إنجازات جامعة عين شمس في الابتكار والتحول الرقمي تتألق خلال مؤتمرها العلمي الدولي

في إطار فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الثالث عشر لجامعة عين شمس، الذي يحمل شعار «75 عامًا من التميز والريادة.. عين على الماضي وشمس تضيء المستقبل»، شهد اليوم الثاني للمؤتمر جلسة مثيرة حول موضوع «الابتكار والتحول الرقمي»، حيث ترأست الجلسة الدكتورة غادة فاروق، نائب رئيس الجامعة لشؤون المجتمع والبيئة، وشهدت تفاعلًا ملحوظًا من خبراء في مجالات الابتكار والتحول الرقمي.

وأشارت الدكتورة غادة إلى أن الابتكار أصبح ضرورة ملحة للجامعات المصرية، في ظل التنافس المتزايد، مؤكدة على التزام الجامعة بدعم الطلاب وتمكينهم ليكونوا مبتكرين فاعلين، وأوضحت أن هذا الهدف الطموح يتطلب تعزيز جهود التحول الرقمي وتأهيل الطلاب بشكل شامل لمواكبة التطورات السريعة في سوق العمل، وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتحويل أفكارهم إلى واقع ملموس يعود بالنفع على المجتمع والاقتصاد الوطني.

كما تحدثت الدكتورة نجوى بدر، عميدة كلية الحاسبات والمعلومات، عن اهتمام الكلية بتطوير الخوارزميات واستكشاف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، مشددة على أهمية بنية تحتية قوية في تحقيق تقدم حقيقي في هذا المجال، وأكدت أن هذه البنية ضرورية لتحليل البيانات واتخاذ قرارات صائبة ترفع من مكانة الجامعة، وأشارت إلى ضرورة مواكبة التكنولوجيا الحديثة في الابتكار وتزويد الجامعة بكوادر متميزة تمثلها بفاعلية في الشركات والهيئات المختلفة.

واستعرض الدكتور محمد رجاء السطوحي، عميد كلية العلوم، جهود الكلية في دعم الابتكار وريادة الأعمال، حيث قدم مجموعة من المشاريع المتميزة التي تعكس طموح وكفاءة الطلاب والباحثين، مشيرًا إلى البرنامج الرائد «التكنولوجيا الحيوية التطبيقية» الذي يغطي مجالات حيوية، بدءًا من شركة «MATTECH Bioindustries» التي تسعى لتقديم حلول صناعية مبتكرة، مرورًا بمشاريع تعنى بالاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية مثل مشروع «Green Home» الذي يتعامل مع قشور البرتقال بطرق مبتكرة، ومشروع «Herbanol» الذي يهدف إلى تحويل الحشائش الضارة إلى منتجات ذات قيمة مضافة مثل الإيثانول الحيوي والسماد العضوي.

وأوضح أن هذه المشاريع لم تقتصر على الأفكار الإبداعية فقط، بل انتقلت إلى مراحل متقدمة من البحث والتطوير، بل وحتى تأسيس شركات ناشئة تسعى لتطبيق هذه الابتكارات على أرض الواقع، كما أن برنامج «Science Innovates» يمثل منصة سنوية تحتضن هذه الأفكار وتدعمها، وتوفر بيئة محفزة للتنافس والإبداع، مشيرًا إلى استمرار هذا البرنامج للأعوام 2023 و2024، مما يعكس التزام الكلية الراسخ بدعم الابتكار العلمي والتكنولوجي.

كما أشار إلى الدعم القيم الذي تحظى به الكلية من وزارة البحث العلمي والتكنولوجيا وأكاديمية البحث العلمي، بالإضافة إلى جهات أخرى مثل EGPO-SES، حيث يمثل هذا الدعم حافزًا كبيرًا للطلاب والباحثين ويساهم في تحويل أفكارهم إلى مشاريع واقعية تخدم المجتمع والاقتصاد الوطني.

