خسائر اليمن تصل إلى 2 مليار دولار يوميًا بسبب عبث الحوثيين

خسائر اليمن تصل إلى 2 مليار دولار يوميًا بسبب عبث الحوثيين

تتسبب أعمال الحوثيين في خسارة اليمن لأكثر من 2 مليار دولار كل 24 ساعة، نتيجة الاستخدام المزدوج للمنشآت المدنية لأغراض اقتصادية وعسكرية، مما يزيد من معاناة الشعب اليمني.

من أبرز هذه المنشآت ميناء رأس عيسى، الذي استغله الحوثيون للحصول على النفط الإيراني المجاني، الذي يُقدّر بنحو 30 مليون دولار شهريًا، مما دفع الولايات المتحدة إلى تدميره بالكامل في 17 أبريل/نيسان الماضي، مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا، ولم تتوقف ميليشيات الحوثي عند هذا الحد، بل عرضت المنشآت الحيوية مثل ميناء الحديدة ومطار صنعاء للتدمير الشامل تحت وطأة القصف الإسرائيلي، ردًا على “حفرة” أحدثها صاروخ حوثي بالقرب من مطار بن غوريون، وفقًا لما ذكره اليمنيون.

تسلط “العين الإخبارية” الضوء على تكلفة البناء من التأسيس إلى التدمير لأبرز المنشآت التي قصفتها الولايات المتحدة وإسرائيل، بهدف منع الحوثيين من استغلالها عسكريًا واقتصاديًا لتمويل حربهم.

ميناء رأس عيسى

تأسس ميناء رأس عيسى في عام 1985، وفي 9 ديسمبر/كانون الأول 1987، دُشّن مشروع أنبوب تصدير النفط عبر البحر الأحمر، حيث صدرت أول شحنة من النفط اليمني إلى الخارج، وقد بلغت تكلفة مشروع البناء للميناء نحو 294 مليون دولار، بقدرة استيعابية تصل إلى 200 ألف برميل يوميًا، وعمق طبيعي يبلغ 40 مترًا، مما أهله لاستقبال سفن نفطية عملاقة.

في عام 2014، استكمل بناء 24 خزانا للنفط في ميناء رأس عيسى، وبلغت طاقته التخزينية نحو 3 ملايين برميل تقريبًا، بينما كان يستقبل سنويًا نحو مليوني طن من المواد النفطية الخام، واستغلت مليشيات الحوثي هذا الميناء منذ عام 2016 لاستقبال الوقود الإيراني المجاني، مما يقدر بـ30 مليون دولار شهريًا، بالإضافة إلى جني نحو 790 مليون دولار أمريكي سنويًا من الرسوم الجمركية والضرائب على مستوردي الوقود، وفقًا للتقديرات.

بين أبريل/نيسان الماضي ومايو/أيار الجاري، قصفت الولايات المتحدة الميناء بنحو 30 غارة جوية، مما دمر منظومة التفريغ بالكامل وخزانات الوقود، وأخرجه عن الخدمة تمامًا.

ميناء الحديدة

بدأ بناء ميناء الحديدة في خمسينيات القرن الـ19، ودخل العمل خلال الفترة من 1958 إلى 1961 بعد مشروع قدمه الاتحاد السوفيتي سابقًا بقرض بلغ حينها 15 مليون ريال يمني، شمل تشييد 3 أرصفة بطول 410 أمتار فقط، وتلا ذلك مراحل تطور متلاحقة لاستكمال البنية التحتية للميناء، ليصل عدد الأرصفة إلى 8، وبقدرة تصميمية قصوى تبلغ 9 ملايين طن على مساحة إجمالية تبلغ 33170 كيلومترًا مربعًا.

تعرض الميناء لقصف إسرائيلي متكرر، كان آخرها في 5 مايو/أيار الجاري، عندما أسقطت الطائرات الحربية 6 قنابل شديدة الانفجار على أرصفة الميناء، مما أخرجه عن الخدمة تمامًا ودمر بنيته الأساسية، وفقًا لوزارة النقل في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، فإن ميناء الحديدة يحتاج حاليًا إلى ما لا يقل عن 700 مليون دولار لإعادة ترميمه بعد الضربات الإسرائيلية المدمرة.

مطار صنعاء

تأسس مطار صنعاء في عام 1971 كمحطة ركاب صغيرة، قبل أن يتحول إلى شريان رئيسي لليمنيين من مختلف المحافظات، وقد تعرض بشكل متكرر منذ عام 2015 للقصف بسبب استغلاله العسكري من قبل الحوثيين، وفي 5 مايو/أيار الجاري، استيقظ اليمنيون على دمار شامل للمطار ومرافقه الحيوية، وحتى الطائرات المدنية التابعة للخطوط الجوية اليمنية.

وفقًا للتقديرات، فقد بلغت الخسائر الأولية التي لحقت بمطار صنعاء الدولي حوالي 500 مليون دولار إثر القصف الإسرائيلي، بالإضافة لطائرتين لليمنية تُقدران بـ125 مليون دولار.

مصنع إسمنت باجل

بلغت تكلفة إنشاء مصنع إسمنت باجل عند انطلاقه 113 مليون دولار، وافتتح في عام 2007 في عهد الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح، ووصل إنتاجه لنحو مليون طن سنويًا، وكان يشغل مئات العاملين، وتعرض المصنع في 5 مايو/أيار الجاري لنحو 4 غارات إسرائيلية مباشرة، طالت خزانات الوقود ومرافق المصنع، مما دمره بالكامل وأخرجه عن الخدمة، وظلت الحرائق تشتعل فيه لأيام.

مصنع إسمنت عمران

تأسس مصنع إسمنت عمران عام 1983، بتكلفة بلغت قرابة 180 مليون دولار أمريكي، وكان ينتج مليون ونصف طن سنويًا، ويشغل أكثر من 600 عامل، بالإضافة لتشغيل غير مباشر لـ14 ألف يمني، وتعرض المصنع لقصف إسرائيلي مكثف في 6 مايو/أيار بسلسلة من الغارات المدمرة، والتي أدت لصعود كتلة من النار إلى السماء، ودُمرت معظم مرافقه الحيوية.

محطتا حزيز وذهبان

تأسست محطة ذهبان في صنعاء عام 1979 بقدرة 18 ميغاواط، فيما انطلقت محطة حزيز عام 2003، إذ بلغت التكلفة التقديرية لإنشاء المحطتين في المرحلة الأولى نحو 150 مليون دولار، وسعت المحطتان لاحقًا، حيث كانت تنتجان ما قيمته 20 إلى 60 مليون دولار من الطاقة، وقد بلغت الخسارة في محطة حزيز نحو 65 مليونًا و870 ألف دولار، ومحطة ذهبان نحو 146 مليونًا و200 ألف دولار، وفقًا للتقديرات الأولية.

تعرضت محطتا حزيز وذهبان، إلى جانب محطة توزيع كهرباء عصر، ومحولات الكهرباء في علمان بصنعاء، لغارات إسرائيلية في 6 مايو/أيار الجاري، مما أدخل العاصمة في ظلام دامس بعد تدمير هذه المحطات المركزية.

قد يهمك أيضاً :-