
إسطنبول – رويترز
في خطوة غير متوقعة، تجاهل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعوة نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للذهاب إلى تركيا، مما أثر سلبًا على آمال تحقيق تقدم في عملية السلام، حيث أرسل بوتين مجموعة من المستشارين ونواب الوزراء لإجراء محادثات سلام مع أوكرانيا في إسطنبول، بينما أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال جولته في الخليج، إلى أنه لن يحدث أي تقدم في المحادثات ما لم يجتمع مع بوتين.
وفي تعليقه، قال زيلينسكي إن قرار بوتين بعدم الحضور وإرسال فريق وصفه بأنه «شكلي» يعكس عدم جديته في إنهاء النزاع، وأكد أنه لن يتوجه بنفسه إلى إسطنبول، بل سيرسل وفدًا برئاسة وزير الدفاع لمناقشة وقف إطلاق النار، دون أن يتضح بعد موعد بدء المحادثات.
بعد لقائه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، أشار زيلينسكي إلى أنه «لا يمكننا أن نجوب العالم بحثًا عن بوتين»، مضيفًا: «أشعر بأن روسيا لا تحترمنا، لا موعد للاجتماع، ولا جدول أعمال، ولا وفد رفيع المستوى، وهذا يعبر عن عدم الاحترام لشخصنا ولأردوغان ولترامب».
يدعم زيلينسكي فكرة وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يومًا، إلا أن بوتين أبدى رغبته في بدء محادثات لمناقشة تفاصيل الهدنة أولاً، ومع مرور أكثر من ثلاث سنوات على الغزو الشامل، لا تزال روسيا تتمتع بتفوق في ساحة المعركة، حيث تعتقد أن أوكرانيا قد تستغل وقف الحرب لاستدعاء قوات إضافية والحصول على أسلحة من الغرب.
ترامب وبوتين قد أكدا منذ شهور استعدادهما للقاء، لكن لم يتم تحديد موعد لذلك بعد، وقد أبدى ترامب مؤخرًا استياءه من موقف بوتين، مهددًا بفرض عقوبات إضافية على التجارة الروسية، حيث قال للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية: «لن يحدث شيء حتى نجتمع أنا وبوتين»، مما زاد من تعقيد إمكانية تحقيق تقدم دبلوماسي في تركيا.
شوف كمان: على الرغم من محاولاته للاختباء.. تصفية مسؤول عن قصف السوريين بـ”البراميل المتفجرة”
ارتباك دبلوماسي
يمثل الارتباك الدبلوماسي دليلًا على عمق العداء بين الطرفين المتحاربين، وعدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترامب، الذي أثار تدخله منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني استياء أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين بشكل كبير، بينما كان زيلينسكي ينتظر بوتين في أنقرة دون جدوى، لم يجد فريق التفاوض الروسي في إسطنبول أي شخص للتواصل معه من الجانب الأوكراني.
تجمع نحو 200 صحفي قرب قصر دولمة بهجة على مضيق البوسفور، وهو المكان الذي حدده الروس لحضور المحادثات، في وقت يتنازع فيه الطرفان المتحاربان منذ أشهر على لوجستيات وقف إطلاق النار ومحادثات السلام، حيث يحاول كلاهما إظهار جديتهما لترامب بشأن تحقيق السلام وإنهاء ما يصفانه بـ«الحرب الحمقاء».
أسفرت هذه الحرب عن مئات الآلاف من القتلى والجرحى من الجانبين، في أعنف صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وقد هددت الولايات المتحدة مرارًا بالانسحاب من المحادثات ما لم يتم إحراز تقدم واضح، حيث أشار ترامب إلى أنه سيتوجه إلى المحادثات في تركيا إذا كان ذلك «مناسبًا»، مضيفًا: «آمل فقط أن تتمكن روسيا وأوكرانيا من فعل شيء ما، يجب أن يتوقف هذا».
اتهمت روسيا أوكرانيا بمحاولة القيام باستعراض حول المحادثات، حيث أكد كبير المفاوضين الروس أن موسكو مستعدة لبدء العمل الجاد ومناقشة التسويات الممكنة، وعندما سُئل عن إمكانية انضمام بوتين إلى المحادثات لاحقًا، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: «من السابق لأوانه معرفة نوع المشاركة المطلوبة وعلى أي مستوى ستكون… الوفد الروسي جاهز وينتظر في إسطنبول».
في سياق متصل، أعلنت روسيا أن قواتها سيطرت على بلدتين جديدتين في منطقة دونيتسك، حيث ذكّرت المتحدثة باسم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الصحفيين بتصريحاته السابقة بأن أوكرانيا «تتقلص» في غياب اتفاق لوقف القتال.
ممكن يعجبك: موفد ترامب يصل إلى موسكو
أول محادثات منذ ثلاث سنوات
إذا مضت المحادثات قدماً، فسيتعين عليها معالجة الفجوة بين الجانبين بشأن مجموعة من القضايا، حيث يرأس الوفد الروسي المستشار الرئاسي فلاديمير ميدينسكي، وزير الثقافة السابق الذي أشرف على إعادة صياغة كتب التاريخ المدرسية لتعكس رواية موسكو للحرب، ويضم الوفد نائب وزير الدفاع ونائب وزير الخارجية ورئيس المخابرات العسكرية.
شارك أعضاء رئيسيون من الفريق، بما في ذلك ميدينسكي، في محادثات بإسطنبول في مارس/ آذار عام 2022، مما يشير إلى أن موسكو ترغب في متابعة ما انتهت إليه المحادثات السابقة، لكن الشروط التي كانت قيد المناقشة آنذاك لم تكن في صالح كييف، حيث تضمنت مطالب روسية بخفض الجيش الأوكراني.
بعد أن سيطرت القوات الروسية على نحو خُمس مساحة أوكرانيا، تمسك بوتين بمطالبه القديمة لكييف بالتنازل عن بعض الأراضي، والتخلي عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، والتحول إلى دولة محايدة، وهو ما ترفضه أوكرانيا باعتباره استسلامًا، حيث تسعى للحصول على ضمانات لأمنها المستقبلي من القوى العالمية، وخاصة من الولايات المتحدة.
أشار وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى أن زيلينسكي أظهر حسن نيته بزيارة تركيا، لكن كان هناك «كرسي فارغ» كان ينبغي أن يجلس عليه بوتين، مضيفًا: «يماطل بوتين ومن الواضح أنه لا يرغب في الدخول في مفاوضات السلام، حتى عندما عبر الرئيس ترامب عن استعداده ورغبته في تسهيل هذه المفاوضات».
مقال له علاقة: حماس تبقى صامتة بشأن هيكليتها عقب مقتل قادتها واندلاع الحرب المدمرة في غزة
قد يهمك أيضاً :-
- أجمل لحظات محمد رمضان مع ابنه علي قبل قضية الاعتداء المثيرة للجدل
- مفاجأة مثيرة تكشف عن قاتل أحمد داود في مسلسل برستيج
- تطوير مصنع الدلتا للأسمدة يعزز الإنتاج بـ 1600 طن يوميًا للسوق المحلية والتصدير
- مشاهير في قفص الاتهام بسبب أفعال أبنائهم.. ابن محمد رمضان يتصدر العناوين بعد حادثة ضرب وابتزاز ودهس
- سعر الذهب اليوم في مصر والأسواق العالمية.. هل سيستمر في الارتفاع؟
تعليقات