يوم مأساوي في غزة يسفر عن 80 قتيلاً.. وسباق نحو اتفاق حاسم خلال يومين

يوم مأساوي في غزة يسفر عن 80 قتيلاً.. وسباق نحو اتفاق حاسم خلال يومين

غزة – أ ف ب
أعلن الدفاع المدني عن مقتل 80 فلسطينياً على الأقل، بينهم 25 في شمال قطاع غزة، نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت المنطقة منذ فجر الأربعاء، بينما جددت الأمم المتحدة دعوتها لوقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، الذي يعاني من أزمة إنسانية متزايدة، في الوقت الذي أكدت فيه إسرائيل تمسكها بخطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف السابقة لوقف إطلاق النار، وأشارت وسائل الإعلام إلى أن اليومين القادمين سيكونان حاسمين للتوصل إلى اتفاق.
وفي سياق متصل، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، حيث تم بحث قضية إطلاق سراح الرهائن، مع وجود وفد إسرائيلي في الدوحة لاستكمال المفاوضات حول التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

– غوتيريش يدعو لوقف الحرب

ومن برلين، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن دعوته للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق، ووقف الأعمال العدائية بشكل فوري، ما يساهم في إطلاق مسار لا رجعة فيه نحو حل الدولتين، حيث لا تزال إسرائيل تمنع دخول المساعدات إلى القطاع المدمر منذ بداية مارس/ آذار الماضي، وقد استأنفت ضرباتها في 18 من نفس الشهر بعد هدنة هشة استمرت شهرين، كما أكدت الدولة العبرية نيتها توسيع عملياتها العسكرية.
وقد أعلن مكتب نتنياهو أنه تم بحث قضية الرهائن والمفقودين مع ويتكوف وفريقه التفاوضي، وذلك بعد ثلاثة أيام من إفراج “حماس” عن الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، نتيجة مفاوضات مباشرة بين الحركة وواشنطن في الدوحة، مؤكداً على التمسك بالمقترح السابق.

محادثات بناءة

وأكد ويتكوف أن الرئيس دونالد ترامب أجرى محادثة مثمرة مع أمير قطر تميم بن حمد بشأن اتفاق يتعلق بغزة، مضيفاً أن هناك تقدماً ملحوظاً وخطة جيدة تم وضعها معاً، وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فقد تم طرح مقترح جديد معدّل من قبل ويتكوف لصفقة تبادل الأسرى المحتجزين في القطاع، حيث قدمت الولايات المتحدة ضمانات لحركة “حماس” وإسرائيل لإنجاح المفاوضات، ويبدو أن اليومين المقبلين سيكونان حاسمين للتوصل إلى صفقة تبادل ووقف إطلاق النار، كما أن الضغوطات الأمريكية الحالية لقبول الصفقة لم تشهدها إسرائيل من قبل، ووصل إلى الدوحة هذا الأسبوع وفد تفاوضي إسرائيلي لاستئناف المباحثات حول اتفاق ينهي الحرب المستمرة منذ 20 شهراً.
ميدانياً، قال محمد المغير مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني إن عدد القتلى نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ فجر اليوم وصل إلى 80 قتيلاً، بينهم 59 في شمال القطاع، حيث أعلن الدفاع المدني في وقت سابق عن نقل 25 قتيلاً وعشرات الجرحى جراء الغارات الجوية الإسرائيلية في مخيم جباليا.
وفي هذه البلدة، شوهدت نساء يبكين بجانب جثث لُفّت بأكفان ملطخة بالدماء، وصرخت إحداهن قائلة: “إنه رضيع عمره تسعة شهور، ماذا فعل؟”، بينما أكد الطبيب محمد عوض من المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا أن المستشفى لم يعد يتسع للمصابين، حيث لا توجد أسرة كافية ولا أدوية، ما يجعل الأطباء عاجزين عن إنقاذ العديد من المصابين الذين يموتون بسبب عدم تلقي العلاج، وأضاف: “جثث القتلى على الأرض في الممرات بعدما امتلأت ثلاجة الموتى، الوضع كارثي بكل معنى الكلمة”، وفي مساء الأربعاء، أصدر الجيش الإسرائيلي إنذار إخلاء “فوري” لسكان منطقة حي الرمال الجنوبي في مدينة غزة، مؤكداً أنه سيهاجم المنطقة بقوة شديدة.

– تنديد دولي

في غضون ذلك، طالب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بوقف إطلاق النار بأي ثمن، متهمًا نتنياهو بمواصلة حرب غزة لأسبابه الخاصة، حيث تفرض إسرائيل حصاراً محكماً على القطاع المدمر، وتمنع دخول المساعدات الإنسانية، مما فاقم النقص في الغذاء والدواء ومصادر الطاقة وغيرها من الاحتياجات الأساسية لـ 2.4 مليون نسمة، وقد نددت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بوضع إنساني “لا يمكن تبريره” في غزة، وطالبت بضرورة احترام القانون الإنساني الدولي في مواجهة هذا الوضع المأساوي، من جانب آخر، دعا المستشار الألماني فريدريش ميرتس لتفادي “مجاعة” في غزة، مؤكداً ضرورة بذل جهود لتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لسكان غزة الذين يعانون، خصوصاً الأطفال والنساء وكبار السن.

أطباء بلا حدود: إسرائيل تريد القضاء على الفلسطينيين

بدورها، اتهمت منظمة أطباء بلا حدود إسرائيل بالتسبب في “كارثة إنسانية متعمدة”، مشيرة إلى أن المساعدات مرتبطة بالتهجير القسري للفلسطينيين، وأوضحت المنظمة في بيان لها: “نشهد في الوقت الراهن، تهيئة الظروف للقضاء على حياة الفلسطينيين في غزة”، وبعدما علّقت إسرائيل غاراتها على قطاع غزة يوم الاثنين، تزامناً مع الإفراج عن ألكسندر، استأنف جيشها ضرباته يوم الثلاثاء، مما أسفر عن مقتل 28 شخصاً، وقد قُتل نحو 53 ألف مدني في الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ عام 2023، بينهم 2799 منذ استئناف العمليات العسكرية في 18 مارس/ آذار الماضي.

قد يهمك أيضاً :-