علاقات مصر وفرنسا تتوسع نحو آفاق جديدة من التعاون السياسي وفقًا لكامل الوزير

علاقات مصر وفرنسا تتوسع نحو آفاق جديدة من التعاون السياسي وفقًا لكامل الوزير

أكد المهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، أن العلاقات المصرية الفرنسية تتجاوز مجالات التعاون السياسي والتنسيق المشترك، حيث تشمل التعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري والثقافي، مما يعكس عمق هذه العلاقات وتنوعها.

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها الوزير اليوم الخميس، في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الاقتصادي الإقليمي الذي تنظمه فرنسا تحت عنوان “من المغرب العربي إلى بلاد الشام عبر الخليج” بالقاهرة، وذلك برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ورحب الوزير بالمشاركين في المنتدى الاقتصادي الإقليمي الهام، والذي يركز على تعزيز التعاون بين مصر وفرنسا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط، بهدف توفير منصة تفاعلية لشركات القطاع الخاص وتبادل الآراء حول القضايا التنموية المهمة.

وشدد الوزير على أن العلاقات بين مصر وفرنسا تمثل نموذجًا حيًا للتعاون المثمر بين الدول، مشيرًا إلى الزيارة الرسمية رفيعة المستوى التي قام بها الرئيس الفرنسي الشهر الماضي إلى مصر، والتي تجسد مسيرة طويلة من التعاون الثنائي، حيث تم الإعلان خلالها عن رفع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وهو ما يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون وفتح آفاق جديدة تخدم مصالح البلدين وطموحات الشعبين الصديقين.

وأوضح الوزير أن وزارة النقل تتبنى سياسات تحفيزية لجذب المزيد من الاستثمارات، والعمل على خلق بيئة أكثر جذبًا للاستثمارات العالمية، وخاصة الفرنسية، مما يسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لتسريع تنفيذ خطة التنمية وتوفير العملة الصعبة.

وأضاف الوزير أن التركيز حاليًا ينصب على استغلال البنية التحتية وكفاءة استخدام الطاقة، مع العمل على خفض الكربون والاستدامة، لتعظيم دور مصر كمركز إقليمي للنقل واللوجستيات، استنادًا إلى موقعها الجغرافي المتميز وبنيتها التحتية المتطورة، مما يؤهلها لتكون مركزًا لسلاسل الإمداد الإقليمية والدولية.

وأشار الوزير إلى أن مصر ترحب بمزيد من مشاركة الشركات الفرنسية في تنفيذ هذه الاستراتيجية، بما يعود بالنفع على الجانبين، في إطار العلاقات المتميزة بين البلدين، مؤكدًا حرص مصر على تعزيز التعاون مع الجانب الفرنسي في مجالات متعددة، خاصة الطاقة والتحول الأخضر والبنية التحتية والنقل والصحة، مع الإشارة إلى الفرص الواعدة للاستثمارات الفرنسية في السوق المصري.

وأضاف أن الحكومة أقرت العديد من الحوافز الاستثمارية للقطاعات المستهدفة، والتي تحظى باهتمام المستثمرين، وذلك في إطار موقع مصر الاستراتيجي وقوتها العاملة الشابة وبنيتها التحتية المتقدمة، وما تقدمه من فرص واعدة لشركات في مجالات متنوعة، خاصة الطاقة المتجددة والنقل والمنسوجات وتكنولوجيا المعلومات وصناعة السيارات والأدوية وتصنيع الغذاء، مشيرًا إلى الإصلاحات التي قامت بها الحكومة المصرية.

كما أشار الوزير إلى أن مصر ترتبط بعلاقات استراتيجية قوية مع الشركات الفرنسية في جميع القطاعات، بما في ذلك النقل البحري والبري والسكك الحديدية، مؤكدًا أن فرنسا هي أول داعم لمصر في تنفيذ شبكة مترو الأنفاق.

من جانبه، استعرض وزير المالية أحمد كوجك الطفرة الكبيرة التي يشهدها القطاع الخاص في مصر، والذي يسهم بحوالي 60 بالمائة من إجمالي الاستثمارات، كما سلط الضوء على النمو الكبير الذي يشهده قطاع الطاقة في مصر، موضحًا الإصلاحات التي قامت بها مصر وخفض معدلات التضخم من 37 بالمائة إلى 24 بالمائة.

وقال كوجك إننا نسعى للتكيف والصمود لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، خاصة مع التداعيات المترتبة على ذلك، بما في ذلك عائدات قناة السويس، مشيرًا إلى الإصلاح الجاري في القطاع الضريبي.

من جانبه، أكد سفير فرنسا لدى مصر “إيريك شوفالييه” على أهمية المنتدى، الذي يسلط الضوء على تميز العلاقات المصرية الفرنسية، خاصة بعد زيارة الرئيس ماكرون الأخيرة إلى القاهرة، والتي رافقه خلالها وفد يضم سبعة وزراء، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة التاريخية احتفت بالصداقة التاريخية بين البلدين.

كما أكد السفير أهمية اختيار القاهرة لاستضافة المنتدى الاقتصادي الإقليمي، مضيفًا أننا يمكننا أن ننطلق من مصر “ملتقى الجغرافيا”.

بدوره، أعرب لوزرفك يويي، ممثل التجارة الخارجية بوزارة الخارجية الفرنسية، عن سعادته بالمشاركة في المنتدى الذي يعقد في “أم الدنيا”، مشيرًا إلى العلاقات المتميزة بين البلدين.

وقال إن المنتدى يعقد في سياق تغييرات كبيرة يشهدها العالم، ولا سيما في ضوء الأزمة في أوكرانيا والحرب في قطاع غزة، وما تفرضه من تداعيات على الاقتصاد العالمي.

ووصفت صوفى سيدو فيكا، رئيس رابطة مستشاري التجارة الخارجية الفرنسية، مصر وفرنسا بأنهما “شركاء تاريخيين”، موضحة أن المنتدى، الذي يعد الأول من نوعه، يعقد بتوجيهات من الرئيس الفرنسي.

قد يهمك أيضاً :-