كيف أثارت كلمات الشرع ردود فعل العرب والفرنسيين حول خلفيته الإرهابية؟

رغم تأكيد الرئيس السوري، أحمد الشرع، على تخلصه من رداء الجماعات الجهادية، مشيرًا إلى أنها كانت مجرد مرحلة عابرة، أكد أنه يسعى لتطبيق المبدأ المؤسسي في سوريا، لكن صحفيًا فاجأه بسؤاله حول شخصيته السابقة، مما أثار تفاعلًا واسعًا بين الفرنسيين والعرب على وسائل التواصل الاجتماعي «السوشيال ميديا».

خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قال أحد الصحفيين للشرع: «الفرنسيون اليوم لا يثقون بكم باعتباركم قائد جماعة متطرفة سابق»، مشيرًا إلى العلاقة بين ذلك وهجمات إرهابية شهدتها فرنسا، حيث نفى الشرع أي علاقة له بأي هجمات إرهابية سواء في الخارج أو داخل الأراضي السورية.

شوف كمان: لندن تطالب إسرائيل بإنهاء “الهجمات المرفوضة” على المستشفيات في غزة

رد الرئيس السوري

جاء رد الرئيس السوري على سؤال الصحفي كالتالي: «نحن نتضامن مع كل ضحية سقطت نتيجة الإرهاب، وسوريا هي الأكثر تعرضًا للإرهاب، حيث شهدت قصفًا بالبراميل الكيماوية، واستنشاق الكثير من الأسلحة الكيماوية، وغرق العديد منهم في البحر أثناء رحلتهم إلى أوروبا هربًا من الإرهاب الذي عانوا منه من قبل النظام المجرم».

كما نفى الشرع أي علاقة له بأية هجمات وقعت في أوروبا أو أي هجوم خارج الأراضي السورية، مؤكدًا أن المواجهة كانت مقتصرة فقط على مواجهة نظام الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، حيث أشار إلى أن العمليات ضد ذلك النظام كانت تتم بدقة لتجنب سقوط أي مدني أثناء القتال.

وأكد أن المعركة الأخيرة التي أدت للإطاحة ببشار الأسد غلبت عليها حالة العفو والمسامحة، مما جعل الشعب السوري يشعر بالأمان، مشددًا على أنه لم يتم استهداف القرى أو البلدات، على عكس ما كان يفعله «النظام المجرم».

تباين بين الفرنسيين حول الواقعة

تفاعل رواد التواصل الاجتماعي مع الحدث، حيث نشر حساب «باستيون- Bastion» المقطع، ليعلق عدة حسابات فرنسية، حيث هاجم حساب «ليون لوف» سؤال الصحفي قائلًا: «الحثالة الفاشية، التي تهاجم الآخرين دائمًا عندما تختفي المشاكل الحقيقية، ودائمًا ما تتملق القتلة الحقيقيين المسؤولين عن مقتل 100 ضعف عدد القتلى وآلاف الضحايا في بلدنا».

La raclure facho، toujours à s’en prendre aux autres alors que les vrais problèmes، balek. Et toujours à lécher le cul des vrais assassins qui sont responsables de 100 fois plus de morts et des milliers de fois de victimes dans notre pays.

— LéonLeOuf (@Leon1erditLeOuf).

من جانبه، عبر «إم دي- جي أويدان» عن استغرابه من رد الرئيس السوري وهو ينظر إلى ورق، قائلًا: «هل أنا الوحيد الذي يجد أنه من الغريب أن تكون إجابات السؤال مكتوبة بالفعل؟ يبدو أن الرد دون قراءة الملاحظات ليس خيارًا، لكن لا يهم، لقد تاب».

Il était membre d’Al Quaida. Fin de la blague.

— Bucheron24k (@bucheron24k).

فيما هاجم آخرون الشرع، حيث قال حساب «كيلر وورد إكس تي»: «فرنسا تنحني أمام الجهادي، يا للعار!🤦🏽»، بينما سخر «بوتشرون24ك» من الزيارة، قائلًا: «كان عضوًا في تنظيم القاعدة، نهاية النكتة».

🚨💬🇫🇷 𝗔𝗟𝗘𝗥𝗧𝗘 𝗜𝗡𝗙𝗢 — Un journaliste interpelle Ahmed al-Charaa sur les attentats terroristes en France. Voici sa réponse :

👉 «La Syrie a été la plus grande victime du terrorisme […] nous n’avons rien à voir avec le terrorisme qui a touché la France» (Élysée).

— Bastion (@bastionmediaoff).

إلى ذلك، أشادت عدة حسابات عربية برد الرئيس السوري، حيث وصف «جهاد بن محمد Jihad Mohammed» الرد بأنه «ضربات دقيقة»، مضيفًا: «الشرع يسلخ أم الأسئلة»، بينما أعربت «د.سيلين» عن استنكارها للسؤال، ممتدحة رد الرئيس السوري، قائلة: «كالعادة الشرع عرف كيف يرد عليها وبيضها».

رد الرئيس أحمد الشرع: ضربات دقيقة من الشرع أثناء نقاش دار مع ماكرون

من نفس التصنيف: الأمير هاري يعبر عن إحباطه الشديد ويكشف عن صعوبة إحضار عائلته بأمان إلى بريطانيا

الشرع يسلخ أم الأسئلة 🔥.

— جهاد بن محمد Jihad Mohammed (@AbwJhad84747).

وأمس الأربعاء، وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى باريس، في أول زيارة رسمية له إلى أوروبا، للقاء نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.

انضمام الشرع إلى الجماعات الجهادية

بحسب تقارير إعلامية، فقد بدأ الشرع مسيرته نحو الجماعات المتشددة مع الغزو الأمريكي للعراق في 2003، حيث اختار لنفسه اسم «أبومحمد الجولاني»، منضما لتنظيم القاعدة الذي كان يتزعمه آنذاك، أسامة بن لادن، حيث تدرج وتقرب الشرع من قيادات التنظيم، ليصبح مقربًا من أبومصعب الزرقاوي أحد قادة التنظيم في العراق، ثم تعاون مع أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم داعش السابق، لتقع خلافات أدت إلى إعلان ولائه لأيمن الظواهري خليفة أسامة بن لادن في قيادة القاعدة.

ويشار إلى أن جميع قيادات الجماعات الجهادية الذين سبق ذكرهم، تم تصفيتهم من قبل الجيش الأمريكي في أوقات متفاوتة.