زيارة المستشار الألماني ميرتس إلى فرنسا وبولندا في أول جولة خارجية له

زيارة المستشار الألماني ميرتس إلى فرنسا وبولندا في أول جولة خارجية له

برلين ـ (رويترز).

بدأ المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس يوم الأربعاء أولى رحلاته الخارجية بعد توليه المنصب، حيث زار فرنسا وبولندا، في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات مع اثنتين من أكبر حلفاء ألمانيا، كما يسعى من خلالها لتأكيد عودة بلاده إلى الساحة العالمية رغم التحديات التي واجهته في بداية حكومته.

تأتي هذه الزيارة، التي تم جدولتها مسبقًا، بعد انتخاب ميرتس مستشارًا في الجولة الثانية من تصويت البرلمان، وقد شهدت الجولة الأولى إخفاقًا غير مسبوق، مما يعكس الانقسام داخل ائتلافه الذي يتكون من المحافظين والحزب الديمقراطي الاجتماعي.

رغم ذلك، يعلق حلفاء ألمانيا آمالاً كبيرة على أن يتمكن ميرتس من استعادة زعامة بلاده في أوروبا بعد سنوات من الصراعات الداخلية في الائتلاف الثلاثي الذي قاده المستشار السابق أولاف شولتس، والذي انهار في نوفمبر الماضي.

تولى ميرتس منصبه في وقت تسعى فيه أوروبا جاهدة للتوصل إلى ضمانات أمنية لأوكرانيا في إطار أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع روسيا، بالإضافة إلى التفاوض على اتفاقية تجارية مع الولايات المتحدة بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب فرض رسوم جمركية شاملة.

أشارت يانا بوليرين، رئيسة مكتب المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في برلين، إلى أنه بعد سنوات من المشاحنات الداخلية، تحتاج ألمانيا إلى قيادة قوية تساهم في صياغة السياسة الأوروبية بدلاً من مجرد مراقبتها، وأكدت أن فرص ميرتس في تحقيق ذلك جيدة، حيث يخطط لجعل السياسة الخارجية والأوروبية مركزية في إدارته، مما يجعل المستشارية مركزًا لصنع القرار.

لأول مرة منذ سنوات، سيتولى نفس الحزب إدارة مكتب المستشارية ووزارة الخارجية، ويرغب ميرتس أيضًا في إنشاء مجلس للأمن القومي في مقر المستشارية لتنسيق جميع السياسات الخارجية والتنموية والدفاعية بشكل أفضل.

قال السياسي المحافظ، الذي كان نائبًا في البرلمان الأوروبي بين عامي 1989 و1994 ثم ابتعد عن العمل السياسي ليعمل مستشارًا تجاريًا، إنه يسعى لإصلاح العلاقات مع كبار الحلفاء الأوروبيين.

* ميرتس يلتقي ماكرون

أفاد مسؤولون فرنسيون أن باريس كانت أول عاصمة يزورها ميرتس يوم الأربعاء للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تربطه به علاقة جيدة، وأكد مسؤول فرنسي أن ميرتس لديه معرفة قوية بعالم المال والاقتصاد، مما يجعله قريبًا من ماكرون.

كتب ماكرون على منصة إكس للتواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء أنه يجب على الزعيمين التأكد من أن التعاون الفرنسي الألماني وصنع القرار المشترك أقوى من أي وقت مضى.

سيزور ميرتس بولندا لاحقًا يوم الأربعاء، مما يعكس تزايد أهميتها في السياسة الأوروبية، نظرًا لدورها الرئيسي في دعم أوكرانيا ضد الغزو الروسي المستمر منذ ثلاث سنوات.

قال مصدر حكومي بولندي: آمل في وجود قيادة مشتركة في أوروبا، مشيرًا إلى أن ألمانيا كانت غائبة عن هذه المناقشات في السابق، وأوضح المصدر أن السؤال الرئيسي هو كيف تخطط حكومة ميرتس لزيادة الإنفاق الدفاعي، مشيرًا إلى أنه من المنطقي أن تتعاون الدول الأوروبية في شراء المعدات العسكرية.

صرح ميرتس لقناة (زد.دي.إف) الرسمية يوم الثلاثاء بأنه سيتحدث أيضًا مع ماكرون ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك حول اعتماد سياسة هجرة أوروبية أكثر صرامة، وقد اتفق الائتلاف الحاكم الجديد على رفض طالبي اللجوء عند الحدود البرية لألمانيا بالتنسيق مع جيرانها الأوروبيين.

قد يهمك أيضاً :-