وفي سياق متصل، أوضحت الدكتورة نيفين عاصم، الرئيس التنفيذي لقطاع الابتكار والتدريب، أن الاستراتيجية العامة للجامعة تركز على دعم الابتكار، مشيرة إلى أن القطاع يضم مجموعة من الوحدات والمبادرات التي تهدف إلى تعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وأكدت على الدور المحوري لمركز الابتكار وريادة الأعمال في تأهيل الطلاب لسوق العمل من خلال برامج متخصصة، مستعرضة الإنجازات الواضحة التي تحققت في فترة وجيزة.

وأضافت أن دور الجامعة يتمثل في استشراف التحديات وتقديم حلول مبتكرة، مشيرة إلى أن مركز الابتكار يمثل نقطة انطلاق للطلاب، حيث يقدم مجموعة متنوعة من البرامج التدريبية المصممة لتحفيز الإبداع، كما يأتي مشروع «عين شمس تبتكر» لدعم رواد الأعمال وأصحاب الأفكار المبتكرة من داخل الجامعة وخارجها، وفي ختام حديثها، أعربت عن فخرها بحصول القطاع على ثلاثة مشروعات في البحث العلمي وبناء القدرات، من بينها مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي يركز على الاستخدام الأمثل للطاقة المتجددة في صناعة السفن، مما يعكس التزام الجامعة بدعم التنمية المستدامة وتعزيز دور اقتصاد المعرفة.

وتحدث الدكتور محمد مجدي عن الدور المحوري لمركز الابتكار وريادة الأعمال بجامعة عين شمس في دعم الصناعة الوطنية، حيث يسعى المركز إلى توطين الصناعة من خلال نقل وتكييف التقنيات العالمية، كما يركز على تمكين الطلاب والباحثين في مجال الابتكار الصناعي عبر تشجيع المشروعات التطبيقية وتوفير البنية التحتية والتدريب اللازم لتطوير نماذج أولية محلية.

كما يعمل المركز كمركز بحث وتطوير داعم للمصانع والشركات، مقدمًا خدمات متخصصة لتحديث المنتجات وحل المشكلات الفنية، وبناء شراكات استراتيجية مع القطاع الصناعي، ويحرص على تعزيز التعاون بين المركز والقطاع الصناعي من خلال جذب الاستثمارات والمشاريع المشتركة، إضافة إلى تقديم برامج تدريبية متخصصة تشمل تطبيقات الهاتف المحمول، أساسيات الكهرباء والإلكترونيات، والطباعة ثلاثية الأبعاد، بهدف تمكين المشاركين من تطوير ابتكارات قابلة للتنفيذ.

تضمنت الجلسة عروضًا للباحثين الشباب في مجال الروبوتات والابتكارات، مما يعكس دعم الجامعة لشباب الباحثين في الابتكار وريادة الأعمال، وقد شهدت الجلسة تفاعلًا كبيرًا من الحضور الذين أشادوا بجهود جامعة عين شمس في دعم الابتكار والتحول الرقمي، مؤكدين على أهمية هذه المجالات في تحقيق التنمية المستدامة.

وفي ختام الجلسة، ثمنت الدكتورة غادة فاروق إنجازات جامعة عين شمس في مجالي الابتكار والتحول الرقمي، معربة عن شكرها لكل المتحدثين والمشاركين، مؤكدة أن كلماتهم كانت بمثابة شمس أضاءت آفاق جديدة، مشيرة إلى أن جامعة عين شمس، بتاريخها العريق الممتد لخمسة وسبعين عامًا، تتطلع بعين واعية نحو المستقبل، مستثمرة في عقول أبنائها وممكنة لقدراتهم الإبداعية من خلال تبنيها للتحول الرقمي الشامل.

وأشادت أيضًا بالجهود التي تبذلها الكليات المختلفة، بدءًا من كلية الحاسبات والمعلومات في تطوير الخوارزميات، ومرورًا بكلية العلوم ودعمها لرواد الأعمال، وصولًا إلى مركز الابتكار وريادة الأعمال، مما يعكس عزم الجامعة الصادق على تحقيق الريادة والتميز.