إسرائيل تزيد تصعيدها العسكري في غزة ومعارك شرسة تشتعل في رفح

إسرائيل تزيد تصعيدها العسكري في غزة ومعارك شرسة تشتعل في رفح

في تصعيد جديد، وسعت إسرائيل، يوم أمس الخميس، حرب الإبادة على قطاع غزة، مما أسفر عن مئات القتلى والجرحى من الفلسطينيين، بينما اندلعت معارك عنيفة بين المقاتلين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في رفح، في وقت تفاقم فيه الوضع الإنساني بسبب إغلاق العديد من المطابخ الخيرية نتيجة نفاد الإمدادات، وقد أدان الصليب الأحمر الحصار الإسرائيلي على القطاع، واصفاً إياه بأنه «غير مقبول»
تستمر إسرائيل في حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في قطاع غزة لليوم 580 على التوالي، حيث تُرتكب المجازر وجرائم الحرب بحق المدنيين، وذكرت وزارة الصحة في غزة أن عدد الضحايا الذين وصلوا إلى المستشفيات خلال يوم واحد بلغ 106 قتلى، بينهم شخص انتُشل من تحت الأنقاض، بالإضافة إلى 367 مصاباً جديداً، وأعلنت الوزارة أن «حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 52760 قتيلاً و119264 مصاباً منذ السابع من أكتوبر 2023»، موضحة أن «عدد الضحايا والإصابات منذ 18 مارس 2025 بلغ 2651 قتيلاً و7223 مصاباً»
في اليوم الثاني والخمسين من استئناف الحرب، واصلت إسرائيل استهداف مناطق عدة في غزة، بما في ذلك مراكز الإيواء ومناطق تجمع النازحين في وسط القطاع، وفي المقابل، أكدت حركة «حماس» أن مقاتليها يخوضون «اشتباكات ضارية» مع الجنود الإسرائيليين في جنوب غزة قرب رفح، وأعلنت «كتائب القسام» أنها تمكنت من استهداف قوة إسرائيلية راجلة تتكون من 7 جنود بعبوة شديدة الانفجار شرق مدينة رفح، حيث تم رصد تناثر أشلاء عدد منهم، كما سبق أن أعلنت «كتائب القسام» استهداف قوة هندسية إسرائيلية خلال محاولتها تنفيذ عملية تفجير بأحد المنازل شرق رفح، مؤكدة وقوع قتلى وجرحى في صفوفهم، كما تم استهداف قوة إسرائيلية وتدميرها في تفجير حقل ألغام شرق خان يونس، إضافة إلى قصف المكان بقذائف هاون، مما أسفر عن مقتل وجرح عدد من الجنود الإسرائيليين
في سياق متصل، أفرجت السلطات الإسرائيلية يوم أمس الخميس عن 11 أسيراً فلسطينياً اعتقلتهم خلال الحرب المستمرة على قطاع غزة، وسط تقارير حقوقية توثق انتهاكات جسيمة بحق المعتقلين، بما في ذلك التعذيب والإهمال الطبي، وقد وصل الأسرى المفرج عنهم إلى قطاع غزة عبر معبر كيسوفيم العسكري شرق مدينة دير البلح، حيث تم نقلهم مباشرة إلى مستشفى شهداء الأقصى لتلقي الرعاية الطبية
من جانب آخر، حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من أن جميع المستشفيات قد تتوقف عن العمل قريباً بسبب نقص الوقود، كما حذر الدفاع المدني في غزة من أنه على وشك التوقف التام عن العمل في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من شهرين، والذي يمنع دخول المساعدات الإنسانية ويزيد من تفاقم الكارثة التي يعاني منها 2.4 مليون نسمة، وأوضح المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أن «75 في المئة من مركباتنا توقفت عن العمل لعدم توفر السولار لتشغيلها»، مضيفاً «نعاني من نقص كبير في مولدات الكهرباء وأجهزة الأكسجين في غزة»
كما أعلنت منظمة «المطبخ العالمي» (وورلد سنترال كيتشن) في غزة عن توقف كامل عن تقديم المساعدات الغذائية بدءاً من يوم أمس الخميس، بسبب نفاد مخزوناتها الغذائية بعد أكثر من شهر ونصف من إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية، حيث ذكرت المنظمة أنها قدمت أكثر من 130 مليون وجبة و26 مليون رغيف خبز خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، لكنها لم تعد تمتلك المؤن اللازمة لطهي الوجبات أو عمل الخبز في غزة، وأشار مؤسس المنظمة، خوسيه أندريس، إلى أن «شاحناتنا المحملة بالطعام والإمدادات تنتظر في مصر والأردن وإسرائيل وجاهزة للدخول إلى غزة، لكنها لا تستطيع التحرك من دون تصريح، ويجب السماح بتدفق المساعدات الإنسانية»
في هذا الإطار، أطلقت منظمة أوكسفام الدولية يوم الأربعاء نداء عاجلاً لوقف إطلاق النار فوراً في قطاع غزة، محذرة من تصاعد الكارثة الإنسانية وتفاقم الأوضاع المعيشية لسكان القطاع في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، حيث حذرت أوكسفام من أن سكان القطاع يواجهون مستويات من انعدام الأمن الغذائي تتراوح بين «الأزمة والطوارئ وحتى المجاعة الكارثية»، مشيرة إلى أن الظروف التي تقترب من المجاعة هي نتيجة مباشرة لفشل إسرائيل في ضمان الوصول الكامل والآمن للمساعدات الإنسانية
أيضاً، ندّدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم أمس الخميس بالكلفة الإنسانية الباهظة للحرب في غزة، وشجبت «الحصار الكامل وغير المقبول» الذي تفرضه إسرائيل على دخول المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المدمّر، حيث أكد المدير العام للجنة الدولية، بيار كرينبول، للصحفيين في جنيف أنه «من غير المقبول منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة»، مشدداً على أن ذلك يتعارض بشكل جوهري مع كل ما ينص عليه القانون الإنساني الدولي، وأضاف أن «الأيام القليلة المقبلة ستكون مفصلية» وتابع «سيأتي وقت ينفد فيه ما تبقى من الإمدادات الطبية وغيرها من المساعدات».

قد يهمك أيضاً :-