
أعلن حزب العمال الكردستاني، يوم الاثنين، عن حل نفسه، في خطوة تاريخية تنهي أكثر من 40 عامًا من الصراع المسلح الذي أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، وقد اعتبرت أنقرة هذه الخطوة مهمة نحو تحقيق تركيا خالية من الإرهاب، فيما توالت ردود الفعل الإيجابية من قبل الأكراد والمجتمع الدولي، التي رحبت بهذا التطور ودعت للاستفادة من هذه الفرصة التاريخية
وأثنى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على قرار حزب العمال الكردستاني، مشيرًا إلى أنه يمثل خطوة هامة نحو حفظ السلام والأخوة في تركيا، وذلك بعد إعلان الحزب عن حل نفسه ونزع سلاحه إثر صراع طويل مع الحكومة التركية
وفي تعليقه على قرار الحزب، قال أردوغان: «نحن نخطو بثقة نحو هدفنا المتمثل في تركيا خالية من الترهيب، متجاوزين العقبات، من خلال تحطيم الأحكام المسبقة والابتعاد عن الفتن والشقاق»
وفي بيان نشرته وكالة «فرات» القريبة من الحزب، أشار حزب العمال الكردستاني إلى أنه أنهى «مهمته التاريخية»، بعد أن أوصل «القضية الكردية إلى نقطة الحل من خلال السياسة الديمقراطية»، حيث أكد أن مؤتمره الثاني عشر الذي عُقد في جبال قنديل بشمال العراق، أقرّ حل الهيكل التنظيمي للحزب، وإنهاء الكفاح المسلح وجميع الأنشطة المرتبطة به، واعتبر عضو اللجنة التنفيذية دوران كالكان أن ما حدث «ليس النهاية، بل بداية جديدة»
يأتي هذا الإعلان استجابة لدعوة أطلقها مؤسس الحزب عبدالله أوجلان، الذي يقضي عقوبة في جزيرة إيمرالي منذ عام 1999، حيث دعا في فبراير الماضي مقاتلي الحزب إلى نزع السلاح وحل التنظيم، وسرعان ما أعلن الحزب عن وقف إطلاق نار فوري في بداية مارس
ورحب حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، برئاسة أردوغان، بهذا الإعلان، حيث صرح المتحدث باسم الحزب عمر جليك بأن القرار يمثل «خطوة مهمة نحو جعل تركيا خالية من الإرهاب»، مؤكدًا على ضرورة تنفيذ هذا القرار بكافة جوانبه، بما في ذلك إغلاق جميع امتدادات الحزب وهياكله غير القانونية، معتبراً أن «التنفيذ العملي والكامل سيكون نقطة تحول»، بينما أشاد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بما وصفه ب«مرحلة تاريخية ومشجعة»، مشيرًا إلى أن أنقرة ستتخذ تدابير عملية لمتابعة هذه الخطوة، ولكنه لم يقدم تفاصيل حول طبيعة هذه الإجراءات
من جانبه، أوضح طيب تمل، نائب الرئاسة المشتركة لحزب المساواة والديمقراطية للشعوب المؤيد للأكراد، أن هذا القرار يحمل «أهمية كبيرة للشعب الكردي ومنطقة الشرق الأوسط»، مشددًا على ضرورة تغيير «عقلية الدولة الرسمية في تركيا» من أجل تبني نموذج سياسي جديد قائم على التعددية
وفي ديار بكر، كبرى مدن الجنوب الشرقي، سادت أجواء من الحذر الممزوج بالأمل، حيث عبّر السكان عن ترحيبهم بإنهاء العنف، وأشار حسن حسين جيلان (45 عامًا) إلى أهمية عدم موت الناس بعد الآن، وأن يتم حل المشكلة الكردية ضمن إطار أكثر ديمقراطية
ورغم الترحيب الرسمي، لم تتضح بعد التفاصيل العملية للمرحلة المقبلة، خصوصًا فيما يتعلق بمصير عبدالله أوجلان البالغ من العمر 76 عامًا
وذكرت صحيفة «تركيا» القريبة من الحكومة أن مسؤولًا في حزب العدالة والتنمية ألمح إلى إمكانية تخفيف ظروف اعتقاله من خلال تدابير إدارية تشمل تعيين ضابط لمساعدته وزيادة زياراته من عائلته ومسؤولي حزب المساواة والديمقراطية، ولكنه لم يتطرق إلى احتمال الإفراج عنه، مؤكدًا أن أوجلان يخشى على حياته، حيث إنه تعرض لتهديدات أمنية محتملة
وترى بعض التحليلات أن هذا التحول يمنح الرئيس التركي فرصة لتكريس التنمية في مناطق الجنوب الشرقي ذات الأغلبية الكردية، حيث اعتبرت غونول تول، مديرة برنامج تركيا في معهد الشرق الأوسط، أن «الدافع الأساسي لهذه العملية هو رغبة أردوغان في تعزيز سلطته»، متوقعة أن يستفيد من هذا التقدم سياسيًا في انتخابات 2028، مستغلاً انقسام المعارضة
شوف كمان: الإكوادور: إعلان فوز نوبوا في الانتخابات الرئاسية ورفض منافسته للنتيجة
مواضيع مشابهة: غارة إسرائيلية على غزة تسفر عن 11 قتيلاً بينهم ثلاثة رضع
قد يهمك أيضاً :-
- قصف مستشفى ناصر في غزة من قبل الجيش الإسرائيلي يثير القلق الدولي
- حكومة ألبانيزي تبدأ ولاية جديدة في أستراليا بعد أداء اليمين
- تغييرات مهمة في تشكيل الزمالك لمواجهة بيراميدز: الرمادي يستبعد ثنائي الفريق
- اكتشف بوستر مسلسل سيوف العرب لجمال سليمان قبل أن تشاهده!
- 186 ألف توك توك مرخص في مصر والوجه البحري يتصدر القائمة
تعليقات