وزير السياحة الإيراني يكشف عن خطط لتنشيط السياحة واستئناف الرحلات الجوية المباشرة مع مصر

أكد وزير السياحة والثقافة الإيراني رضا صالحي أميري أن العلاقات الثنائية بين مصر وإيران دخلت مرحلة جديدة، حيث بدأ هذا التطور بعد اللقاء التاريخي بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الإيراني خلال قمة مجموعة الدول الثمانية، وأشار في حوار مع «بوابة مولانا» إلى أن هناك جهودًا تُبذل لتنشيط السياحة المتبادلة، حيث تستهدف طهران استقبال مليون سائح إيراني في مصر خلال السنوات الخمس المقبلة، كما يتم العمل على استئناف الطيران المباشر بين القاهرة وطهران، وأكد أن السياحة في مصر تتميز بالأهرامات والنيل والمتحف المصري الكبير، مشيدًا بدور مصر في دعم غزة وسعيها لوقف الحرب، موضحًا أن المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن الملف النووي منفصلة عن قضية غزة، وإليكم نص الحوار:

**كيف ترى العلاقات الثنائية بين مصر وإيران؟

مقال له علاقة: «مجلس النواب الأمريكي» يقرّ إجراءات تقيد صلاحيات القضاة

– العلاقات بين مصر وإيران تاريخية، فكلا البلدين يمتلكان حضارة يشهد لها التاريخ، ورغم تقلبات العلاقة بينهما، إلا أن المرحلة الحالية تشهد تطورًا ملحوظًا بفضل حكمة وشجاعة الرئيسين، وبعد زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ولقائه مع الرئيس السيسي، كان اللقاء مثمرًا جدًا، وقد تم البناء عليه في مجالات متعددة، لذا فإن زيارتي للقاهرة تأتي في إطار تعزيز العلاقة بين البلدين، مما يعني أننا دخلنا مرحلة جديدة، وهناك خطوات جادة لتطوير قطاعات متعددة، خاصة السياحة والاقتصاد.

**هل هناك جدول زمني لتنشيط السياحة بين البلدين في ضوء تطور العلاقات؟

– إيران جاهزة وتعمل حاليًا على إعداد مذكرة تفاهم لعرضها على مصر، تشمل جميع الإجراءات المتعلقة بعودة خطوط الطيران المباشر بين القاهرة وطهران، مما يسهل الأمور على السائحين والمستثمرين، وأتوقع أنه بنهاية العام الجاري سنشهد برامج سياحية وعودة الطيران المباشر، وعند عودتي لطهران سألتقي بمندوب من وزارة الخارجية الإيرانية لتحقيق ذلك، كما سنعمل على إنشاء وكالات وشركات سياحية، وقد أعلنّا أن العام الحالي هو عام الاستثمار في الداخل والخارج وفقًا لما أعلنه المرشد الإيراني علي خامنئي.

**لقد شاركتم في اجتماعات وزراء السياحة والثقافة لمجموعة الدول الثماني، هل هناك اقتراحات بشأن وجود «فيزا» مشتركة لهذه الدول، على غرار «شينجل»؟

– بالفعل، قدمت اقتراحًا بإلغاء «التأشيرة» بين دول المجموعة، حيث ألغت إيران التأشيرة لنحو 33 دولة، بما في ذلك مصر، لذا من الضروري العمل على إلغاء التأشيرة بين الدول الأعضاء، مما يوفر نفقات للسائحين والمستثمرين.

مقال له علاقة: السيسي: مصر تمثل حصنًا قويًا ضد محاولات حل القضية الفلسطينية.

**هل هناك جدية للتعامل بالعملات المحلية وخاصة لدول المجموعة ذات العضوية في تكتل «بريكس»؟

– نعم، نحن نعمل على أن يكون التعامل بالعملات المحلية بين دول مجموعة الثماني، على غرار التعاون مع دول تكتل «بريكس»، وطهران مستعدة لتطوير هذه العلاقات في جميع المجالات الاقتصادية والصناعية والسياحة العلاجية.

**برأيك ما هي الوجهة المفضلة للسائح الإيراني ورؤيتك للسائح المصري؟

– بالنسبة للسائح الإيراني، فإن الوجهات المفضلة تشمل الأهرامات والنيل والمتحف المصري الكبير، الذي يُعتبر كنزًا لا يُضاهى، مما سيعزز من جذب السياح إلى مصر، بالإضافة إلى شرم الشيخ والغردقة، والسياحة الدينية التي تشمل مساجد آل البيت، وقد اتفقت مع وزير السياحة المصري شريف فتحي على إعداد مذكرة تفاهم للعمل وفق الرؤية القانونية والإيرانية، ودعوته لزيارة طهران في يوليو المقبل، وأعتقد أنه إذا كانت مصر تمتلك حضارة فرعونية عريقة، فإن إيران لديها العديد من الوجهات السياحية في مدن مثل أصفهان وخراسان، ونسعى لاستقبال نحو مليون سائح إيراني خلال السنوات الخمس المقبلة، بما يعادل 200 ألف سائح سنويًا.

