فضائح التستر على بايدن تثير زلزالًا في الحزب الديمقراطي وتكشف “الخطيئة الأصلية”

فضائح التستر على بايدن تثير زلزالًا في الحزب الديمقراطي وتكشف “الخطيئة الأصلية”

إعداد: محمد كمال

أحدث كتاب «الخطيئة الأصلية» ضجة كبيرة بعد صدوره، حيث تناول قضايا حساسة تتعلق بالحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، بما في ذلك معلومات مثيرة عن حالة جو بايدن الصحية والإدراكية، وترشحه للانتخابات الرئاسية، قبل أن يتراجع لصالح نائبته كاملا هاريس، مما يطرح تساؤلات حول استعداد الديمقراطيين لاختيار مرشحهم في الانتخابات المقبلة.

يحتوي الكتاب على قصص مثيرة، منها أن بايدن، خلال اجتماع في يونيو/حزيران 2024، لم يتعرف على الممثل جورج كلوني، على الرغم من معرفته به لسنوات، كما أن المساعدين ناقشوا في بعض الأحيان ما إذا كان ينبغي له استخدام كرسي متحرك في ولايته الثانية.

الكتاب، الذي ساهم في كتابته جيك تابر من شبكة سي إن إن وأليكس تومسون من وكالة أكسيوس، يكشف كيف عمل مستشارو بايدن على تقليص أي نقاش حول قدراته المحدودة، خاصة بعد تكرار زلاته ونسيانه أسماء الأشخاص المألوفين، بل وُصف بأنه تم إحاطته بـ«شرنقة سياسية واقية» من قبل مساعديه.

ـ أغرب زلات بايدن الإدراكية:

يذكر الكتاب أن بايدن، خلال حملته الانتخابية لعام 2020 وفترة رئاسته، نسي أسماء العديد من مساعديه وحلفائه، بما في ذلك مايك دونيلون، الذي عمل معه منذ الثمانينات، وأيضًا لم يتعرف على جيك سوليفان، مستشاره للأمن القومي، وكيت بيدينغفيلد، مديرة الاتصالات في البيت الأبيض، بالإضافة إلى جيمي هاريسون، الذي عينه بايدن رئيساً للجنة الوطنية الديمقراطية.

في مواقف أخرى، ارتبك بايدن بين وزيري الصحة والأمن الداخلي، كما خلط بين ألاباما وتكساس خلال اجتماع حول حقوق الإجهاض، وعبر بعض المساعدين عن قلقهم من أن بايدن قد يحتاج إلى كرسي متحرك في ولايته الثانية.

في وصف نادر، قال النائب مايك كويجلي، ديمقراطي من إلينوي، إن قدرات بايدن البدنية خلال زيارة إلى إيرلندا كانت مشابهة لما رآه عندما كان والده يحتضر بسبب مرض باركنسون.

ـ سؤال بلينكن.

يستشهد المؤلفان بأن وزير الخارجية السابق أنتوني بلينكن سأل بايدن بلطف عما إذا كان مستعداً للترشح لولاية ثانية، لكن بايدن طمأنه بأنه سيكون بخير، كما ناقش رون كلاين، أول رئيس لهيئة موظفي بايدن، مسألة ترشح الرئيس مع أعضاء آخرين، إلا أن النقاش لم يسفر عن نتائج ملموسة.

تظهر التقاليد في واشنطن أن الشخصيات الكبرى تلجأ إلى الكتب لإلقاء اللوم على الآخرين، حيث اتهمت الشخصيات التي وافقت على إجراء المقابلات، والتي بلغت حوالي 200 شخصية، بايدن ودائرته الضيقة من كبار مساعديه.

ـ الدائرة الضيقة:

يصف الكتاب دائرة مساعدي بايدن الذين اتخذوا القرارات نيابة عنه بـ«المكتب السياسي»، في إشارة إلى طريقة اتخاذ القرار في الاتحاد السوفييتي خلال فترة الشيوعية، ومن بين الأسماء المذكورة ديفيد بلوف، المدير السابق لحملة باراك أوباما، الذي عاد من التقاعد لدعم نائبة الرئيس كامالا هاريس بعد انسحاب بايدن، مشيرًا إلى أنهم تعرضوا لخديعة كبيرة من بايدن.

ـ الصدمة.

الموضوع الرئيسي في الكتاب هو أن الأشخاص الذين لم يروا بايدن منذ فترة طويلة صدموا بمظهره عند لقائه خلال الحملة الانتخابية الأخيرة، حيث أشار النائب السابق برايان هيغينز إلى أن التدهور المعرفي المحتمل لبايدن كان واضحًا لمعظم من شاهده، بينما وصف ديفيد مورهاوس، مساعد سابق في الحملة الديمقراطية، بايدن بأنه «لم يكن سوى عظام» بعد رؤيته في فيلادلفيا.

الممثل جورج كلوني، أحد المانحين الكبار للحزب الديمقراطي، كان منزعجًا جدًا من تفاعله مع بايدن لدرجة أنه كتب مقالاً في صحيفة نيويورك تايمز يدعوه فيه إلى الانسحاب.

