وقف القتال وانسحاب كامل للقوات من طرابلس الليبية

وقف القتال وانسحاب كامل للقوات من طرابلس الليبية

توصلت الأطراف العسكرية المتنازعة في العاصمة الليبية طرابلس إلى اتفاق نهائي يهدف إلى إنهاء جميع الأعمال القتالية وسحب الآليات والقوات من خطوط التماس، حيث سيتم نشر قوات محايدة في المدينة لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتهدئة الأوضاع، جاء ذلك بعد اجتماع موسع عُقد يوم الخميس الماضي بحضور ممثلين عن مختلف التشكيلات العسكرية والأمنية المعنية، وحسب ما أفادت به مصادر مطلعة، فقد تم التوافق على بدء تنفيذ الاتفاق عند الساعة الرابعة من مساء الخميس، على أن تعود جميع الوحدات المشاركة في الاشتباكات إلى مقراتها الرسمية تحت إشراف القوات المحايدة المكلفة بفرض التهدئة، يأتي هذا الاتفاق في إطار جهود مستمرة لتثبيت وقف إطلاق النار وتهدئة الأوضاع في العاصمة بعد أيام من التوتر الأمني والاشتباكات التي خلفت أضرارًا مادية وبشرية، وأثارت قلقًا واسعًا في الأوساط المحلية والدولية، حيث بدأت وحدات من القوات المحايدة التابعة للجيش الليبي في الانتشار على خطوط التماس بين الأطراف المتنازعة في طرابلس، وقد لاحظ الصحفيون بدء انسحاب الآليات العسكرية التابعة للواء 444 قتال وجهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، تحت إشراف اللواء 53 مستقل، والجهاز الوطني للقوة المساندة، والكتيبة 166، وذلك تنفيذًا لاتفاق التهدئة، بالإضافة إلى قوات إنفاذ القانون التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية، حيث تم تكليف هذه التشكيلات بالتمركز في مناطق التوتر لضمان تثبيت التهدئة وفض أي تجدد للاشتباكات، ووفقًا لتقارير مراسلين ميدانيين في طرابلس، فقد تم رصد انتشار هذه القوات في جزيرة المدار، وهي إحدى النقاط التي شهدت اشتباكات عنيفة قبل يومين بين جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة واللواء 444 قتال، ويُذكر أن جهاز الردع يتبع المجلس الرئاسي الليبي ويعد جهة أمنية متخصصة في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، بينما يخضع اللواء (444 قتال) لوزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية، ومع تراجع حدة التوتر، بدأت الحياة تعود تدريجيًا إلى عدد من أحياء العاصمة طرابلس وسط هدوء حذر، في حين لا تزال الأطراف المتصارعة تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، من جهة أخرى، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من “تصاعد العنف الأخير” في طرابلس، محذرة من “مخاطر كبيرة لحصول نزوح جماعي” ومن “خطر على المدنيين” في ليبيا، ودعت المنظمة الدولية للهجرة في بيان إلى “وقف فوري للقتال لضمان سلامة المدنيين ورفاههم بموجب القانون الدولي الإنساني”، وأكدت المنظمة أنها قلقة جراء التصعيد الأخير للعنف في طرابلس، كما أعربت عن قلقها من حشد الجماعات المسلحة في المناطق المحيطة، وقال المتحدث باسم المنظمة “نرحب بالمعلومات التي تفيد بحصول وقف لإطلاق النار وندعو إلى احترامه بشكل كامل وغير مشروط لحماية حقوق وكرامة جميع الأشخاص في المناطق المتضررة”، وفي سياق متصل، قالت السفارة التركية في طرابلس على صفحتها على فيسبوك “ندرس تنظيم رحلة للخطوط الجوية التركية بين مصراتة وإسطنبول لمواطنينا الراغبين في مغادرة طرابلس”، وأضافت أنها “تعمل على ضمان توفير النقل بالحافلات بين طرابلس ومصراتة”، وهي مدينة ساحلية كبيرة تقع على بعد 200 كيلومتر شرق العاصمة الليبية، وكانت تركيا قد دعت مساء الأربعاء إلى هدنة “من دون تأخير” في ليبيا، كما دعت سفارات خمس دول غربية هي ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا في بيان مشترك السلطات إلى حماية المدنيين واستعادة الهدوء على الفور بما يخدم مصلحة جميع الليبيين، وأعربت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عن قلق موسكو إزاء التطورات الأخيرة في طرابلس، معبرة عن أسفها لتصاعد وتيرة العنف وسقوط ضحايا مدنيين جراء الاشتباكات، وأفادت المتحدثة بأن السفارة الروسية في طرابلس لم تسجل أي إصابات بين المواطنين الروس، غير أنها أوصت رعاياها بتجنب السفر إلى غرب ليبيا حتى يتم استقرار الأوضاع.

قد يهمك أيضاً :-