ورشة عمل مميزة حول أحدث تقنيات استخلاص الزيت بتنظيم من هيئة البترول

ورشة عمل مميزة حول أحدث تقنيات استخلاص الزيت بتنظيم من هيئة البترول

نظمت نيابة ورشة عمل متميزة حول (التقنيات الحديثة في تطبيق حقن المياه والاستخلاص المحسن للزيت) بمشاركة فعالة من شركات البحث والإنتاج بالإضافة إلى مجموعة من الأساتذة الأكاديميين المتخصصين في تدريس هندسة البترول، وكذلك الباحثين والباحثات في مجال البترول من الجامعات المصرية، وقد أقيمت الورشة على مدار يومي الاثنين والثلاثاء 12 و23 مايو 2025.

أوضح المهندس تامر إدريس، نائب الرئيس التنفيذي للهيئة للإنتاج، أن ورشة العمل تُعتبر إحدى الأدوات التفاعلية المهمة لتحقيق التكامل بين جميع أطراف الصناعة البترولية، مما يسهم في تحقيق أهداف زيادة الإنتاج من الثروات الطبيعية، وهو محور رئيسي ضمن المحاور الستة التي تعمل عليها وزارة البترول والثروة المعدنية، في ظل التحديات المستمرة الناتجة عن زيادة الاستهلاك، حيث تسعى الدولة المصرية لمواكبة النمو وتنفيذ المشروعات التنموية، وأكد على أهمية الحوار المستمر بين جميع عناصر صناعة الطاقة، وتكامل الأداء، والعمل وفق نهج علمي وعملي قابل للتطبيق، مع متابعة مستمرة لكل مستجدات التقنيات الخاصة بالإنتاج، بما في ذلك التقنيات الحديثة في حقن المياه والاستخلاص المحسن للزيت، مشيرًا إلى استمرار العمل على تطوير واستغلال احتمالات الاحتياطيات البترولية المتاحة من خلال تنمية الحقول الجديدة وتحسين الإنتاج من الحقول القائمة والقديمة، مع استغلال التقنيات وقصص النجاح والفشل وإعادة تقييم النتائج المحققة في هذا الإطار.

وأكد الدكتور أحمد حمدى البنبى من الجامعة الأمريكية على أهمية ورش العمل في دعم جهود الإنتاج وإثراء الجانب الأكاديمي، من خلال التواصل المستمر والحوار العلمي وتوافر البيانات التي تدعم إيجاد حلول فعالة للتحديات، وعقب على العروض التوضيحية للشركات بأن هذه العروض تشير إلى فرص وإمكانيات إنتاج بترولية واعدة، وأن التجارب المقدمة تفتح آفاقًا متنوعة للاستثمار واستمرارية الإنتاج البترولي كعنصر رئيس ضمن منظومة الطاقة في مصر.

كما أشار الدكتور حامد أبوالخير، أستاذ مساعد هندسة البترول بالجامعة البريطانية، إلى أهمية الحوار والورش العملية في تقييم التجارب وتبادل الخبرات وزيادة الوعي، حيث أن الاستماع وإعادة التقييم المستمر لمسيرة العمل يسهم في دعم النجاحات، وأكد على أهمية الوعي بعمليات ترشيد نفقات إنتاج البترول وترشيد الاستهلاك بشكل عام، نظرًا لما تعكسه من تأثيرات واضحة على جودة الحياة، وعقب على ما قدمته الشركات في اليوم الأول بأنه جهود تتميز بالتكامل بين العلم والعمل، وأن الاستمرار على هذا النهج المتكامل هو أساس لدعم مسيرة العمل والتطور.
بدأت فعاليات اليوم الأول بعرض المهندس أسامة نور، مدير عام الخزانات، أجندة العمل وتقديم الجهود المبذولة من نيابة الإنتاج في تنظيم ورشة العمل، وأبرز مدى تعاون الشركات والهيئة، ثم قدمت نيابة الإنتاج بالهيئة عرضًا توضيحيًا حول أعمال حقن المياه وتحسين إنتاج الزيت، قدمه المهندس محمد دويدار، مدير عام مساعد الخزانات، حيث أشار إلى نجاح جهود الإنتاج في تحسين معامل استرجاع الخزانات بنسبة تزيد عن 30%، مما انعكس على زيادة الاحتياطي القابل للاسترجاع وتعويض التناقص الطبيعي للآبار، وأوضح أن العمل يسير بالتوازي في تنمية الحقول الجديدة وزيادة الإنتاج والاحتياطي في الحقول القديمة والمتقادمة، مع تطبيق حلول غير تقليدية في هذا الإطار، في ظل ما تتمتع به مصر من فرص إنتاجية يتم العمل باستمرار على استثمارها وتحقيق الاستغلال الأمثل لها، بما في ذلك فرص استثمارية يمكن استغلالها على المدى القريب.

