عام ٢٠٠٧ حول يحيى، الطالب الشاب الذي يعقد صداقة مع أسامة، تاجر المخدرات، ويبدآن في بيع المخدرات، بينما يتعاملان مع شرطي فاسد.

وتشارك تونس بفيلم Promised Sky للمخرجة أريج السحيري، الذي يحكي قصة مارى، الصحفية من كوت ديفوار، التي تعيش في تونس وتفتح منزلها لاستقبال النساء المهاجرات، اللواتي يواجهن ظروفًا صعبة، مثل عدم امتلاكهن أوراقًا ثبوتية تسمح لهن بالعمل، ومع تصاعد التوتر بين التونسيين والمهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى، تزداد التحديات التي تواجهها النساء، والفيلم بطولة آيسا مايجا، ديبورا ناني، والممثل التونسي محمد جرايا.