
رغم أن فرنسا لا تزال تحتفظ بمكانتها كأول وجهة للاستثمارات الأجنبية في أوروبا خلال عام 2024، إلا أن عدد المشاريع الاستثمارية فيها شهد انخفاضًا ملحوظًا، حيث بلغ أدنى مستوياته منذ 8 سنوات، وفقًا لمؤشر EY السنوي للدراسات الأوروبية.
تظهر الأرقام من مؤشر EY السنوي تراجعًا كبيرًا في عدد المشاريع الجديدة والوظائف المرتبطة بها، بينما تشهد الولايات المتحدة زيادة ملحوظة في جذب رؤوس الأموال، مما يثير تساؤلات حول قدرة فرنسا على المنافسة في ظل بيئة عالمية متزايدة التحديات، فهل تستطيع أوروبا مواجهة تحديات الابتكار والهياكل الاقتصادية الجديدة؟
شوف كمان: استكشف مواعيد تسليم أراضي الحي 32 بجمعية الأمل “سابقاً” في العبور الجديدة
وفي هذا السياق، علق مستشار التجارة الخارجية للرئاسة الفرنسية ورئيس منظمة أرباب العمل الفرانكفونية، جون لو بلانشييه، لـ”العين الإخبارية” قائلًا: “صحيح أن فرنسا ما زالت تحتفظ بجاذبيتها لدى المستثمرين، لكن هذه الجاذبية بدأت تتلاشى أمام التألق الأمريكي المدعوم بإجراءات تحفيزية كبيرة.”
وأضاف بلانشيه أن “فرنسا وأوروبا بحاجة إلى معالجة عوائق الابتكار وكلفة الإنتاج، وإلا سنشهد تراجعًا تدريجيًا في تدفقات رؤوس الأموال، مما سيؤثر على النمو والتوظيف في السنوات القادمة.”.
من المقرر أن يستضيف الرئيس إيمانويل ماكرون القمة السنوية Choose France يوم الإثنين المقبل، والتي تهدف إلى جذب الاستثمارات الأجنبية، حيث يُتوقع الإعلان عن مشاريع كبرى تعزز جاذبية الاقتصاد الفرنسي، ومع ذلك، لا يمكن تجاهل تراجع أداء فرنسا في هذا المجال، والذي استمر في التدهور منذ ذروته في عام 2021، كما ذكرت محطة “بي.إف.م” التلفزيونية الفرنسية.
وفقًا للمؤشر السنوي لمكتب الدراسات EY، الذي نُشر يوم الخميس، بلغ عدد المشاريع الاستثمارية الأجنبية في فرنسا خلال عام 2024 ما مجموعه 1025 مشروعًا، وهو أدنى مستوى منذ عام 2017 (باستثناء عام الجائحة 2020)، بتراجع نسبته 14% مقارنةً بعام 2023، وقرابة 20% مقارنةً بعامي 2022 و2021.
مؤشر EY Attractiveness Survey أو “باروميتر EY” هو دراسة سنوية تُجريها شركة Ernst & Young، وهي واحدة من أكبر شركات الخدمات المهنية في العالم، وتهدف هذه الدراسة إلى قياس جاذبية الدول الأوروبية (وبعض المناطق الأخرى) للاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وما يزيد الوضع سوءًا، هو أن هذه الاستثمارات لم تُنتج سوى 29 ألف وظيفة جديدة في 2024، بانخفاض بلغ 27% على أساس سنوي، و35% مقارنةً بعام 2021، ورغم أن سنة 2021 كانت استثنائية، إلا أن هذا الانخفاض يعكس تحولًا واضحًا في المشهد الاستثماري.
أداء أوروبي باهت.. وفرنسا تتصدر رغم التراجع
تشارك فرنسا في هذا التراجع مع قوتين اقتصاديتين أوروبيتين، هما ألمانيا والمملكة المتحدة، حيث تعاني ألمانيا من ركود اقتصادي منذ نحو ثلاث سنوات، بينما لا تزال بريطانيا تحاول التعافي من آثار البريكست.
مقال له علاقة: سعر الأرز الشعير اليوم الأربعاء لدى التجار.. لن تصدق كم هو!
ورغم التراجع، تظل فرنسا في المرتبة الأولى أوروبيًا من حيث عدد الاستثمارات الأجنبية، متفوقة على المملكة المتحدة (853 مشروعًا، بتراجع 13%) وألمانيا (608 مشاريع، بتراجع 17%)، وقد وصفت الرئاسة الفرنسية هذا التقدم بأنه “خبر سار”، مشيرة إلى أن “تربع فرنسا على عرش الجاذبية في أوروبا لم يكن أمرًا بديهيًا قبل سنوات.”.
وحسب مؤشر EY، بلغ عدد المشاريع الاستثمارية الأجنبية في فرنسا 1025 مشروعًا، مما يجعلها الدولة الأوروبية الأولى في هذا المجال، رغم التراجع الملحوظ مقارنةً بعام 2023.
وعلقت وزارة الاقتصاد الفرنسية على هذا التقرير بالقول إن “هذا دليل على صمود جاذبية فرنسا الاستثمارية، رغم الظروف الدولية الصعبة.”.