ومن بين أكبر ما ندم عليه الديمقراطيون العام الماضي كان عدم تنظيم انتخابات تمهيدية تنافسية، لكن أحد الديمقراطيين فقط عمل خلف الكواليس لتحقيق ذلك، وفي عام 2023، سعى بيل دالي، الذي شغل منصب رئيس موظفي البيت الأبيض في عهد أوباما، لإقناع حكام الولايات الديمقراطيين، مثل جيه بي بريتزكر من إلينوي، وجافين نيوسوم من كاليفورنيا، وآندي بشير من كنتاكي، بتحدي بايدن في السباق التمهيدي الديمقراطي.

ـ «جيل لن يعجبها ذلك» .

بعد بايدن، يوجه الكتاب انتقادات حادة لأقرب مساعدي عائلته، ويبرز أنتوني بيرنال، مستشار زوجته جيل بايدن، كأحد الشخصيات الأكثر تعرضًا للنقد، حيث تمكن من إغلاق أي محادثة حول عمر الرئيس وقدراته العقلية بعبارة: «جيل لن يعجبها هذا».

وُصفت جيل بايدن بأنها مدافعة قوية عن زوجها، ولم تكن ترغب في سماع أي انتقاد لقدراته أو حكمه السياسي، وأصبحت أكثر مشاركة في اتخاذ القرار مع تقدم بايدن في العمر، وعندما اقترح أحد المانحين في عام 2022 أن بايدن لا ينبغي أن يسعى لإعادة انتخابه، ظلت صامتة، وهو رد فعل ندمت عليه لاحقًا.

ـ أسباب الصمت .

يشير الكتاب إلى أن إحجام العديد من القادة الديمقراطيين عن التعبير عن انتقاداتهم بدون الكشف عن هوياتهم، حتى بعد الهزيمة، يوحي بخوف دائم من إبداء آرائهم، كما يدركون أن القول الآن بأنه لم يكن ينبغي لبايدن الترشح في عام 2024 قد يثير تساؤلات حول سبب صمتهم في وقت كان فيه الأمر مهمًا.

يعتقد المراقبون أن الأشخاص الأقوى في الحزب إما ارتكبوا خطأً فادحاً في تقدير الوضع أو أدركوا المشكلة لكنهم لم يضغطوا على بايدن أو البيت الأبيض بشأنها، حيث جاء في الكتاب: «لم يثر أي ديمقراطي في البيت الأبيض أو قادة في الكابيتول أي شكوك، سواء بشكل خاص مع بايدن أو علناً، بشأن ترشحه لولاية ثانية».

ـ التشكيك الديمقراطي.

بدأ عدد متزايد من الديمقراطيين البارزين بالتشكيك علناً في تعامل حزبهم مع الانتخابات الأخيرة، معترفين بأن انسحاب بايدن المتأخر كان ضاراً، وفي بعض الحالات اعترفوا بأنهم كانوا سريعًا في رفض الأسئلة حول عمره وحالته الإدراكية.

أقر النائب الديمقراطي من كاليفورنيا، رو خانا، الذي كان مؤيدًا لبايدن قبل أن ينهي حملته لإعادة انتخابه الصيف الماضي، بأنه كان مخطئًا في دعمه لإعادة انتخاب الرئيس السابق، حيث قال: «في لقاءاتي القليلة في الفعاليات العامة، وجدته متماسكاً وفخوراً بسجله، لكن بات واضحاً الآن أنه ما كان ينبغي له الترشح.. وكان ينبغي أن تكون الانتخابات التمهيدية مفتوحة».

كما أشار حاكم ولاية كنتاكي، آندي بشير، وهو مرشح ديمقراطي محتمل للرئاسة في عام 2028، إلى أن انسحاب بايدن من مساعي إعادة انتخابه قبل يوليو كان سيصب في مصلحة الحزب، مضيفًا: «لو انسحب مبكراً كان سيعطي أي مرشح مزيداً من الوقت».

كما أشار إلى أن الديمقراطيين كانوا ليحظوا بفرصة أفضل لو أن مرشحتهم هاريس، أبدت اختلافاً واضحاً مع بايدن، حيث قال بشير: «كان الأمر سيتطلب أيضاً حملةً مستعدةً للانفصال عن الرئيس في بعض القضايا».

ـ انتخابات 2028.

يبدو أن عودة هذه القضية تجعل أي مرشح ديمقراطي للرئاسة في عام 2028 يواجه تحديات بشأن نظرته إلى بايدن في عام 2024 وما قاله عن ذلك، حيث يتوقع الديمقراطيون أن تكون انتخابات 2028 حاشدة وشديدة التنافسية، ومع دعوات الكثيرين في الحزب لتغيير الأجيال، قد يواجه بعض المرشحين، الذين كانوا حلفاء قويين لبايدن في عام 2024، ضغوطًا جديدة لإثبات صحة تقديراتهم حول أهليته للرئاسة.

قد يهمك أيضاً :-