سوريا تسدد ديونها.. هل يفتح ذلك الباب للحصول على قروض جديدة من البنك الدولي؟

أعلن البنك الدولي أن السعودية وقطر قامتا بسداد ديون مستحقة على سوريا، كما أن سوريا تخطط لطباعة عملة جديدة بالتعاون مع الإمارات وألمانيا بدلاً من روسيا، وأوضحت الخارجية الأمريكية أن إعفاء سوريا من العقوبات سيتم تجديده كل 180 يوماً حتى إلغائه نهائياً، في حين اقترح الاتحاد الأوروبي تخفيفاً إضافياً للعقوبات المفروضة على سوريا
وذكر البنك في بيان له أن السعودية وقطر قد سددتا المتأخرات المستحقة على سوريا لدى المؤسسة المالية الدولية، مما يجعلها مؤهلة للحصول على برامج منح جديدة وفقاً لسياسات البنك التشغيلية، وأشار إلى أن المتأخرات المستحقة تبلغ حوالي 15.5 مليون دولار، مما يمهد الطريق لاستئناف العمليات المتوقفة مع دمشق لسنوات، وبالتالي تأهيل دمشق للحصول على منح بملايين الدولارات لدعم إعادة الإعمار والميزانية، وأوضح البنك أن سوريا تسير على طريق التعافي والتنمية بعد سنوات من الصراع، حيث سيركز أول مشروع له مع الحكومة السورية الجديدة على تحسين خدمات الكهرباء، وأعلن البنك الدولي أنه حتى 12 مايو/أيار الحالي لم يكن لدى سوريا أي أرصدة مستحقة لدى المؤسسة الدولية للتنمية، وهي صندوق البنك لمساعدة البلدان الأكثر فقراً
على جانب آخر، ذكرت ثلاثة مصادر أن سوريا تخطط لطباعة عملة جديدة في دولة عربية وألمانيا بدلاً من روسيا، مما يعكس تحسناً سريعاً في العلاقات مع دول الخليج والغرب، وقد اكتسبت هذه الجهود زخماً بعد أن رفع الاتحاد الأوروبي بعض عقوباته على دمشق في فبراير/شباط، بينما تواجه الإدارة السورية الجديدة المزيد من التحديات بسبب نقص الأوراق النقدية، حيث تولت روسيا مهمة طباعة العملة السورية لأكثر من عقد من الزمن خلال الحرب الأهلية، بعد أن أدت العقوبات الأوروبية إلى إنهاء عقد مع شركة أوروبية
وفي سياق متصل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحفيين أثناء عودته إلى واشنطن بعد جولته الخليجية إنه لم يستشر إسرائيل في قرار الاعتراف بالحكومة السورية الجديدة، وأكد أنه اعتقد أن ذلك كان القرار الصحيح، وحظي بالكثير من الإشادة عليه، حيث أشار إلى أن سوريا لن تحظى بأي فرصة إذا استمرت العقوبات مفروضة عليها، وفي ذات الإطار، كشف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن أعضاء الكونغرس دعوا إلى استخدام سلطة الإعفاء المنصوص عليها في “قانون قيصر” كخطوة أولى لرفع العقوبات عن سوريا، وأوضح روبيو في تصريح له بعد مشاركته في اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية دول الناتو بتركيا أن الرئيس الأمريكي يخطط لاستخدام الإعفاء كخطوة أولى، مع ضرورة تجديد هذا الإعفاء كل 180 يوماً، وأكد أنه إذا تحقق تقدم كافٍ من قبل دمشق، فإنهم سيطلبون من الكونغرس رفع العقوبات بالكامل عنها، لكنه أشار إلى أن هذه الخطوة ستكون سابقة لأوانها في هذه المرحلة، حيث يرغبون في بدء الإعفاء الذي سيسمح للشركاء بإرسال المساعدات إلى سوريا دون التعرض للعقوبات
كما أكد أن آثار رفع العقوبات عن سوريا ستكون ملموسة، حيث سيسهم ذلك في جهود إعادة إعمار البلاد من خلال إدارة قادرة على توفير الخدمات الأساسية، كما أظهرت وثيقة اطلعت عليها رويترز أن مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس اقترحت مزيداً من التخفيف للعقوبات الأوروبية المفروضة على سوريا، للسماح بتمويل وزارتين سوريتين للعمل في مجالات إعادة الإعمار والهجرة، ومن المتوقع أن يناقش وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي العلاقات مع سوريا في اجتماع سيعقد في بروكسل الأسبوع المقبل
هذا وقد خفف الاتحاد الأوروبي بالفعل عقوبات تتعلق بالطاقة والنقل وإعادة الإعمار والمعاملات المالية المرتبطة بها.