شوائب فرنسية: تراجع التوظيف وارتفاع التكاليف
لكن هذا الأداء يخفي بعض المؤشرات السلبية، حيث تحتل فرنسا المرتبة الثالثة فقط من حيث عدد الوظائف المولدة لكل مشروع، بمعدل 30 وظيفة في فرنسا، مقابل 48 في ألمانيا و125 في إسبانيا.
ويظهر المؤشر أن انخفاض الوظائف بنسبة 27% بين عامي 2023 و2024 يعكس الحذر المتزايد لدى المستثمرين، بجانب ارتفاع التكاليف وطول إجراءات التأسيس.
ويظل العبء الكبير لتكلفة اليد العاملة في فرنسا أحد العوامل التي تعرقل خلق فرص العمل، حيث تبقى تكلفة ساعة العمل من بين الأعلى في أوروبا.
كما أن نمط الاستثمار في فرنسا يميل إلى تفضيل التوسعة لمواقع قائمة (63%) بدلاً من إنشاء مشاريع جديدة من الصفر، وهي نسبة أعلى بكثير من المعدل الأوروبي (36%).
أوروبا كلها تتراجع.. وأمريكا تتقدم
ورغم محافظة فرنسا على الصدارة، إلا أن القارة الأوروبية ككل تعاني من تراجع في الاستثمارات الأجنبية للعام الثاني على التوالي، لتسجل أدنى مستوياتها منذ تسع سنوات (-5%).
في المقابل، حققت الولايات المتحدة زيادة بحوالي 20% في الاستثمارات خلال الفترة نفسها، بفضل برامج مثل IRA والسياسات المؤيدة للأعمال التي يروج لها دونالد ترامب، حسب التقرير.
وقد انخفضت الاستثمارات الأمريكية في أوروبا بنسبة 11% مقارنة بعام 2023، و24% مقارنة بعام 2022.
وجاء في تقرير EY: “أوروبا لم تعد تطمئن المستثمرين بشأن قدرتها على تجاوز الأزمات وتقديم حلول جديدة”، مشيرًا إلى أن القادة الأوروبيين يواجهون تحديات هيكلية مثل ضعف القدرة التنافسية، وانخفاض معدلات الابتكار مقارنةً بالولايات المتحدة والصين، ونقص العمالة المؤهلة والمدربة.
كما انخفض عدد الوظائف الناتجة عن الاستثمارات الأجنبية في أوروبا بنسبة 15% بين عامي 2023 و2024.
الصناعة الفرنسية في مأزق
ورغم الأداء النسبي الجيد، تعاني فرنسا بشدة في قطاعي الصناعة والخدمات ذات القيمة المضافة، حيث يُشير التقرير إلى أن المستثمرين يعتبرون الجاذبية الصناعية الفرنسية متأثرة بعوامل عدة، منها: ارتفاع تكلفة الأجور، نقص الأراضي الصناعية الجاهزة، ضعف تنافسية الطاقة، وبطء التحول التكنولوجي.
كما أن قطاعات صناعية تقليدية مثل الكيمياء والسيارات تشهد حاليًا إغلاق مصانع أكثر من افتتاحها، للمرة الأولى منذ جائحة كورونا.
ويظهر استطلاع EY أن الرؤساء التنفيذيين لا يزالون يعترفون بمقومات فرنسا مثل حجم السوق، والابتكار، والبنية التحتية، لكنهم يواجهون مشاكل على المدى القصير مثل: الربحية، واستقرار السوق، وتكاليف الطاقة، ومحدودية الوسائل المخصصة للانتقال البيئي.
نقاط القوة.. رغم هشاشة الوضع
رغم هشاشة النمو وتدهور المالية العامة، تُسجل الدراسة بعض النقاط الإيجابية، حيث استطاعت فرنسا اغتنام الفرص في قطاعات مستقبلية مثل: الذكاء الاصطناعي، الطاقة النظيفة، البرمجيات، والدفاع.
تمتلك شركات فرنسية رائدة عالميًا في مجالات استراتيجية مثل الطاقة، الطيران، الصناعات الغذائية والدفاع، وعلى الصعيد الأوروبي، فإن غياب تام للصناعة في بعض المجالات مثل أشباه الموصلات والمنصات الرقمية يطرح تساؤلات حول السيادة الصناعية للقارة.
aXA6IDJhMTM6YWRjMDo6YWYxOmVhZmY6ZmVmNjoyYjUyIA==.
جزيرة ام اند امز.
EE.
قد يهمك أيضاً :-
- نورهان منصور تتألق بإطلالة مميزة أثناء ممارسة الرياضة.. اكتشفوا الصور!
- نانسي عجرم تطرح فيديو كليب جديد لأغنيتها "ورانا إيه" وتبهر جمهورها بأحدث أعمالها الفنية
- حماس تعبر عن استعدادها للتخلي عن حكم غزة من أجل تحقيق السلام
- الرمادي يسعى لتطوير جهازه بعناصر جديدة.. واجتماع حاسم مع إدارة الزمالك اليوم
- أردوغان يؤكد لزيلينسكي استعداده للوساطة مع بوتين عند جاهزيتهما
تعليقات