وشهد اليوم الأول للورشة تقديم عروض توضيحية من شركات العامة للبترول وسيميتار وسوكو وويبكو وجمسة، بالإضافة إلى باحثة من جامعة الإسكندرية، حيث تناولت الجلسة الأولى عرض الشركة العامة للبترول تجربة حقن المياه في حقل نيس، قدمته المهندسة هبة يونس والمهندس كريم ممدوح، ثم عرضت شركة سيميتار تقييم تجربة الحقن البخاري الناجحة، وقدمه المهندس أحمد السعيد جابر والمهندس أحمد عجوة، بعد ذلك عرضت شركة جمسة تجربتها التي تميزت بدروس مستفادة كثيرة تتعلق بالتخطيط واختيار حلول مناسبة في توقيتات مناسبة، وقدمه المهندس أحمد الفرماوي، وبعد ذلك تم طرح العديد من الأسئلة على السادة العارضين، واستفاد الحضور بتبادل الخبرات والتجارب وطرح الرؤى المثمرة والدروس المستفادة.

في الجلسة الثانية، قامت الباحثة ميار طارق من جامعة الإسكندرية بعرض بحثها المتعلق بالطرق غير التقليدية لإزالة المعادن الثقيلة في عمليات الاستخلاص المحسن للنفط، والذي تم عرضه الشهر الماضي بمؤتمر في دبي، ثم عرض المهندس محمد سليمان تجربة شركة سوكو في حقن المياه في حقل رأس بدران، موضحًا الدروس المستفادة من التطبيق، ثم قام المهندس محمد علبة بعرض تجربة شركة بدر للبترول (ويبكو) الناجحة في حقن المياه بحقل بدر-1، ثم أدار الدكتور أحمد البنبى مناقشة مفتوحة، حيث أثنى الجميع على اليوم الأول لورشة العمل، وأبدوا استعدادهم وحماسهم للمشاركة الفعالة في الأيام القادمة للورشة، لما لمسوه من تأثير إيجابي على أعمالهم، مما يدعمهم في الفترة القادمة، وسيفيد بكل تأكيد زيادة الإنتاج وتحسين معامل الاسترجاع والاستغلال الأمثل لثروات مصر البترولية.

في اليوم الثاني:

بدأت الفعاليات بعرض تقديمي من شركة أوسوكو، قدمه المهندس أمير منصور، لنموذج محاكاة للخزان استاتيكي وديناميكي، حيث وضح التجربة الناجحة لحقن المياه في الخزانات المتقادمة، وأكد أن الشركة عازمة على تحسين التطبيق والتوسع فيه، ثم قدمت شركة بتروبكر عرضًا تقديميًا قدمه المهندس مؤمن محمد، تناول خلاله التجربة الناجحة لحقن المياه بحقلي أرطا وشرق أرطا، موضحًا العائد الإيجابي من خلال أداء الآبار وكمية الإنتاج المتراكم المتحقق، حيث بلغ الاحتياطي المتحقق من ذلك 9 مليون برميل، وتحسن معامل الاسترجاع من 13 إلى 30%، ثم قام المهندس أسامة سعد، ممثلًا عن شركة بتروسيلة، بعرض تجربة حقن المياه الناجحة بحقول الشركة المختلفة مثل شمال سيلة وشمال سيلة العميق وشمال شرق ترسا وسيلة 27، حيث بين أن الشركة حققت احتياطيات مضافة من الحقن تقدر بحوالي 2.3 مليون برميل وزيادة معامل الاسترجاع إلى 30%، وفي إطار دعم الباحثين، قام المهندس محمد القاضي من بتروبل بعرض بحثه المتعلق بحقن النانو بوليمر، وفي نهاية الجلسة الأولى، قدم المهندس تامر إدريس، نائب الإنتاج بهيئة البترول، التحية والتقدير للمشاركين، وطالب كل شركة بتقديم ملخص لتجربتها، موضحًا فيه التحديات والتوصيات والدروس المستفادة، وكلف المهندس أسامة نور، مدير عام الخزانات، والمهندس محمد دويدار، مدير عام مساعد الخزانات، المعنيين بتنظيم ورشة العمل بتجميع ذلك وتقديم حصراً بكل خزانات الشركات، وتوضيح معايير التقييم والدروس المستفادة والتجارب الناجحة لتكون ثمرة ورشة العمل.