**ما هو انطباعك عن مصر؟

– مصر تمتلك العديد من المدن الصناعية والسياحية الجديدة، ولديها بنية تحتية وطرق تؤهلها لتكون في مقدمة الدول السياحية في العالم، وذلك بفضل الجهود التي بذلها الرئيس عبدالفتاح السيسي، كما أن الشعب المصري عظيم وحضارته عريقة، ولديه تاريخ يحتفي به ومجتمع متماسك.

**ما هي مقومات السياحة في إيران؟

– لدينا نحو 43 ألف أثر تاريخي، و6 آلاف شركة سياحية، و15 ألف مرشد سياحي، و455 ألف سرير سياحي، وتعمل الحكومة على مضاعفة العدد من خلال بناء أكثر من 500 فندق جديد، كما تم تسجيل نحو 300 وجبة طعام لدى منظمة اليونسكو، ولدينا 800 موقع أثري تم تحويله إلى مزارات سياحية، وإذا كنا نستقبل نحو 7.5 مليون سائح سنويًا، فإن لدينا خطة لزيادة العدد إلى نحو 12 مليون سائح، وكل الإمكانيات متاحة من قبل الدولة الإيرانية لدعم الاستثمار وتنفيذ خطط مبتكرة.

**هل هناك خطة أو برامج سياحية ثلاثية أو رباعية؟

– مصر تمثل الأولوية لنا في مجال السياحة في المنطقة العربية، تليها آسيا الوسطى وبلاد القوقاز، وكذلك العراق والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى روسيا والصين.

**برأيك، ألا تؤثر الحروب في المنطقة على السياحة؟

– نعم، هذا صحيح، لذا فإن مصر وإيران تتفقان على ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والهجمات على اليمن ولبنان وسوريا، وإذا توقفت هذه الحروب، ستؤثر إيجابيًا على الاقتصاد، فالسياحة تتأثر بالأمن والاستقرار، كما تتأثر بسلامة البنية التحتية.

**كيف ترى جهود مصر لوقف الحرب على غزة؟

– لمصر دور كبير في العمل على وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، فهي تحمل على عاتقها القضية الفلسطينية، ومنذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب، لم تهدأ القاهرة في ممارسة الضغوط والمفاوضات لوقف الحرب، فهي تعتبر خط الدفاع الأول عن أبناء غزة، كما أن إيران تُقدّر دور مصر ومساندتها للمظلومين في فلسطين، سواء في المحافل الدولية أو من خلال تقديم المساعدات، فمصر هي الضامنة للاستقرار والأمن والسلام الإقليمي والعالمي.

**وماذا عن المقاومة في غزة واليمن ولبنان؟

– المقاومة في غزة واليمن ولبنان تقدم أروع الأمثلة في الدفاع عن أوطانهم وتراب بلادهم، كما يثأرون للدم المسال جراء غطرسة الاحتلال الصهيوني، الذي استباح كل شيء، ولا يردعه سوى المقاومة التي تلقنه دروسًا متكررة، حتى وإن كان الثمن هو الأرواح الطاهرة، لكنها السبيل الوحيد لتحرير الأراضي، كما أن الدم الفلسطيني والعربي والإسلامي لن يذهب سُدى، بل سيكون له ثمن، فالمقاومة ثقافة شعوب.

**هل تعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية تساوم إيران في الملف النووي باستخدام ورقة الضغط على المقاومة؟

– أولاً، إيران لن تدخر جهدًا في مساعدة أي مقاوم يسعى لاستعادة كل شبر من أراضيه أو الحفاظ عليها، وبالتالي طهران لن تتوانى عن دعم المقاومة، فهي لا تتعامل معها كتجارة كما تفعل الولايات المتحدة في ملفات عديدة، فإيران تقف مع المقاومة وتدعمها، ولكن المفاوضات مع واشنطن حول الملف النووي الإيراني بعيدة عن المساومة أو رفع اليد عن دعم المقاومة في أي بلد، وفي المفاوضات هدفنا هو رفع العقوبات الأمريكية، مع التأكيد أن طهران ليس لديها خطة للوصول إلى القنبلة النووية، وأعتقد أن المؤشرات حول التفاوض إيجابية.