مباحثات الرئيسين الروسي والصيني حول مواجهة الهيمنة الغربية

موسكو-أ ف ب.

اقرأ كمان: بوتين: روسيا تواجه عجزاً في الأسلحة بالرغم من ارتفاع معدل الإنتاج

خلال لقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ دعمه لروسيا في مواجهة الغرب «المتسلط»، وذلك في وقت اتهمت فيه كييف موسكو بانتهاك الهدنة التي أعلنها بوتين لمدة ثلاثة أيام.

من المتوقع أن يصل نحو عشرين زعيماً أجنبياً إلى موسكو يوم الجمعة، لحضور العرض العسكري الضخم الذي ينظمه الكرملين في الساحة الحمراء، بمناسبة الذكرى الثمانين للانتصار على ألمانيا النازية، وهو حدث يعتبر جزءًا أساسيًا من السردية الوطنية التي يروج لها فلاديمير بوتين، الذي غالبًا ما يشير إلى أوجه التشابه التاريخية مع الهجوم الواسع النطاق الذي يشنه على أوكرانيا منذ عام 2022.

في هذا السياق، استقبل بوتين نظيره الصيني في الكرملين صباح الخميس، بعد وصوله إلى موسكو يوم الأربعاء في زيارة تستمر ثلاثة أيام، حيث حرص الرئيسان على تأكيد شراكتهما في مواجهة الغرب والولايات المتحدة بشكل خاص.

ندد الرئيس الصيني بـ«الميل» الغربي نحو «الأحادية» و«التسلط القائم على الهيمنة»، في ظل الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ضد بكين، وأشاد شي بتعزيز الثقة بين بكين وموسكو.

أكد فلاديمير بوتين أن الدولتين تعملان على تطوير علاقاتهما «لصالح شعبي البلدين وليس ضد أي كان»، مشددًا على ضرورة الدفاع عن «الحقيقة التاريخية» المتعلقة بالحرب العالمية الثانية، متهمًا الدول الغربية بمحاولة تشويهها.

هجمات بمسيّرات

سيشارك جنود من الصين ومن عشرات الدول الأخرى في العرض العسكري في موسكو يوم الجمعة، رغم تحذيرات كييف بأن ذلك يمثل «دعماً للدولة المعتدية».

من المقرر أن تتناول المحادثات الثنائية بين بوتين وشي الحرب في أوكرانيا، وفقًا للكرملين.

بينما يبدو أن الجهود الرامية إلى وقف الأعمال القتالية التي دفع باتجاهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وصلت إلى طريق مسدود.

تحت الضغط الأمريكي، تشدد أوكرانيا على ضرورة وقف غير مشروط لإطلاق النار لمدة ثلاثين يومًا قبل إجراء أي محادثات مع روسيا، لكن فلاديمير بوتين يرفض ذلك، مؤكدًا أهمية الحصول على التزامات ملموسة من كييف قبل أي وقف شامل للمواجهات.

استمرت الدولتان في تبادل القصف خلال الأيام الأخيرة، وفي روسيا، تم إلغاء أو تأجيل مئات الرحلات الجوية منذ الثلاثاء، بسبب هجمات بطائرات مسيّرة أوكرانية، وأكد الكرملين اتخاذ «جميع الإجراءات اللازمة» لضمان سلامة الاحتفالات، بما في ذلك تقييد الوصول إلى الإنترنت.

من نفس التصنيف: بوتين يشارك رؤيته حول اختيار خليفته المستقبلي

من جانبه، انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاحتفالات الضخمة في موسكو، مؤكدًا أنها ستكون «استعراضًا للوقاحة» و«الأكاذيب».

«مهزلة»

رغم إعلان الرئيس الروسي عن هدنة لمدة ثلاثة أيام، أفادت القوات الجوية الأوكرانية بتعرض منطقة سومي في شمال البلاد لغارات جوية صباح الخميس.

أشار أندريه كوفالينكو، المتحدث باسم مركز مكافحة التضليل التابع للحكومة الأوكرانية، إلى أن وقف إطلاق النار المؤقت لم يُحترم على «خط المواجهة في الشرق ومنطقة خاركيف».

لاحقًا، اتهمت كييف روسيا بمهاجمة الأراضي الأوكرانية «على طول خط المواجهة»، واصفة الهدنة بأنها «مهزلة».

قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا عبر منصة «إكس»: «وفقًا لبياناتنا العسكرية، ورغم تصريحات بوتين، تواصل القوات الروسية الهجوم على طول خط المواجهة».

واتهم روسيا بـ«ارتكاب 734 انتهاكًا لوقف إطلاق النار» وشنّ 63 محاولة هجوم منذ منتصف الليل.

أكد الجيش الروسي أنه «يحترم بشكل صارم» وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أنه «يرد» على الهجمات الأوكرانية التي تنتهك الهدنة.

أفادت وزارة الدفاع عبر تطبيق «تيليغرام» بأن القوات الروسية لا تنفذ أي ضربات جوية أو صاروخية أو مدفعية أو بمسيّرات، مضيفة أن «القوات المسلحة الروسية ترد بشكل متناسب على انتهاكات وقف إطلاق النار من قبل القوات المسلحة الأوكرانية».

كان بوتين قد أعلن وقف إطلاق نار قصير الأمد من جانب واحد خلال عطلة عيد الفصح في نيسان/ إبريل، مما أدى إلى تراجع حدة الاشتباكات، رغم أن أيًا من الجانبين لم يلتزم به بشكل كامل.