في الجلسة الثانية، عرض المهندس أحمد رأفت التجربة الناجحة لحقن المياه بشركة الحمرا أويل بحقل شمال شرق العلمين، وكيف حققت الشركة 1.98 مليون برميل احتياطي مضاف، مشيرًا إلى أنها وضعت خطة لتحسين أداء حقن المياه وتحديد نسب مشاركة كل طبقة، ومن الملاحظات الناتجة عن النقاشات المثمرة أن شركة خالدة أوضحت كيفية التغلب على مشاكل المياه من طبقة مغرة، وأكد م هاني عزيز، مدير العمليات، وم عماد زكي أن شركة الحمرا أويل تفكر بشكل استباقي، فقامت بإجراء اختبارات توافق بمعمل بحوث البترول للتأكد من توافق المياه مع حالة الخزان، ثم قامت شركة عجيبة بعرض تجربتها الناجحة للغاية في حقن المياه، وعرضها المهندس محمد عبد المنعم، حيث أوضح أنها طبقت حقن المياه في أربعة حقول: مليحة وأمان ومليحة شمال شرق ومليحة غرب العميق، وحققت احتياطي متزايد قدره 28.6 مليون برميل، حيث تعتمد الشركة نظام مراقبة تطبيق حقن المياه بأبعاده المختلفة، وكيفية الاستفادة من تحويل بعض الآبار المغلقة إلى آبار حقن مياه، مما شجع الشريك على الاستمرار في ذلك لما تحققه الشركة من عائد بالغ جعل معامل الاسترجاع يزداد إلى 35% في بعض الحقول، كما قدم المهندس عادل إمام من شركة شمال البحرية، نوربيتكو، عرضًا حول تجربتهم في نموذج الحقن، وأوضح المهندس أحمد حمدي، مدير عمليات الشركة، أن هناك تعاونًا مع الشريك لتحويل بعض الآبار ذات الإنتاجية الضعيفة إلى آبار حقن تسهم في تحقيق عائد أكبر للشركة.

في الختام، وجه الدكتور حامد أبو الخير الشكر للهيئة بشكل عام على حسن الاستضافة والحرص على إفادة الشركات وتبادل الخبرات فيما بينهم، وفي آخر الجلسة تناول الدكتور البنبى بعض النقاط، حيث أشار إلى أن العالم ينتج يوميًا حوالي 103 ملايين برميل زيت، وأوضح ضرورة التركيز على البدائل الأقل تكلفة للإنتاج المحسن مثل البوليمرات وجزيئات النانو، لتحقيق أكبر عائد بأقل تكلفة، وضرورة العمل على تطوير وتحسين مشروعات حقن المياه بالشركات من خلال نموذج الحقن وكفاءة التمشيط، حيث قد يكون الإكمال المزدوج أكثر فاعلية إذا ما تم استخدامه لفترات بسيطة تصل إلى سنتين، وشرح تجربة سلطنة عمان، مشيرًا إلى أننا في بداية التسعينات كنا ننتج نفس الكمية تقريبًا، ولكن الفرق أنهم حافظوا على الاستمرارية أكثر منا، مما يوضح أهمية التعلم من الدروس المستفادة، وأكد على أهمية الاستمرار في تشجيع المستثمرين بعوامل جذب مختلفة للإنفاق على تقنيات الإنتاج المحسن للبترول والحفر الأفقي، وأن تخصص تمويل جديد للتطبيقات التكنولوجية الحديثة.

قد يهمك أيضاً :-